صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


في أيد أمينة.. لست خائنة

الأخبار

الخميس، 21 يناير 2021 - 11:57 م

يقدمها: جودت عيد

لست أنانية كما يصفنى المقربون منى، ولا أستحق ما يحدث لى، كما يتهمنى من يحمل فى جعبته غضبا أو لوما أو عتابا.

أنا بشر، خلقت ضعيفا، ضحيت من أجل أقرب الأصدقاء لى، ولم يكن فى مخيلتى أو عقلى الغدر.. فزوج صديقتى وعشرة عمرى، هو زوجى وأبو ابنى المستقبلى.. هكذا قال القدر كلمته.. لكن مازلت أخاف من المستقبل مهما ضحكت لى الأيام التى اعيشها حاليا.

ترددت كثيرا فى أن أرسل إليك رسالتى، فأنا خائفة من رد فعل وحكم القراء على، بل أخشى أن يكون ضيفك الذى سيرد على رسالتى متحاملا، لذلك استأذنك أن يكون قريبا من مشكلتى وينير لى طريق الاستقرار، لا أن يقودنى إلى طريق الهدم والدمار.

نعم سيدى، مشكلتى أننى أعيش مابين سعادة وقلق، بل لن أبالغ إذا قلت أن حياتى الآن هى مسلسل درامى تتخلل مشاهده الأولى السعادة بين البطل والبطلة، وما أخشاه هو أن تتحول فجأة مشاهد النهاية إلى مأساة تراجيدية، تكون البطلة ضحيتها.

وحتى لا أطيل عليك..أنا فتاة فى منتصف الثلاثينات من عمرى، متوسطة الجمال، أعمل فى مؤسسة حكومية وبالتحديد مصلحة البريد، وأعيش بمفردى فى إحدى محافظات الدلتا، بعد أن توفى والدى ووالدتى.

أسكن فى شقة مقابلة لشقة أعز صديقاتى، بالنسبة لى هى كل شىء، نحن أصدقاء منذ الحضانة وحتى الآن، وفى نفس الوقت جيران قبل الزواج وبعده.

سأكمل لك تفاصيل حيرتى، زوج صديقتى يعمل معى فى نفس المكتب، نذهب إلى الشغل يوميا معا ونعود معا، لم تكن العلاقة بيننا سوى صداقة عمل، وجيرة.

تمر الأيام ياسيدى ونحن على هذا الوضع، حتى مرضت صديقة عمرى وسقطت مغشية عليها، ليكشف لنا الأطباء أن قلبها أوشك على الاستسلام، وأنه محظور عليها القيام بأى مجهود مهما كان، ماعليها فقط سوى أن تجلس أمام النافذة تستنشق الهواء وتأخذ الادوية، فالقلب الرقيق الحنون ضعف، ولم يعد قادرا سوى على ضخ بضع قطرات متأرجحة من الدماء التى قد تتوقف فى اى وقت حسب الأطباء.

هالنى تعب صديقة عمرى، شعرت بالقلق عليها، لكنها لم تشعرنا بذلك، فهى دائما تضحك وتبتسم، وتوصينى بالأولاد، لذلك قررت ألا تشعر أسرتها أن هناك شيئا ينقصهم، قررت أن أكون أمهم البديلة.

كنت أذهب بعد العمل إلى شقة صديقتى أنظف وأرتب وأطبخ، وأغسل، وأذاكر للأولاد وأتابع واجباتهم، وأحضر لهم الفطور والغداء والعشاء.

مر عام كامل وأنا على هذا الوضع، حتى استأذننى زوجها فى أن نجلس بأحد الأندية الاجتماعية بعد العمل.. وافقت على طلبه، لكنه فاجأنى بطلب الزواج.

وكال لى التبريرات التى جعلتنى أقتنع أن ما سأفعله لمصلحة صديقة عمرى، أخبرنى أنه لن يأمن لأحد من أولاده إلا معى، وأنه قد يضطر فى أى وقت للزواج إذا تفاقم مرض زوجته لأنه لا يعيش منذ عامين حق الزوج.

بدأ زوجها يلح علىّ ويكيل لى التبريرات يوما وراء يوم حتى وافقت، لكننى اشترطت أن يكون زواجا سريا دون أن تعلم صديقتى، وهو اشترط ألا يكون هناك حمل طوال الـ6 شهور الأولى.

نعم وافقت، وعندى قناعاتى التى أحتفظ بها لنفسى.. مرت الـ6 أشهر الأولى وكنا نلتقى فى شقتى المجاورة لشقة صديقة عمرى، وبعد مرور المدة المحددة حدث الحمل.. منذ هذه اللحظة وأنا حائرة ماذا أفعل؟ كيف سأقنع صديقة عمرى أن من داخل أحشائى هو ابن زوجها، وأنه وافق على إثبات الطفل، وتوثيق عقد الزواج العرفى.

 آمال − الغربية

سيدتى تلقت المحامية بالنقض نهاد أبو القمصان رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة رسالتك وكان لها هذا الرد

صديقتى العزيزة

أريد منكِ أن تضعى نفسك مكان صديقة عمرك وعندها ستشعرين بما أنتِ تهربين منه بقولك لست أنانية.. ما قدمتِه من رعاية صديقتك وأسرتها هو أمر جميل لكنك قدمتِ لزوجها حلولا سهلة ومهدتِ له الطريق فى أن تحلِ محل الزوجة حتى لو لم يكن عن عمد منك.

يا سيدتى هناك فرق بين الخدمة والرعاية

الخدمة التى لم تكن صديقتك تستطيع القيام بها كان يمكن طلب المساعدة ولو مرة بالأسبوع من مساعدة منزلية.. أما الرعاية يمكن تقديمها دون التواجد فى منزلهما.

الأمر الثانى ؛ قبول الزواج من زوج صديقة عمرك هو أمر عجيب فهى لو كانت أخت لك هل كان ممكن الزواج من زوجها.

يا سيدتى: لا أستطيع أن أقدم لك حكما أو رأيا.. وإن كان لابد من إبلاغ الزوجة، فأتركِ الأمر لزوجها ربما يستطيع أن يقدم لها مبررات لا تقضى عليها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة