خطر إسهال الأطفال
خطر إسهال الأطفال


إسهال الأطفال.. ما بين الوقاية والوفاة

محمد إسبتان

الإثنين، 11 يناير 2021 - 08:44 م


الإسهال لدى الأطفال، أزمة تعاني منها الأمهات، كونه يتمثل في إخراج البراز على شكل ماء أو بشكلٍ متكرر إلى حدّ يفوق الوضع الطبيعيّ.
ويعد الإسهال من المشاكل الصحية الشائعة للغاية بين الأطفال والرضّع، ويمكن أن يتسبب بحدوث عدد كبير من المضاعفات، وقد يصل الأمر إلى حد الوفاة، فاستنادا إلى الإحصائيات التي نُشرت في المرجع الطبي "MSD Manuals" التابع لشركة الأدوية العالمية "ميرك وشارب ودوم " «Merck Sharp & Dohme-MSD»، تبيّن أنّ هناك ما يُقارب 1.5-2.5 مليون مصاب في العالم يموتون سنوياً كنتيجة للمعاناة من الإسهال والجفاف، كما تبيّن كذلك أنّ نسبة الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية الذين تقل أعمارهم عن 5 أعوام ويُعانون من إسهالٍ يتطلب إدخالهم إلى المستشفى تُقدر بـ 9%، وتّم تصنيف الإسهال إلى نوعين رئيسيين، بناءً على مدة الإسهال، ففي حال أُصيب الطفل بالإسهال لأقل من أسبوعين فإنّ الإسهال يُعدّ حاداً وهو النوع الأكثر شيوعًا، في حين يُعدّ الإسهال الذي يستمر لأكثر من أسبوعين إسهالاً مزمناً .
وفي الواقع يختلف هذان النوعان من الإسهال في الشدة والسبب الكامن وراء المعاناة منهما، وفي الحقيقة قد يُرافق الإسهال ظهور أعراض أو علامات أخرى، منها: فقدان الشهية، والتقيؤ، والشعور بألم في البطن، والحمّى، وفقدان الوزن بشكلٍ حادّ، مع احتمالية ظهور الدم في البراز، ويجدر بيان أنّ الإسهال المزمن يُصاحبه فقدان الوزن أو على الأقل فقدان القدرة على اكتساب الوزن على النحو المعتاد حتى لو لم يُعاني الطفل من الجفاف.

اقرأ أيضا| كورونا يهدد الأطفال.. اليونيسف: 40 % من سكان العالم يفتقرون لمرافق غسل الأيدي
أسباب الإسهال عند الأطفال 
يُعدّ الإسهال إحدى طرق الجسم المتبعة للتخلص من الجراثيم أو العدوى أحياناً، ويمكن بيان أهمّ الأسباب والعوامل التي تكمن وراء المعاناة من الإسهال ومن بينها الآتي: 
العدوى..يمكن أن تتسبب العدوى بمعاناة الطفل من الإسهال، وللعدوى أنواع مختلفة، منها ما هو فيروسيّ كالعدوى الناجمة عن التعرّض للفيروس المعروف بالفيروس العجلي والمُسبّب للحالة المعروفة علمياً التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، ومن العدوى أيضاً ما هو بكتيريّ كالسلمونيلا، ومنها ما هو فطريّ كالجيارديا. 
تناول بعض أنواع الأدوية.. يمكن أن يتسبب تناول بعض أنواع الأدوية بمعاناة الأطفال من الإسهال، كما هو الأمر لدى الكبار والبالغين، ومن الأمثلة على الأدوية التي قد تتسبب بهذه المشكلة بعض أنواع المضادات الحيوية والمُليّنات. 
التسمّم الغذائيّ.. غالباً ما تختفي أعراض هذه الحالة خلال 24  ساعة، وفي العادة يكون الإسهال في هذه الحالات مصحوباً بالتقيؤ.
فرط النموّ البكتيريّ للأمعاء.. وتُمثّل هذه الحالة إمّا فرط نمو البكتيريا الموجودة في الأمعاء الدقيقة عن الحدّ الطبيعيّ أو تغيّر نوعها. 
داء الأمعاء الالتهابيّ.. في الحقيقة إنّ لهذا الداء أشكال عديدة، منها مرض كرون، وداء التهاب القولون التقرحيّ، وغالباً ما تتسبب هذه الأمراض بمعاناة المصاب من الإسهال المزمن. 
حساسية الأطعمة.. يمكن أن تتسبب حساسية الجهاز الهضميّ لدى الطفل لنوع معين من الأطعمة بمعاناته من الإسهال، ومن أكثر الأطعمة التي تسبب الحساسية: الحليب ومشتقاته، وفول الصويا، والبيض، والأطعمة البحرية، ويجدر القول إنّ أغلب أنواع الحساسية تظهر خلال العام الأول من عمر الطفل، أو ببلوغه العام الثالث كأقصى حدّ. 
القولون العصبيّ..يتمثل بمعاناة المصاب من ألم أو انزعاج مستمر في البطن، بالإضافة إلى الإصابة بالإمساك أو الإسهال، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال في عمر المدرسة الذين يعانون من القولون العصبيّ غالباً ما يُعانون من الإسهال المزمن، ولكن يندر تشخيص إصابتهم بالقولون العصبيّ في هذا العمر، وذلك لعدم قدرتهم على وصف الأعراض على نحو جيد في العادة. 
مرض حساسية القمح.. يُعرّف على أنّه أحد الاضطرابات التي تتسبب بإلحاق الضرر بالأمعاء، ويتحفّز هذا الداء عند تناول المصاب الأطعمة المحتوية على بروتين الجلوتين الذي يُوجد بشكلٍ طبيعيّ في الخبز، والمعكرونة، والكيك وغير ذلك، ويجدر بيان أنّ الأطفال المصابين بحساسية القمح عادةً ما يُعانون من نوبات من الإسهال المزمن. 
إسهال المسافرين.. يُعرّف على أنّه اضطراب في الجهاز الهضميّ يحدث نتيجة شرب الماء الملوث أو تناول الطعام الملوث أو غير المطهو جيّدًا، وقد تبين أن السبب الرئيسيّ الكامن وراء الإصابة بإسهال المسافر عند الطفل في العادة هو العدوى البكتيريّة كبكتيريا العصيات القولونية، أو شيجيلا، أو السلمونيلا، أو العطيفة (المنثنية) هي أكثر أنواع البكتيريا المسبّبة للإصابة بإسهال المسافرين شيوعًا.
داء الأمعاء الالتهابي.. يُعرف على أنّه التهاب أو تهيّج مزمن في المعدة والأمعاء الدقيقة الذي قد يكون مصحوبًا بالتهاب وتهيج الأمعاء الغليظة المعروفة أيضًا بالقولون، وهناك وجود نوعين لداء الأمعاء الالتهابي تمّ تصنيفهما بناءً على الجزء المتأثر من القناة الهضمية وطبقات جدار الأمعاء وهما التهاب القولون التقرحيّ، وداء كرون، ويُعد الإسهال من الأعراض الأكثر شيوعًا لداء الأمعاء الالتهابي لدى الأطفال، ومن الأعراض الأخرى الشائعة: ألم البطن، وفقدان الوزن، وظهور الدم في البراز وغيرها، وقد تكون الأعراض الناتجة عن داء كرونز أكثر دقةً مقارنة مع أعراض التهاب القولون التقرحيّ.
العمليات الجراحية.. قد يحدث الإسهال عند الأطفال كنتيجة للخضوع لعمليات جراحية مُجراة في المعدة أو في المرارة.
وقاية الأطفال من الإسهال 
هناك العديد من الحالات التي يكون فيها الوقاية من الإصابة بالإسهال أمراً مستحيلاً، ولكن في المقابل هناك العديد من الحالات التي يمكن من خلال اتباع بعض الإجراءات تقليل فرصة الإصابة بالإسهال، ونذكر من هذه الإجراءات :
الحرص على غسل يدي الطفل بشكلٍ متكرر ومستمر، وخاصة قبل تناول الطعام وبعد الذهاب إلى المرحاض، للحدّ من انتقال العدوى التي عادةً ما تنتقل من شخص إلى آخر، وخاصة بين الأطفال، وعادةً ما تصل إلى الطفل نتيجة وضعه أصابعه في فمه، أو قضمه لأظافره، أو غير ذلك من التصرفات التي يضع فيها الطفل يده في فمه، والحرص على نظافة أسطح الحمّامات، وغسل الفواكه والخضروات بشكلٍ جيد قبل تناولها، ووضع اللحوم في الثلاجة إلى حين طهيها، بالإضافة إلى ضرورة الحرص على عدم بقاء لونها وردياً أو زهريًا عند طبخها، وتنظيف أسطح المطبخ التي لامست اللحوم النيئة بشكلٍ جيد، وخاصة الدجاج.
وتجنّب تناول الماء من المسطحات العامة، كالبحيرات، وإبعاد أماكن أكل الحيوانات الأليفة عن أماكن تناول الطعام من قبل الأطفال والناس عامة، ويُنصح بعدم غسل الحيوانات الأليفة على المغاسل التي تُستخدم لتحضير الأطعمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة