الخميس، 14 يناير 2021 - 05:13 م

محمد علي كلاي أو كاسيوس مارسالوس كلاي.. بطل العالم في الملاكمة للوزن الثقيل يحارب خصومه على حلقات الملاكمة.. يحارب حكومة الولايات المتحدة التي ترغب في وضعه في السجن لرفضه التجنيد.. ويحارب النقاد الرياضيين، وجمهور الملاكمة الذي يسيء استقباله.

ظل كلاي يحارب الأزمة المالية التي تحيط به من كل جانب.. ويحارب التفرقة العنصرية، والحرب التي يشنها البيض عليه والشائعات التي يطلقونها ويكتبونها عنه.. ويحارب أسرته التي تحاول أن تبعده عن المسلمين السود.

في الواقع أن كاسيوس كلاي لم يتمتع بلقب بطل العالم إلا لمدة لا تزيد على سبعة أشهر فقط! فاز بالبطولة بعد أن هزم شرير الحلقة سوني ليستون بالضربة العنيفة في فبراير سنة 1964.. ولم تمض أيام قليلة حتى أعلن إسلامه .. وتحرك اتحاد الولايات المتحدة للملاكمة وأخذ يشكك في نتيجة المبارة مستغلا علاقة سوني ليستون برجال العصابات.

قرر الاتحاد عزل كلاي من البطولة وأقام دورة رباعية – اشترك فيها ايرني تيريل وفلواريد باترسون ولموتيس مارتين وجيمي اليس – وانتهت الدورة بفوز ايرني تيريل ببطولة العالم.. وأصبح الناس أمام مهزلة. 

بطل العالم فاز بعد أن ضرب ليستون ضربة قاضية فنية بعد أن لقن خريج سجون أمريكا درسا قاسيا في اللكم .. وبطل آخر وصل للبطولة بعد دورة رباعية اختار لها الاتحاد أربعة ملاكمين أقل بكثير في المستوى من كلاي.. لقد اعتبر كل رياضي شريف أن فترة بطولة ليستون كانت سبة في تاريخ الرياضة، خصوصا وقد كان رجل العصابات فرانك كاربو يسيطر وقتها على سوق الملاكمة.

وعندما فاز كلاي سر الجميع .. فهو مثل للرياضي النظيف .. لا يدخن .. لا يشرب الخمر .. لا يقامر .. لايتردد على دور الملاهي ولا توجد له علاقات غرامية وجنسية مع النساء .. ومع هذا عزله اتحاد الولايات المتحدة لأنه زنجي ولأنه مسلم وكلمة زنجي من الكلمات التي تثير كلاي فهو يقول أنا أسود وهذا من السواد ولكني لا أقبل أن يقال عني (نيجرو) زنجي لأنه لا يوجد لون اسمه نيجرو.

آخر ساعة 16 ديسمبر 1970