السبت، 09 يناير 2021 - 08:50 م

العالم كله تابع ماحدث ويحدث فى عاصمة دولة القطب الواحد وزعيمة العالم الغربى من فوضى وقلاقل وصدامات. هذا الوضع الفريد تم بناء على دعوة ترامب لمؤيديه للتظاهر احتجاجا على خسارته الانتخابات. هذه الفوضى التى سادها العنف بين الشرطة والمتظاهرين وسقط فيه قتلى وجرحى.. جرت أمام وداخل مبنى الكونجرس. جاء ذلك أثناء عقد جلسته للتصديق على نتيجة الانتخابات الرئاسية التى خسرها ترامب لصالح بايدن.

هذه الأحداث المأساوية وقعت فى هذه الدولة العظمى التى دائما ما تعمدت مؤسساتها توجيه اللوم والاتهامات لدول أخرى بحجة الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. بعد هذا الذى حدث يثور التساؤل: ما الذى يمكن أن تقوله هذه المؤسسات عما جرى فى عقر دارها؟. أين هذه الديموقراطية التى يتشدقون بها بعد هذه الاتهامات الموجهة من الرئيس الخاسر بتزوير الانتخابات؟.

من المؤكد أن ماحدث أنهى تماما مصداقية مواقف هذه الدولة التى ظلت وعلى مدى تاريخها منذ تأسيسها تعاير العالم بديموقراطيتها.

ليس من توصيف لهذا الوضع سوى أنه كشف عن عدم المصداقية وزيف المبادئ التى دأبت على تسويقها والترويج لها.

من المؤكد أن ماشهدته واشنطن لابد أن تنسحب آثاره مستقبلا على صورة هذه الدولة الجبارة التى كان لها ضحايا كثيرة لمواقفها من الدول والشعوب.

لا جدال أن هذه الأحداث التى تابعها العالم كانت مدعاة لشماتة هذه الدول الضحية.. سواء كانت على حق أو على غير حق.

رغم هذه الضغوط الغوغائية التى حاول ترامب ممارستها للتغطية على هزيمته إلا أن ذلك لم يمنع الكونجرس فى النهاية من التصديق على فوز بايدن بمنصب الرئاسة. لاشك أن ماحدث يمثل نقطة سوداء فى سجل ديموقراطية أمريكا.

فى هذا الإطار وعلى ضوء ما اتسم به سلوك ترامب من هوجائية وعدم انضباط أو إلتزام فإن على العالم أن يترقب ما سوف يصل اليه هذا المسلسل.

ارتباطاً فانه يبدو أن اصلاح الانعكاسات السلبية لهذه التطورات الاخيرة سوف يقود إلى اتخاذ اجراءات غير مسبوقة لتصويب صورة ديموقراطية الــولايــات المتحدة.

حول هذا الشأن فان مايجرى تداوله يشير إلى انها سوف تشمل بداية تجريد ترامب من سلطاته قبل الموعد المحدد لتسليمها إلى الرئيس الجديد يوم ٢٠ يناير.

اخيرا ارجو واتمنى ان يثبت بايدن بعد هذه الاحداث انه على قدر المسئولية فى قيادة دولة القطب الواحد فى فترة رئاسته وان يلتزم بقيم العدالة والمبادئ والمواثيق الدولية.