الجمعة، 25 ديسمبر 2020 - 06:05 م

لم يكن هناك أفضل من يكتب عن سيرة محمد نوح سوى شقيقه الفنان حسين نوح الذى كان بمثابة ابنه وتلميذه ورفيق رحلته سواء كعازف للدرامز فى فرقته ،أومديرا لفرقة ∩النهار∪، أوشاهدا على كل الأحداث التى مر بها.

وفى كتابه ∩صرخة نوح∪ ،الذى صدرمؤخرا عن قطاع الثقافة بأخباراليوم، يكشف حسين نوح كثيرا من المواقف الظالمة ،والصادمة، التى شرخت قلب شقيقه ،وأصابته بإحباط انعكس على روحه فى أيامه الأخيرة.

لم يكن محمد نوح فنانا عاديا بل كان موهبة تتدفق فنا وإبداعا منذ خطواته الأولى فى محافظة البحيرة التى ينتمى اليها ،والتى دفعت بمحافظها الراحل وجيه أباظة لتبنى موهبته ،وجاءت انطلاقته الفنية من مسرحية ∩سيد درويش∪ التى أخرجها الفنان الكبير محمد توفيق ونجحت نجاحا مبهرا لتلفت الأنظار الى ذلك الشاب الريفى القادم من دمنهور، الذى يجسد أوركسترا متكاملا ويعزف بمهارة على البيانووالعود والكمان والناى وآلات الإيقاع ،ويغنى ويملأ المسرح حضورا ،والمفتون بالموسيقار الكبير سيد درويش ،لتكون هذه المسرحية نقطة انطلاقه الى السينما فى أفلام ∩زقاق السيد البلطى∪ لتوفيق صالح ،∪الزوجة الثانية∪ لصلاح أبوسيف،فى أدوار ثانية لكنها لافتة لموهبته .ولتتقاطع رحلته مع رحلة سيد درويش،وتصبح أغنياته وموسيقاه صرخة فى وجه الظلم والعدوان ،وطاقة نور تشعل الجمهورحماسا وانتماء  ،والتى واكبت هزائم وانتصارات مثل أغنياته عقب هزيمة يونيو ∩خوفنا كتير ومات منا كتير من الخوف ، كنا لاببنطق ولانسمع ولاحتى نشوف∪،و∪يا أمى يا أرضى ياعرضى ألف سلامة ،و∪شيلى طرحة الحزن السودة وإلبسى توب الحرية ∩،وأغنيته ذائعة الصيت ∩مدد مدد شدى حيلك يابلد∪ للشاعرابراهيم رضوان والتى صارت أيقونة تتردد خلال الثورة المصرية وفى كل معارك البناء والتقدم.

ومثلما كان يصرخ فى أغنياته محفزا الجنود على الجبهة ،والجمهور فى كل التجمعات، فقد تكررت صرخته فى مواقف عديدة ،حين فقد والده ،وحين وقعت الهزيمة، ثم كانت صرخة القهر التى لازمته بعدما تم إخلاء مسرحه فى عز نجاحه ،والذى شهد أقوى عروضه فى مسرحية ∩سحلب∪ التى اتسمت بالجرأة الشديدة وأزعجت بعض المسئولين فى ذلك الوقت، فكان قرار إغلاق المسرح ،وتحويله إلى مخزن مثل سكين اخترق قلب محمد نوح ،وبداية النهاية لمشوار ملىء بالتحديات لموهبة متفردة،

رحم الله محمد نوح.