مآسي الفنانين بعد المعاش
مآسي الفنانين بعد المعاش


من «سمعة» إلى علي حميدة.. 50 عاما من مآسي الفنانين بعد «المعاش»

هشام خالد السيوفي

الأحد، 17 يناير 2021 - 06:45 م

◄ أبو ضحكة جنان مات مفلسا ولم ينجده أحد
◄ محمد شرف أنفق كل ممتلكاته على العلاج 
◄ المهن التمثيلية: نقف مع أعضائنا من جنيه لمليون

جددّت حالة المطرب علي حميدة، الجرح الفني المستمر منذ 50 عاما، إذ ظهر في إحدى المداخلات التلفزيونية، وهو يئن من ألم المرض، مؤكدا أنه حاله لا يسر وماديا لم يعد يتحمل تكلفة العلاج، معيد للأذهان ما حدث لنجم الكوميديا إسماعيل ياسين الذي مات فقيرا في عما 1972 قبل قرابة النصف قرن، رغم كونه أكثر الفنانين إنتاجا.

«بوابة أخبار اليوم»، تفتح الملف مجددا في السطور التالية، والتي تتضمن مجرد نماذج لآلام النجوم أصبحت نهاياتهم مأساوية، رغم أنهم طالما منحوا السعادة لجمهورهم بأعمالهم ولكنهم عجزوا عن توفيرها لأنفسهم.


سمعة والقصري

«أبو ضحكة جنان» الذى طالما أسعد جمهوره من خلال أعماله ورسم البسمة على وجوه الجميع، «سمعة» استطاع أن يحفر اسمه بحروف من ذهب كأفضل فناني الكوميديا في تاريخ السينما المصرية، وبالرغم من أنه لا يستمتع بالوسامة، والجمال إلا أنه استحوذ وأثر القلوب بخفة ظله.

 

ولم يكن أحد يتخيل يوماً أن المأساة والمعاناة هي عنوان نهاية هذا النجم الكوميدي، الذى عاش في آخر أيامه حزيناً ومفلساً بعد تراكم الضرائب عليه ومطالبة الحكومة له بسدادها، مما اضطره لتصفية فرقته المسرحية، وبيع العمارة التي كان يمتلكها وأصيب بأمراض القلب حتى فارق الحياة في عام 1972 بعد إصابته بأزمة قلبية حادة.


وإذا كان بعض الفنانين عانوا من المرض والفقر، فإن الفنان الكوميدي عبد الفتاح القصري الذي رسم البهجة والضحكة على شفاه الجماهير بأفلامه الرائعة وإفيهاته الكوميدية التي لا تنسى، عانى في نهاية حياته من مجموعة من المآسي كانت أولها إصابته بالعمى.


فأثناء عمله في إحدى المسرحيات مع النجم إسماعيل ياسين أصيب بالعمى المفاجئ، ولوقت ظل يكرر وهو على خشبة المسرح أنه «مابيشوفش» والجمهور يضحك متصوراً أنها جملة من جمله الكوميدية، وبعد مصيبة العمى أصيب القصرى بمصيبة أكبر، فزوجته التي كانت أصغر منه بسنوات هجرته وطلبت الطلاق بعد أن خدعته واستولت منه على كل أمواله، والأسوأ أنها هجرته لتتزوج من شاب كان عبد الفتاح القصرى يرعاه وينفق عليه ويعتبره ابنه الذى لم ينجبه.

 ولم يتوقف الأمر عند ذاك فقط، إذ أصيب أيضا بمرض تصلب الشرايين الذي أدى إلى إصابته بفقدان الذاكرة والهذيان، وكانت المصيبة الرابعة على هذا الفنان الكبير هي نكران الأصدقاء في الوسط الفني الذين تركوه وحيداً يعاني من الأمراض والفقر، ولم يكن يسأل عليه سوى الفنانة نجوى سالم، ونظراً لظروفه السيئة وإصابته بمجموعة من الأمراض، اضطر إلى السكن في غرفة تحت بير السلم في الشرابية، وكانت ترعاه سيدة فقيرة، ولم يكن لهذه السيدة عمل غير بيع الشاي في أحد الشوارع الجانبية، وفي أوقات كانت ترتزق من الخدمة في بيوت الناس، وعندما علم بعض الفنانين منهم هند رستم بالحالة المزرية التي وصل إليها جمعوا من بعضهم مساعدات مالية، وأودعوه أحد المستشفيات، وهناك وافته المنية عن عمر يناهز 58 عاما، والمحزن أكثر أن جنازته لم يحضرها سوى 3 من أقربائه والفنانة نجوى سالم.

 

 

يونس شلبي
كان الفقر والمرض هما عنوان نهاية يونس شلبي صاحب الوجه الطفولي البرئ، أو عاطف السكري في أشهر الأعمال المسرحية «العيال كبرت» والذي استطاع أن يتميز بأسلوبه الكوميدي الخاص في السينما والمسرح والتلفزيون، فبعد أن سطع نجمه طوال سنوات إلا أن أعماله بدأت في الانحصار في عدد من الأدوار الصغيرة، وما لبث حتى أصيب بأمراض القلب والسكر وأجرى عملية قلب مفتوح وظل ملازماً الفراش لسنوات حتى اضطر إلى بيع كل ما يملكه لينفق على تكاليف علاجه وكان يشكو من تجاهل زملائه فى الوسط الفنى حتى أن زوجته طالبت الحكومة بمعالجته على نفقة الدولة، حتى توفى عام 2007 ودفن بالمنصورة، حتى أن جنازته خلت من نجوم الوسط الفنى الذين شاركوه النجاح وقت سطوع نجمه.

محمد شرف
تدهورت حالته الصحية بعد أن أمتع الجمهور برصيد كبير من الأعمال الفنية الكوميدية، وطلب يد العون من الجميع، حتى يتمكن من جمع أموال تساعده في إجراء عملية دقيقة في القلب، تتطلب سفره للخارج، لينضم بذلك "محمد شرف" لقائمة النجوم الذين لم يجدوا ثمن العلاج في نهاية أيامه.

وقال محمد شرف، في أحدى لقاءاته التليفزيونية أن الفنان أشرف زكي عمل اللي عليه، وبعدها بدأ التواصل مع الفنان أحمد حلمي ومحمد هنيدي وأحمد أدم لتقديم المساعدة، وأكد شرف، إنه صرف كل ما لديه من أموال على علاجه ولم يتبقى معه أي أموال، وحاول أن يدخل في مشاريع "ست كوم"، من أجل اكتساب الأموال.

 

أخيرا علي حميدة
الفنان علي حميدة ظهر متألما خلال حديثه بأحد البرامج التليفزيونية إذ قال إنه يعاني من  حصوة في المرارة أدت إلى انسداد، وحدوث مضاعفات صحية في القولون، وإمكانياته المادية لا تسمح باستكمال علاجه.


كان الفنان علي حميدة، قد دخل في نوبة من البكاء الشديد على الهواء، بعد حديثه عن حالته الصحية، مشيرا إلى أنه تعرض لأزمة صحية حادة الفترة الأخيرة، نتج عنها تليف في الكبد وسخونية وضيق بالتنفس.


وقال الفنان علي حميدة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامج "الحكاية" على قناة mbc مصر، أنه يعاني من حصوة على المرارة، وحالته خطرة ومتواجد الآن في مستشفى مطروح العام، قائلا: "مش معايا فلوس أدخل مستشفيات"،  مشيرا إلى أنه أجرى بعض التحاليل وينتظر نتائجها غدًا لمعرفة مرضه بشكل أوضح والاتجاه للتشخيص.


وعلى  جانب آخر علق الإعلامي عمرو أديب، أن الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، تواصل مع البرنامج وأعلن التكفل بعلاج الفنان علي حميدة، والذي يعاني من مشاكل في الكبد والحصوة، وذلك خلال تواصله مع البرنامج، موجهاً الشكر والتقدير للفنان أشرف زكي واتحاد النقابات الفنية على توفير مقعد في مستشفى كبرى لعلاج علي حميدة، معقبا: «أتمنى من الفنان هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية لما يعرف كده يساعد».

 

 

«المهن التمثيلية» تعلق 
وتواصلت "بوابة أخبار اليوم"، مع الفنان عزوز عادل عضو مجلس ادارة نقابة المهن التمثيلية، لمعرفة حقوق الفنانين في تلك الحالات المرضية.

 

وأكد عزوز عادل، أن النقابة تساعد أي فنان في حالة مرضه من جنيه إلي مليون جنيه وتقدم له المساعدة، وأيضا الفنان في النقابة له معاش، ولكن الفن ليس له سن للمعاش إلا إذا طلب الفنان خروجه على المعاش فتبداً النقابة بصرف معاش شهرياً له.

 

وأشار عزوز عادل، إلي أن النقابة لديها صندوق، وهو لمساعدة الفنانين ويشارك فيها الفنانين القادرين لزملائهم الغير قادرين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة