الأربعاء، 23 ديسمبر 2020 - 06:20 م

ترتفع الأصوات التى تُثمن الوحدة وتُعدد فى مثالب الاقتراب من الناس، من الآخرين، فنستمع طوال الوقت إلى بكائيات حول ضياع قيم الصداقة والأخوة والأمومة والأبوة. تحاصرنا فى كل مكان من حولنا؛ فهى فى صورة أغنية ودراما ومقال وحكم فارغة على منشورات مواقع التواصل الاجتماعي، فنقع فى حبائل هذا الدوى على الآذان ونردد نفس العبارات والقيم السلبية وننزوى داخل أنفسنا، نتحدث بالسوء عن الآخرين من حولنا ونرفع راية الوحدة.
هل وقعتم فى الشرك؟ بالتأكيد كلنا بشكل أو بآخر وقع فى حبائل هذه المكيدة التى تُحاك ضد البشرية، لكن هل الوحدة أمر سيئ؟ هل الاختلاط بالآخرين أمر سيئ؟ فى الحقيقة كلاهما أمر جيد وأمر سيئ فى نفس الوقت، لقد اعتدنا أن نستهلك المشاعر والأحاسيس حتى نصل بها إلى أسوأ أوضاعها ولم نتوقف لحظة عند مثل شعبى بسيط لكنه يدل على حكمة الكبار الأولين (إن كان حبيبك عسل ما تلحسوش كله).
لو عاش الإنسان وحيداً طوال الوقت الفنى، ولكن لو عاش طوال الوقت مع الآخرين سيفقد ذاته ولن يعرف الانصات إلى صوته الداخلي، ولذلك فخير الأمور الوسط، بإمكاننا أن نعيش مع أنفسنا ونعيش مع الآخرين، دون أن يجور جانب على الآخر ودون بكائيات.