سهيل قرية نوبية سياحية
سهيل قرية نوبية سياحية


«غرب سهيل».. قرية نوبية على خارطة السياحة العالمية

مصطفي وحيش

الجمعة، 25 ديسمبر 2020 - 01:46 م

تعد قرية «غرب سهيل» إحدى قرى النوبة التى أُنشئت منذ نحو مائة عام خلال بناء خزان أسوان القديم عام 1902 وترجع تسمية القرية إلى وقوعها غرب جزيرة سهيل تلك الجزيرة المقدسة التي عُبد فيها الإله خانوم.

ومع بداية عام 2001 تم افتتاح متحف النوبة وقيام بعض شباب القرية بالعمل في المتحف الذي يحكي الحياة النوبية بكل معطياتها وتبنى سمير يوسف محافظ أسوان آنذاك فكرة شباب القرية، وسعى لتحويل القرية إلى مركز للسياحة البيئية، وتم إنشاء مرسى سياحي على نيل القرية بطول 60 مترا لاستيعاب الحركة السياحية الوافدة إلى القرية صيفا وشتاء.

وبدأت الفكرة بتولي 16 من أهل القرية إجراء تعديلات طفيفة فى بيوتهم لتصبح مصانع صغيرة أو ورشا لتصنيع وتسويق الحرف البيئية والشعبية، بجانب أماكن لضيافة السياح وهو المنطلق الذي جعل القرية صديقة للسياح.

وسرعان ما وصل عدد البيوت إلى 30 ثم 50 بيتا بعد الرواج السياحي التي شهدته القرية حتى أصبحت معظم بيوتها معدة لاستقبال السياح الأجانب وأفواج السياحة الداخلية.                                    

صيفاً وشتاء

وبنبرة  حماسية قال نصر الدين عبد الستار، أحد أقدم أهالي القرية الذين ابتكروا سياحة «البيت النوبي المفتوح»، إن السياح يحرصون على زيارة القرية في الشتاء والصيف رغم درجة الحرارة الشديدة وأشار إلى أن القرية فى سنوات الرواج السياحي كان يقصدها يوميا حوالي 300 سائح خلال أشهر الصيف وبمعدل 6 آلاف سائح في الشهر.

وغالبا ما يأتي السائح الذي يبدأ يومه في السادسة صباحا وينتهي في الثامنة مساء عن طريق نهر النيل في مراكب شراعية، عند سفح رملي يسمى «بربر» يجد في انتظاره قافلة جمال تتولى نقله إلى داخل القرية ليقضي يوما في البيوت النوبية. 

التراث النوبي

ويشاركه الحديث صديقه نصر الدين، قائلا: إن كل ما يتعلق بتراث النوبة القديمة يجده السائح في غرب سهيل خاصة التماسيح التي تتم تربيتها في البيوت ويقدم لها الأجانب الطعام بعد أن يتم ترويض شراستها ومعظمها من الحجم الصغير والمتوسط، إضافة إلي الطعام النوبي خاصة الخبز النوبي «العيش الشمسي» الذي يترك على سطح البيت ليختمر تحت أشعة الشمس، ويقدم مع الجبن والعسل الأسود للأجانب ومرورا بالمشغولات اليدوية من الخوص ومشغولات الخرز والطواقي والملابس النوبية التقليدية مثل «الجرجار» وهو عبارة عن جلابية شفافة سوداء بها كسرات متعددة ويتم ارتداؤها فوق جلابية ملونة بالإضافة للنقش بالحناء الأمر الذي تتولاه نساء القرية.

البيت النوبي

وأكد تامر عبد النبي أحد أهالي القرية أن البيت النوبي يعتمد معماره على الأقبية والأحواش السماوية المفتوحة ويبنى بالطوب «اللبن» أو الحجر الأسواني وهو متنفس الناس في الصيف لذلك فهو بيت صحي يلائم الأجانب خاصة في الصيف. 

وأضاف أن أهم ما في القرية هو الحفاظ على التراث النوبي والعادات النوبية التي كانت موجودة في القرى القديمة «الواقعة على بحيرة ناصر» قبل التهجير، والتي يتم الحرص على توريثها جيلا وراء جيل خوفا من اندثارها.

وأضاف تامر، أن بعض البيوت قسمت الى نصفين من الداخل، جزء منها تم إعداده كمكان لاستقبال السائحين بعد تزويده بالزخارف والمنتجات النوبية اليدوية مع توفير مكان لجلوسهم على هيئة المجالس فى البيوت النوبية. 

ويقدم للسائحين مشروبات محلية وبعض العصائر، بينما يبقى الجزء الثاني من تلك المنازل، سكناً لأهلها يعيشون فيه، وفى غرب سهيل تجد مشهد المرأة النوبية التي لا تكف دائما عن تنظيف بيتها وما حوله، ونفس المصاطب الموجودة أمام جميع البيوت التي تملأ بالرمال وتحرص النساء على تنظيفها، وعلى تلك المصاطب تجلس النساء والفتيات من مختلف سنوات العمر، تنشغل كل واحدة منهن بعمل منتج يباع للسائحين مثل الطواقي المزركشة بألوان زاهية وعقود الخرز والشال والطرح النوبية. 

وما إن يشعرن باقتراب مركب يقل السياح حتى يسرعن بحمل مشغولاتهن اليدوية والوقوف أمام الشاطئ فى محاولة لإقناع السياح بشراء بضاعتهن. 

مزار سياحى وبلاتوه مفتوح

رغم أن القرية حديثة العهد بالمجال السياحي الذى بدأ منذ عام 2004 فإنها تخطت مراحل كثيرة من النمو والتطور السياحي ووصلت إلى مرحلة إثبات ذاتها كمزار فى كل البرامج السياحية. 

وقال ذلك أحمد سمبو مدير التسويق بأحد الفنادق البيئية التى أنشئت بالقرية وبلغ عددها 10 فنادق بعد شهرة القرية التى يحرص على زيارتها المشاهير من الساسة ونجوم الفن والكرة، بالإضافة إلى أنها أصبحت مقصدًا لمخرجي الأفلام السينمائية لتصوير روياتهم السينمائية بها مثل فيلم «مافيا» الذى قام ببطولته الفنان أحمد السقا ومنى زكى وفيلم «إنت عمري» الذى قام ببطولته هاني سلامة ونيللي كريم وغيرهما.

أجندة البرامج السياحية

وأكد «سمبو» أن القرية غيرت مفهوم السياحة فى مصر بهذه العبارة، بدأ المرشد السياحى سعيد عبد القادر حديثه قائلاً: ما حدث للقرية  وضعها على أجندة برامج الشركات السياحية وعلى أغلفة كتب «الجايد» والمجلات السياحية العالمية. 

وأشار إلى أن العديد من السياح الأثرياء فى العالم يحرصون على زيارة القرية فى الشتاء أملا فى العلاج من بعض أمراض العظام والروماتيد من خلال الدفن فى رمال القرية الدافئة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة