كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

جماعة سياسية أم دينية ؟

كرم جبر

الإثنين، 18 يناير 2021 - 08:53 م

قبل ثورة 23 يوليو 1952، استدعى وزير الداخلية فؤاد سراج الدين مرشد الإخوان حسن البنا، وسأله: يا شيخ حسن هل أنتم جماعة سياسية أم دينية؟.. إذا كنتم جماعة سياسية اتركوا الدعوة واشتغلوا بالسياسة، وإذا كنتم جماعة دينية اعملوا بالدعوة واتركوا السياسة.

ولم يجب حسن البنا ولا الإخوان على السؤال، إلا فى الأحداث الجسام التى ارتكبتها الجماعة، وتؤكد كلها أن أهدافها هى توظيف الدين لخدمة السياسة، واختزال الإسلام بمعانيه الوسطية السامية والنبيلة فى القفز على السلطة والحكم.

تجسدت الأطماع السياسية للإخوان بعد أحداث يناير 2011، بعد أن حكموا البلاد، فرفعوا شعارات سياسية تحت عباءة دينية لتبرير اختطاف السلطة، وإضفاء المظلة الدينية على قرارات وإجراءات وقوانين، كادت مصر والمصريون أن يدفعوا لها ثمناً فادحاً.

أصبح التعذيب فى شريعة الإخوان مبرراً، وحاولوا أن يجدوا أسباباً دينية، وعلقوا الأبرياء على أسوار الاتحادية، وعذبوا آخرين فى ميدان التحرير، وفتحوا أبواب الفتن على مصاريعها، والأكثر خطورة أنهم حاولوا إشعال صراع دينى تحت مظلة الجهاد فى سوريا، ولكن الله سبحانه وتعالى ووعى المصريين أنقذ البلاد من شر مستطير.

حاول الإخوان والجماعات المتطرفة أن يختزلوا الإسلام بوسطيته وتسامحه ورحمته فى تبرير اختطافهم للسلطة، وعندما كشف المصريون زيفهم لجأوا إلى أكذوبة الشرعية، غير مدركين أن شرعية مصر فوق شرعيتهم، وأن إرادة الشعب هى صاحبة السيادة.

الإخوان جماعة دينية أم سياسية؟

ظلوا يراوغون بالكلام وفضحتهم أطماعهم فى السلطة والبقاء، ولو بقطع الرقاب وإشعال الفتن والالتفاف حول المعانى الدينية لخدمة المطامح السياسية.

وأثبتت الأحداث أنه لا أمل فى الإخوان ولا رجاء، يهللون للازمات ويكبرون للمشاكل، ولم يحاولوا ولو على سبيل ذر الرماد فى العيون، ان يثبتوا حبهم لبلدهم او خوفهم على مواطنيهم، ويصعدون كراهيتهم وحقدهم، ويمارسون التحريض فى كل الاوقات، ولا يدركون أن "جماعة" لا يمكن ابدا أن تنتصر على "شعب"، وأن العصابات المسلحة لا تهز شعرة جيش عريق له خبرات قتالية كبيرة، وإن أرواح شهداء الجيش والشرطة تفجر فى النفوس إرادة الثأر والانتقام.

لا يدركون أن مصر أصبحت آمنة ومستقرة، بعد أن كانت تنام فى أحضان الخوف وتستيقظ على أصوات الرصاص والتفجيرات، وأن سياسة "الأرض المحروقة" التى يستخدمونها حرقتهم قبل غيرهم، ولم يستوعبوا أبدا دروس عام الرمادة الذى حكموا فيه مصر، فكان وبالا عليهم وشؤما على قادتهم، إما فى السجون أوهاربين بعد أن كانوا يقولون للشىء كن فيكون، ولم يدرسوا نتائج أعمال العنف والتخريب التى انتهجوها منذ ثورة 30 يونيو، ولو كان فيهم عاقل واحد لنصحهم بالتخلى عن العنف، انقاذا لما يمكن إنقاذه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة