الحج صلاح طلبة
الحج صلاح طلبة


«سم العقارب» تجارة الموت الرابحة.. الجرام بـ30 ألف جنيه

بوابة أخبار اليوم- عبدالمنعم ممدوح

الأحد، 27 ديسمبر 2020 - 06:03 م

كتب| شاهندة أبو العز
 

«سم العقارب».. تجارة الموت الرابحة

«طلبة» يخرج للصيد فى أبريل ويعود فى أكتوبر

سعر الجرام 30 ألف جنيه للمصريين و60 ألف للأجانب

ربما تنتابك القشعريرة بمجرد رؤيتك لأحد العقارب والهلع من لدغته التي قد تؤدي إلى الوفاة، لكن بالرغم من أن لدغته مميتة لكن يكمن بداخلها الدواء الذي يشفي ملايين المرضي.

ويعد سم العقارب مادة أساسية في معظم مجالات الأبحاث الطبية، لاستخدامها في الأمصال واللقاحات للأمراض المختلفة.. ولهذا انتشرت تجارة العقارب لاستخلاص سمها وبيعه بأغلي الأسعار.

«الأخبار المسائي» التقت بأحد رواد مهنة صيد الحيوانات المفترسة والعقارب واستخراج السموم منها في منطقة أبو رواش بمحافظة الجيزة، حيث تعيش حيوانات مفترسة وأليفة داخل حديقة «أفريكانو طلبة»، التي تعد نموذجًا مصغرًا لحديقة حيوان داخل منزل، فهي ليست الحديقة الفريدة من نوعها بمصر، غير أنها نالت في السنوات الأخيرة شهرة عالمية لوجود جميع أنواع العقارب بداخلها، بجانب وجود معمل صغير لاستخراج سموم العقارب الذي يستخدم بعد ذلك في الأمصال والأدوية.

لم يدرك المصري الستيني «صلاح طلبة» أن منزل والده وأجداده الذي تربى فيه وبجانبه الحيوانات المفترسة سيصبح يومًا مكاناً مهماً لاستخراج سموم العقارب.

ورث «طلبة» مهنة صيد الثعابين والزواحف السامة أبًا عن جد، حيث عاش فترة طفولته في أحضان الأفاعي وثعابين الكوبرا التي كانت أسرته تتسابق على اصطيادها وبيعها لاحقًا، حتى شرب أصول المهنة والاصطياد جيداً ليصبح ما يصطاده منبراً يقصده معظم مراكز الأبحاث في الجامعات المصرية والأجنبية معتمدين على ما يصطاده من عقارب وثعابين وقوارض.

ورث «طلبة» أبناءه تلك المهنة منذ الصغر ويعاونه في رحلات الصيد والتي تستغرق شهوراً وأسابيع، حيث تبدأ رحلة الصيد في فصل الصيف عادة من شهر أبريل، وحتى نهاية شهر أكتوبر، ليعود لأسرته حاملاً شتى أنواع الثعابين والعقارب والقوارض ويتركها لأبنائه وأحفاده يلهون بها ليزرع بهم حب المهنة التي تورث من جيل إلى أخر.

يقول طلبة لـ«الأخبار المسائي»: «نخرج في رحلات صيد على حسب الطلب، وخصوصاً العقارب هي أكثر الحيوانات المفترسة طلباً، لاستخدام سمومها في المجال الطبي».

ويتابع: «نكون في معسكرات بالجبال والصحاري والأماكن المهجورة، ونلف المحافظات بداية من شرق سيناء حتى شلاتين للحصول على مختلف أنواع الزواحف والحيوانات التي تخرج خلال هذه الفترة من جحورها».


وداخل معمل لا تتعدى مساحته 9 أمتار، يجلس الشاب العشريني «حمادة صلاح طلبة» أحد الفنيين في استخراج السموم من العقارب، بالرغم من سنه الصغير، إلا أن مهنته جعلته يتعامل مع جميع الجنسيات الأوروبية.. يرى في عمله أمرًا مختلفًا يقبل عليه بشغف وحب ويقدسه الأطباء أيضًا ومراكز البحوث المصرية والدولية، حتى ولو كان الأمر قد يؤدي بحياته بسبب لدغة قاتلة من العقرب.

أخرج حمادة عقرباً ساماً أصفر اللون والعقلة الأخيرة من الذيل داكنة تميل إلى السواد. من نوعية «لايوروس»، من علبة بلاستيكية محكمة جداً أحضره من محافظة مطروح، وهذا النوع هو واحد من أغلى وأخطر أنواع العقارب في العالم، وهو الأكثر انتشاراً في مصر.

يُمسك الشاب العشريني جهاز كهربائي خاص مخصص لحلب السموم، ويوضع في ذيل العقرب سائل يمنع الصدمات الكهربائية لاستخلاص السم، التي توضع بعد ذلك في جهاز مخصص لتجفيف السم ليصبح "بودر" لتجمع في عبوات صغيرة شفافة لاحقًا، حيث ينتج كل ألف عقرب حوالي 1.5 جرام من السم وذلك في «الحلبة» الأولى، تنخفض تلك الكمية للنصف في الحلبة الثانية حيث يكون سم العقرب أقل سيولة.

ويشير «حمادة» إلى سعر الجرام والذي يتراوح من 7 آلاف إلى 30 ألف جنيه مصري، وتختلف أسعار السم بحسب درجة النقاء وكم البروتينات به.

وتتنوع العقارب في مصر إلى 8 أنواع، يتعامل «حمادة» ما بين أنواع شديدة السمية بينها الأسود، والقزم (صغير الحجم)، و(لايوروس) عقرب أصفر، و(الجنزير) متعدد المفاصل، ومتوسط السمية كعقرب (بلطيم) وهو أصفر اللون ينتشر في المناطق الشمالية بمصر، وعقرب موراس وهو الأقل سمية.

يقول حمادة: «العقارب تتغذى هنا، على ديدان تسمى (يل وورم) و(السوبر وورم) و(الدوبيا)، والتي عادة ما يتم تفريخها داخل صناديق بلاستيكية صغيرة، فالعقارب تعيش دورة حياة تتراوح ما بين 7 إلى 12 عامًا، ويتم اصطيادها عادة من محافظات: مطروح، وجنوب سيناء، والفيوم، وأسوان، والتي تعد أكثر المحافظات التي بها أشهر نوع عقارب والأكثر استخدامًا «لايوروس»

ويضيف:«أنثى العقرب تلد ما بين 30 إلى 60 عقرباً، وذلك خلال شهري يونيه ويوليو وذلك بعد موسم تزاوجها خلال شهر أبريل، وأحيانًا تتم عملية التزاوج داخل المعمل».


ويصل سعر جرام السم الواحد من العقارب في الخارج، بداية من 15 ألف جنيه إلى 60 ألف جنيه حسب نوع السم وشدته ولكن يتوقف ذلك على حسب الطلب.

كما قال «صلاح طلبة»: «دورنا يقتصر فقط على اصطياد العقارب واستخراج السموم وبيعها على حسب طلب شركات الأمصال والأدوية التي يدخل في صناعتها سم العقارب، وليس تحضير الأمصال لأنها مهمة الدولة والأطباء، بالإضافة إلى أننا لا نستطيع بيع أو تصدير سموم العقارب إلى الخارج وفقاً للقرارات الوزارية ولكن يمكن بيعها للأجانب المقيمين داخل مصر ولكن بأسعار مضاعفة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة