حازم أمام - حمادة إمام
حازم أمام - حمادة إمام


حمادة إمام.. أشهر ثعلب فى الملاعب

آخر ساعة

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020 - 11:03 ص

شوقى حامد

مشــوارى فى بـــلاط صاحبـــــة الجـــــلالـــة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــيء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقــد اســـــتحق التســــــجيل واســـــتوجب التدوين.. وعــلى صفحــــات ∩آخر ساعة∪ أروى بعضا مـــن مشاهده.

جمعتنى بالكابتن حمادة إمام ثعلب الملاعب المصرية وسليل العائلة الرياضية علاقة حميمة طالت لأكثر من نصف قرن، فبخلاف عشقى له وهيامى به كفنان أثرى الملاعب بلمسات ولدغات وحركات لم يحظ بها إلا القليل من أقرانه، فقــــد زاملتــــه ورافقتــه بالمؤسســـــة العســـــكرية التى تشرفنا بالانضمام إليها فى بداية حقبة الستينيات.

سبقنى هو لمصنع الأبطال.. الكلية الحربية.. حيث كان عريفا بالسرية الأولى بينما كنت طالبا بالقسم الإعدادى بالسرية الثانية وكنت أتابعه أيامها كأحد اللاعبين الذين اخترقوا الجدران الصلبة التى أظلتنا طيلة فترة دراستنا.. ونفذ إلى الأجواء الرحبة التى كان يذهب إليها فى التدريبات والمعسكرات للمنتخب وللزمالك فى وسط الأسبوع.. كنا نغبطهم على ذلك وكانت قائمتهم تضم سمير زاهر وكمال عتمان وميمى الشربينى وطه إسماعيل وسمير قطب وغيرهم من الموهوبين.. ورغم أن خدمتنا بالوحدات لم تمنحنى فرصة مزاملته بالرغم من كوننا بسلاح واحد، وصاحب المشير حسين طنطاوى فى فترة الانتداب بجمهورية الجزائر، بينما منحتنى خدمتى بالشئون المعنوية الفرصة للتعرف على عائلة الثعلب الفنان، حيث تعرفت فيها على والده الحارس العملاق يحيى الحرية إمام وكان هو برتبة اللواء يعمل كمدير لنادى الجلاء بالقوات المسلحة وكنت كثيرا ما ألقاه خلال مرورنا فجرا عليه وهو فى توديع واستقبال أفواج الحجاج من الضباط وعائلاتهم.. كان رحمه الله مثالا للرياضى الفذ الذى يبدو كالفارس وهو يقف بشموخ ورفعة بين موظفيه وضيوفه.. وكنت أيضا محظوظا لخدمتى مع العميد حسن فؤاد زوج شقيقة الثعلب ونجل شقيقة اللواء يحيى إمام الذى رافقنى لسنوات عديدة كمدرسين بكلية الضباط الاحتياط أو بين أسرة العاملين بنادى الصيد حيث كان مديرا للأمن بالنادى وأنا مستشار إعلامي للمجلس.. كنا لا نفتأ نتحدث عن العائلة الإمامية أنا والعميد حسن خاصة عندما أوفده المشير طنطاوى للعلاج بلندن من اعتلال قلبه، وكنت أتابع حالته من خلال نسيبه بصفة يومية وأذكر أننا أحيانا، كنا نبكى وننتحب خوفا عليه وابتهالا إلى الله لسلامة عودته.. ولعلى أعترف أن الثعلب الموهوب هو من أجبرنى على اقتناء الهاتف المحمول، اتصل بى فى الأخبار وسألنى عن رقم الهاتف فأخبرته أننى لا أقتنيه فاستحلفنى أن أحمله حتى وإن كان ذلك من أجل خاطره، وكان حمادة يشكل بالنسبة لى أحد أفضل من عرفتهم بالساحة الرياضية.. فهو خلوق هادئ وديع نزيه، يحمل الود والحب لكل معارفه، ولا يضمر الشر حتى لأعدائه.. وكان بلا يهوى خوض أى أنواع من المشكلات أو الدخول فى مواجهات وأضفت عليه خدمته الطويلة بالمخابرات طابع السرية والكتمان وتفضيل الصمت بالرغم من غزارة معلوماته وعمق خلفياته.. كان دائما ما يدعونى لأكون ضيفه فى برنامجه الأسبوعى بالقناة الثالثة، وكنت ألبى دعوته مهما كان عندى من انشغال.. وكعادته قبل بدء البرنامج دائما ما يحذرنى من الهجوم على الشخصيات الرياضية العامة أو من المجاهرة بالرأى فى القضايا الحساسة، ومع أننى غالبا ما كنت لا أستمع لنصائحه ولا ألتزم بتوجيهاته غير أننا لم نختلف أبدا حتى خلال ظهورنا على الهواء.. فهو حصيف ذكى لا يسمح بتصعيد المواقف أو يقبل بخوض الصراعات.. آخر لقاءاتنا كان بمستشفى المعادى عند اللواء طبيب علاء عمارة رئيس الشئون العلاجية وعاشق الزمالك وحمادة.. وحرص كلانا على التقاط بعض الصور قبل الانصراف وكأنه كان يودعنا بالرغم من أنه كان باديا على أفضل حال وأتم صحة.. رحل الكابتن الكبير حمادة إمام عن عالمنا تاركا ذكرى عطرة يندر أن يتحلى بها قرين.. وأسرة مكلومة ستظل تنعيه ما طال بها العمر.. وجماهير عاشقة لفنونه وإبداعاته وسلوكياته وأخلاقياته.. ورفاق وأصدقاء لن يعوضوه مهما جاد عليهم الزمان بمعارف وأقران..

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة