صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكايات الحوادث| صرخة زوجة: «جوزي بتاع ستات»

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 13 يناير 2021 - 07:26 م

وقفت الزوجة داخل محكمة الأسرة بإمبابة، شعرها بني مائل للصفرة، ترسله على كتفيها في ضفيرتين، وتترك على جبينها خصلة متمردة، وملامح وجهها تحمل مسحة حزن دفين، وفي عينيها تجد براءة، وصدق، واستقرار، وتمرد في آن واحد، تنظر بين الحين والآخر، ترقب مكتب أعضاء هيئة تسوية المنازعات الأسرية.

وما إن علا صوت الحاجب بالنداء عليها، سارت بخطوات وكأنها تجر خلفها أيام تصرخ من قسوة سنواتها، وكأنها لم تحصد منها غير أسى، وجراحات، وانهارت فوق أقرب مقعد، امتدت أصابعها تمسح دموعها، والأحزان تعتصرها، وبصوت يجأر بالشكوى، والمرارة تكتمها بين جوانبها قالت: أنا جوزي بتاع ستات.

اقرأ أيضا| «الداخلية» تكشف جرائم غسل أموال بـ55 مليون جنيه

وليس عيبا أن تزل قدما المرء، لكن كل العيب هو الاستمرار في الخطأ، والتمادي في الآثام، لقد جرح كبربائي، وأهانني حتى حل الجفاء، والحقد بيني وبينه.

وبصوت يعصره الغضب، والغيظ أكملت، لم أقصر معه في شيئ، ووقفت بجانبه، وأعطيته كل ما أملك من ميراثي عن والدي، حتى اكتشفت الفجيعة، وهي بأنه متزوج من ٥ نساء عرفيا، غير أنه يقوم بالاتجار في الزواج من الأرامل، والمطلقات، طمعا في أموالهن، وميراثهن أيضا، وانقلبت حياتي رأسا على عقب، لم يحضر إلى المنزل إلا أيام معدودات، يقضي معظمها يغط في النوم، غير سهراته بأماكن مشبوهة، وعلى المقاهي، تحملت الكثير، واستعوضت ربي في ميراثي الذي استولى عليه، وقام بإنفاقه على نساءه اللاتي ينسج خيوطه حولهن، ورضيت بما قسمه الله لي من أجل تربية أطفالي الصغار، أو لعل أن تأتي الأيام بجديد، لكن تبدلت أخلاقه في معاملتي، ولا يطيق مني كلمة واحدة، وبعدما فاض بي الكيل، واجهته بتصرفاته، وزواجه العرفي، من الأرامل، والمطلقات، فما كان منه إلا أن نهرني، وسبني  وتنتهي كل مشادة معه بالاعتداء علي بالضرب، وطالبته بمصاريف ابننا الكبير للمدرسة، لكنه رفض ولم يفكر يوما بأننا مسئولين منه، بل ازداد جحودا، وغلظة، طلبت منه الطلاق، والانفصال، فكان نصيبي علقة ساخنة، ويردد " أعلى ما في خيلك اركبيه، ومش هطلقك..  خليكي زي البيت الوقف".

وانهمرت في البكاء تعلو وجهها الدهشة قائلة: لقد قام بتهديدي عن طريق بلطجية أرسلهم لي بعدما علم بإنني أتقدم برفع دعوى للطلاق منه، وأن أتنازل عن كل حقوقي الشرعية، وقائمة منقولاتي.

لذا أتقدم برفع دعوى طلاق منه، مع الاحتفاظ بكل حقوقي، وحق أطفالي الذين ليس لهم ذنب في ذلك غير أن هذا أبيهم.

وأرسل أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات لحضور الزوج لسماع أقواله، وفي محاولة لتهدئة الأمور بين الزوجين.

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة