جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

عرض شراء مقر مجلس النواب وحكايــة.. عــواد بــاع أرضــه

جلال دويدار

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020 - 06:34 م

نشرت إحدى الصحف الأسبوعية الخاصة أن مستثمرا خليجيا عرض مبلغ ٢ مليار دولار لشراء مبنى النواب. هذا المبنى كما هو معروف يقع بشارع قصر العينى فى قلب قاهرة المعز لدين الله الفاطمى عاصمة مصر التاريخية التى بناها جوهر الصقلى بعد الفتح الإسلامى.
 من الطبيعى أن يشعر الجميع بصدمة بعد نشر هذا الخبر. أن ذلك يرجع إلى ما يمثله هذا المبنى من قيمة فى تاريخ الدولة المصرية. يأتى ذلك فى ضوء ما شهده من أحداث ذات قيمة غالية فى السجل التاريخى الوطنى.
 لا شك أن فكرة الحديث عن بيع هذا المبنى يذكرنا بالحكاية التراثية الشهيرة التى تحولت إلى عمل إذاعى مشهور يعبر عن الرفض بعنوان (عواد باع أرضه) يأتى ذلك على أساس أن الإقدام على هذا البيع يساوى عند المصريبن الفلاحين بيع العرض.
 إن ما يجب أن يقال حول هذه القضية أنه لا مانع من بيع المبانى غير المستعملة التى لا قيمة تاريخية لها.. أما المبانى ذات الصلة بتاريخنا فإن أحدا لا يملك أن يوافق على بيعها حيث إن التاريخ لا يقدر بأيى مال مهما كانت القيمة ومهما كانت الحاجة إليه.
 إن هذه المبانى يتحتم الحفاظ عليها باعتبارها جزءا من التاريخ الوطنى. إن الشعب الذى يعتز ويقدر تاريخه لا يمكن بأى حال أن يفرط فى أى من عناصره. إنه مستعد ولتعويض الحاجة لهذا المال أن يكتتب لتوفيره.
ارتباطاً بهذا الشأن وكمثال فلا مانع من بحث استخدامات اقتصادية مفيدة لمجمع التحرير الضخم بنائياً. إنه وبعد إخلائه من الأجهزة الحكومية وبموقعه المميز وسط القاهرة يصلح لأن يكون فندقاً بعد إجراء التعديلات الفنية الواجبة. بالطبع فإن هذا الأمر مرهون بتقديم عرض مناسب لهذا الاستثمار وما يرتبط به من تكلفة مادية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة