فصول محو الأمية
فصول محو الأمية


تخلص من جهلك التكنولوجى

معرفتك بالكمبيوتر والإنترنت تضاهى تعلم حروف الهجاء

آخر ساعة

الخميس، 07 يناير 2021 - 04:01 م

منى سراج

معرفتك بالقراءة والكتابة لم تعد دليلا على أنك شخص متعلم، فقد تغيرت آليات العلم والمعرفة، وأصبحت معرفة استخدام الكمبيوتر والإنترنت ولغات البرمجة والجافا أمرا ملحاً وضرورياً يوازى تعلم حروف الهجاء.. ومحو الأمية التكنولوجية لا رفاهية فيها للاختيار فى ظل ضياع 500 ألف وظيفة شاغرة سنويا على مستوى العالم بسبب هذه الأمية!

للقضاء على المشكلة هناك آلاف من الشباب الذين يعملون داخل فرق تطوعية مهمتها محو الأمية التكنولوجية، لمساعدة جيل لن يعذر إذا لم يمح أميته المعلوماتية.
 محمد أشرف إمام مدرب كورسات "جافا" - لم تتعد علاقته بالكمبيوتر مرحلة "المستخدم"، ولم يكن يعرف أى شيء عن لغة البرمجة، وذلك حتى التحاقة بكلية الهندسة وأثناء صدمته فى اكتشاف قدراته المتواضعة بين زملائه الحاصلين على دورات تدريبية متقدمة فى مجال البرمجيات، لم يشغل باله بهم ولا بمن هم لا يفقهون شيئاً ولا تتعدى معرفتهم بالهندسة والإلكترونيات سوى مكتب "تنسيق الثانوية العامة"، لكنه شغل باله وقرر وهو فى الفرقة الأولى أن يلملم نفسه سريعاً، وأن يدرس ويفهم الأجهزة الإلكترونية ومجالات تكوينها جيداً.
وفى أثناء الدراسة جذبه مجال "السوفت وير والجافا" بشدة، فقرر أن يتخصص فيه واعتمد على تطوير نفسه ذاتياً حتى نجح فى تصميم أكثر من 15 مشروع برمجيات ناجحاً، وفى رحلته للبحث والتعلم تكشفت له عيوب وثغرات الفيديوهات التعليمية، ألهمته القدرة على تصميم برامج تعليمية تكنولوجية أكثر احترافية استفاد منها أكثر من 150 طالبا تولى تدريبهم بنفسه، وجعلهم يكتشفون موهبتهم فى تحويل المشاكل البيئية من حولهم إلى تطبيقات إلكترونية ساعدت المواطنين فى التغلب عليها مثل تصميم تطبيق إلكترونى لحجز تذاكر مترو الأنفاق أونلاين لحماية كبار السن من الازدحام فى ظل أزمة كورونا.
ويضيف: أصبحت فخوراً بتلاميذى المتدربين لأنهم نجحوا واستطاعوا اختراق سوق عمل جديدة يوجد فيها 500 ألف وظيفة شاغرة سنوياً حول العالم، مقابل تخرج 100 ألف طالب سنوياً فقط.
سامية سعيد، إحدى المتدربات على يد محمد، تروى قصتها التى بدأتها فى عمر الثلاثين، فرغم تخرجها فى كلية الحاسبات والمعلومات فإنها بسبب بعض المدربين غير الأكفاء كانت متخوفة بشدة من دراسة وتعلم "الجافا"، حتى شاركت فى أول محاضرة مجانية معهم وتفاجأت بكمية المعلومات الهائلة المقدمة بشكل مبسط ومنظم، ما بدد خوفها وأصبحت تعشق هذا المجال، وافتتحت بعد ذلك - مع اكتشافها شغف الأطفال فى الدول الأجنبية لتعلم مهارات البرمجة- أول شركة أونلاين لتعليم البرمجة الأساسية للأطفال فى مصر أسمتها "تعلم البرمحة للطفل العبقري".
وتحلم سامية الآن باختراع وسيلة للتعليم التكنولوجى للشباب تبدأ من قدرة الوسيلة على اكتشاف نوع الموهبة التكنولوجية لكل شاب يرغب فى التعلم وتمر بتدريبهم وتعليمهم بشكل صحيح ومحترف وتنتهى بمساعدتهم على تحويل مهاراتهم التعليمية إلى مهارات وظيفية يتربحون منها..
 وتحكى مروة نصر محمد خريجة كلية العلوم 2020 عن تجربة خاصة خاضتها بفضل التخصص فى هذا المجال حيث استطاعت من خلاله مساعدة فتاة خجولة جدا فى التخلص من خجلها واكتشاف مهارة التدريس لديها، ووقفت بجانبها حتى حصلت على لقب أفضل مدرب لغة إنجليزية ووصلت إلى منصب رئيس لجنة داخل فريق عملنا التطوعي.
تتابع: اخترنا لفريق العمل مسمى "إحنا معاك للآخر" لتحقيق هدف التعامل مع المتدربين ابتداءً من المرحلة الابتدائية حتى مرحلة الدراسة الجامعية بشكل محترف، وذلك من خلال تفعيل مبدأ المتابعة التكنولوجية الذى يقدم لهم كل ما يحتاجون إليه من مواد علمية وتعليمية تخلق منهم متخصصين متميزين كلٌ فى مجاله، ونجحنا حتى الآن فى ضم أكثر من 32 مدرباً محترفاً.
أما إسراء يحيى (20 عاماً) فتعمل داخل أحد هذه الفرق التطوعية والمعروف باسم "نادى الطلبة المطورين" وهو مصنف ضمن البرامج المدعمة من شركة جوجل العالمية لتقديم التعليم التكنولوجى للطلاب وتأهيل أكبر عدد منهم لسوق العمل. وتقول: "نقدم ورشاً تدريبية متعددة فى مجالات التكنولوجية المتطورة، ونجحنا فى تدريب 10 آلاف طالب داخل 70 فصلاً تدريبياً شارك فيه الطلاب من جميع الجامعات المصرية وقدموا العديد من الأنشطة والمشروعات البرمجية المتطورة، وأصبحنا ضمن أكبر الفرق التى تحظى بعدد هائل من المتابعين على صفحات التواصل الاجتماعي".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة