ممدوح الصغير
ممدوح الصغير


حرب البيانات بين تطبيقات التواصل الاجتماعي

ممدوح الصغير

الإثنين، 18 يناير 2021 - 04:37 م

لا أعتبر إيلون ماسك، واحدٌا من أشهر أثرياء الكون، فقط يُضاف على الوصف أنه واحدٌ من الأكثر تأثيراً على البشر؛ بفضل ما يملك على توتير، ويعد الأكبر في عدد المتابعين، إذ يزيد عدد متابعيه على 42 مليون متابع، يتصدر بهم قائمة الأكثر متابعةً على موقع يضم صفوة سكان الكون، وأية تغريدة منه تُحرك المياه الراكدة وتُحدث الجدل وتهز أسواق البورصة، فمتابعوه يُقدرون كل حرفٍ لتغريداته، لأنه في نظر شباب الكون، هو القدوة والمثل الناجح، بل إن بعضهم اتخذه مثلاً أعلى في الطموح والتفاني.  

وفي أول أيام السنة الجديدة كان الجدل والاختلاف بين مستخدمي الواتساب الذي منح الحق للفيسبوك في الحصول على بيانات   المستخدمين، الذين يُقارب عددهم  نحو 3 مليارات مستخدم.. تحركت المياه الراكدة بعد أن غرَّد إيلون ماسك، عبر حسابه على توتير، بأنه يستخدم تطبيق سنجل.. ثلاث كلمات فقط قبلت الموزاين، بعدها اهتز محرك البحث، لهثًا وراء التطبيق الذي زاد عدد متابعيه لأكثر من مائة ألف متابعٍ خلال ساعةٍ واحدةٍ، اعتقادًا منهم بأنه التطبيق الأفضل والأكثر أمانًا، وتتوافر فيه مقومات الأمانة والحفاظ على الخصوصية، إذ يستخدمه أثرى رجال الكون، فالأمان والخصوصية أمور مهمة لأقصى درجة، فهم لديهم ما يخافون عليه من أسرار وتعاملات.  
وبسبب تغريدة "ماسك" كانت الهجرة من الواتساب من شباب دولٍ عديدة مثل "الهند، ألمانيا، فرنسا، النمسا"، لأن هناك متابعين منبهرون بفكره وشخصيته، فهو يفكر خارج  الإطار التقليدي، وترك الأرض وخطَّط لغزو الفضاء والاستثمار على كوكب المريخ، ترك الحكومات تصرخ من وباء فيروس كورونا، وصعد برأس ماله للفضاء، حيث يراه الأمل للأجيال المقبلة.  
وبيد ماسك، وليس بفضل الدعاية لتطبيقي سنجل وتليجرام، كانت الاستفادة، حيث زاد عدد المستخدمين خلال أياما قليلة، والرقم زاد عشرات الملايين، وتبدلت آراء خبراء النظم والمعلومات لصالح  تليجرام وسنجل، بفضل ما كتبه  ماسك، بعد أن تم وصف التطبيقين بأنهما الأكثر أماناً من الواتساب. 
اهتمت الأجهزة الاستخباراتية بالجدل المشتعل في حرب المعلومات، أصبح الأمر يشغلها، فدول النمور الآسيوية يُزعجها أن تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية بيانات سكان الكون، فمن خلالها تتعرف على فكر العقول، وتتحكم في توريد ما يلزمها من سلع وثقافات، وللأسف كنا في المنطقة العربية مجرد تُبَّع للجدل، ولم يكن لنا رد فعل مناسب رغم أننا الأكثر استخدامًا للواتساب، بل لم يكن لنا رد فعل مماثل للمستخدم الأوربي الذي يرى أن الاعتداء على بياناته الشخصية جريمة كبرى، أما نحن   فنخشى أن تُعرف سطور رسائلنا، وكأننا نرتكب جريمةً كبرى. 
المستخدم الأوروبي يرى أنه حرٌ في أن يتكلم مع من يريد حسب مساحة الود طالما لا يعتدي على حرية الآخرين ولا يُسبب إزعاجا لهم، يعتقد أنه حرٌ ما لم يضر.   
أعتقد أنه سيكون هناك انقلابٌ في بورصة عدد المستخدمين ربما يُفقد الواتساب مئات الملايين من المستخدمين، الذين بفقدانهم سوف تتأثر أرباحه وربما يهبط مالكه عدة مراكز في ترتيب أكثر أثرياء الكون امتلاكاً للمال.. ما يدور حرب وجود بين شركات كبرى تتنافس على فكر المُستخدم وماله ومتطلباته، وللأسف كنا فيها نحن مستخدمي العالم العربي مجرد تُبَّع نسير خلف الغير دون أن نفكر.. بسبب تغريدات ماسك كان التراجع من قبل الواتساب عمَّا يريد، تم التراجع ليس بسبب غضبة سكان الكون، ولكن بسبب 3 كلمات قبلت الموازين وغيَّرت اتجاه البوصلة وبدَّلت الأرقام، وتبقى الكلمة أهم سلاح يملكه الإنسان الأمس واليوم وغدًا.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة