قاعة ترميم الآثار الثقيلة في المتحف المصري الكبير - تصوير: وليد الشربيني
قاعة ترميم الآثار الثقيلة في المتحف المصري الكبير - تصوير: وليد الشربيني


إعادة رأس «الملك».. عملية خاصة لفريق ترميم آثار «الأوزان الثقيلة».. فيديو

محمد مصطفى بدر

الثلاثاء، 12 يناير 2021 - 10:55 ص

كتب: وليد الشربيني - شيرين الكردي

في ممر بالمتحف المصري الكبير.. وقفنا أمام بوابة مصفحة بيضاء لا تُفتح إلا ببطاقة مشفرة، تفصلنا عن قاعة تحوي التاريخ.. بمجرد دخولك ستجد مساحة شاسعة وخلية نحل لا تتوقف عن العمل، ولكن في صمت احتراما  للملوك والملكات أصحاب التماثيل والتوابيت العملاقة التي تسكن المكان.

 

بوابة أخبار اليوم أجرت جولة مع التاريخ في المتحف المصري الكبير، في قاعة ترميم الآثار الثقيلة بـ المتحف المصري الكبير.

 

 

مهما كان ثباتك الانفعالي كبير، فهذا لن يمنعك من إظهار انبهارك بمحتويات القاعة، توابيت خشبية وصخرية عملاقة تماثيل فائقة الضخامة في كل ركن تنتظر الترميم، وأوناش تتدلى خطاطيفها من السقف لحمل أي قطعة تحتاج لذلك .

 

يقول سامح أحمد رحيم، رئيس منطقة ترميم الآثار الثقيلة بالمتحف، إنهم في هذه القاعة لا يتعاملون مع القطع التي لا يقل وزنها عن ٥٠٠ كجم، مشيرا إلى أن التعامل معها يكون بداية من استلامها من خلال الأوناش الموجودة.

 

ترميم القطع الأثرية الثقيلة يختلف عن القطع الأثرية العادية نظرا لطبيعة حجمها وبالتالي تناولها والتعامل معها، يكون بعمليات دقيقة وصعبة، إذ حدثنا «رحيم» عن قطعة مهمة تتطلب عملا كبيرة وهي تمثال أمنحوتب الثالث.

 

خطوات هامة ودقيقة
يتحدث «رحيم» عن خطوات التعامل مع القطع قائلا إنها تخضع لعمليات تجميع إذا كان بها كسور، ثم يتم دراستها جيدا لتحديد المواد المستخدمة والبارات «الاستانلس» وأطوالها والتي سيتم وضعها عليها خلال الترميم. 

 

ويستكمل: «بعض القطع نضع لها تصميم لكيفية عملية التجميع والتثبيت لها سواء كان في منطقة العرض أو في قاعة أو على الدرج».

 

ويؤكد أن أغلب المواد المستخدمة تكون مواد استرجاعية لا تضر القطع الأثرية على المدى الطويل، موضحا أن معمل ترميم الآثار الثقيلة من قبل منظمة الجايكا الدولية بخبرات، لافتا إلى أن من أهم القطع التي يجري العمل عليها في الوقت الحالي ترميم وتجميع لتمثال الملك أمنحوتب الثالث وهو من الكوارتزيت الأحمر، والذي يحتاج لمعالجة خاصة وصفها بأنها خاصة جدا. 

 

 

تجميع الملك
وروى قصة اكتشاف التمثال الذي تم العثور عليه في الأقصر، وكان مفتت لأكثر من قطعة وتم تجميعه هناك، وعندما تم جلبه إلى المتحف المصري الكبير كان ٣ أجزاء الرأس والبدن والقاعدة والتمثال كله عبارة عن كسر حجرية صغيرة .

 

ويقول رئيس منطقة ترميم الآثار الثقيلة بالمتحف، «بدأنا هنا لعملية تجميع الرأس بالبدن، ثم قمنا بعمل تجميع كامل للتمثال كان لابد من وجود فكر مختلف لنتعامل مع حالة خاصة لها طبيعة في التعامل لا ينفع أن نتناولها أو نرممها بشكل عادي».

 

ويكمل: «عملنا تصميم معين للتمثال عبارة عن mountings تشكيل من الاستانلس غير القابل للصدأ ثم تجميع من الظهر للأجزاء التي لا يوجد بها نقوش حتى لا يتم حجب أي مظهر جمالي أو نقش أخفيه من التمثال وفي نفس الوقت بصورة لا تضر القطعة الأثرية».

ويضيف: «بدأنا في عمل التصميم من قبل الجهة المنفذة والتب بدورها قامت بعمل نماذج و بإرسالها لنا لنقوم بعمل اختبارا ت بالمواد التي نشتغل عليها وبدأنا بالفعل حاليا بعمل تثبيت للقاعدة نفسها».

ويتحدث عن المرحلة التالية لباقي ترميم تمثال الملك قائلا: «سنقوم بتثبيت مسطرة التمثال من الظهر ثم نجري عملية تجميع أولا بشكل أفقي للقطعتين مع بعض، بحيث يتم رفع التمثال ووضعه بشكل رأسي لا تكون هنا خطورة باي شكل».

 

ويكمل «رحيم»: بجب أن تكون نسبة الخطر صفر فممكن أخذ وقت طويل في الاختبارات التي أقوم بها حتى يوجد عنصر المفاجأة في رفع القطعة الأثرية ، ولابد من توافر عملية الأمان ممكن اعمل اختبارات مرة واثنين وثلاثة على أي نموذج بديل اشتغل عليه مضاهية لوزن وإبعاد القطعة الأصلية بحيث ان التجربة لا تكون على القطعة الأثرية.

 

أيدي مصرية 
«تلك القطعة بعد الانتهاء من ترميمها ستكون فريدة لأن التصميم والتنفيذ كله بأيدي مصرية يحاكي - إن لم يكن أفضل - من شغل القطع التي عملت عليها الشركات الأجنبية والتي كانت تسافر لتعرض بالخارج»، «رحيم» في آخر كلماته وهو يودعنا إلى خارج القاعة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة