صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«الأرض».. النقاد يختارون الفيلم الأفضل في مسيرة يوسف شاهين

سارة أحمد

الأحد، 24 يناير 2021 - 06:59 م

"حين أستعرض مشوارى مع السينما المصرية بكل سلبياته وإيجابياته.. وبكل ما قدمت من إضافات وبكل ما حصلت عليه من عذابات.. أستطيع القول إننى أخذت من السينما بقدر ما أعطيتها، وأن رحلتى مع السينما المصرية كانت تستحق كل ما قدمته من أجلها..إذا أردنا أن نعرف الفنان الملتزم فهو الذى يتقبل مسؤوليات اختياره بسلبياته وإيجابياته".. بهذه الكلمات التى كانت بمثابة شهادته على رحلته، يتذكره جمهوره الذى لم يغب ثانية عنهم فهو حى بأفلامه التى يعشقها الملايين، فلا يزال ابن الإسكندرية المخرج الكبير يوسف شاهين محط أنظار العالم بالرغم من غيابه عن لأكثر من ١٢ عاما، إلا أنه فى مثل هذا اليوم من كل عام، يحتفل عشاق السينما بالعالم بذكرى ميلاده، والتى مر عليها 95 عاما، حيث ولد فى 25 يناير 1926.

 

فيلم عودة الابن الضال

فيلم الأرض من أهم أعمال سينما شاهين

عرف يوسف شاهين بأعماله المثيرة للجدل، وحصل على العديد من الجوائز لرصيد فنى بلغ ٤٠ فيلما سينمائيا من أشهرها أفلام : "سيدة القطار، ابن النيل، نساء بلا رجال، صراع فى الوادى، جميلة، أنت حبيبى، صراع فى الميناء، حب إلى الأبد، باب حديد، الناصر صلاح الدين، رجل فى حياتى، باب الحديد، العصفور، الأرض، عودة الابن الضال، ودعت حبك، الإختيار، الناس والنيل، نداء العشاق، رجل فى حياتى، بياع الخواتم، فجر يوم جديد، رمال من ذهب، وداعاً بونابارت، اليوم السادس، المهاجر، المصير، الأخر؟ سكوت حنصور، هى فوضى ؟".

 

بجانب رباعيته السينمائية التى تتناول سيرته الذاتية " إسكندرية... ليه؟، حدوتة مصرية، إسكندرية كمان وكمان،إسكندرية−نيويورك"

 

وفى ذكرى ميلاده توجهنا بسؤال إلى النقاد : ماهو الفيلم الأهم فى مسيرته، جاءت إجاباتهم مختلفة وعديدة ولكن جميعها أشارت إلى أفلام توحدت مع واقعها الاجتماعى والسياسى وكذلك مع وجدان الجمهور بآلامه وأحلامه.

تقول الناقدة الفنية صفاء الليثى أنه من الصعب جدا تحديد أي من أفلام المخرج العبقرى يوسف شاهين الأفضل، ولكن سأتحدث عن الأكثر تعلقا بالنسبة لى فاستطيع أن أقول أن فيلم " عودة الابن الضال " عام ١٩٧٦ هو الأكثر أهمية لأنه يلقى الظلال على مصر وأهلها وخلفية سياسية واجتماعية، حيث قدم خلالها شاهين شخصية البطل الذي عاد بعد الهزيمة إلى أسرته التي تعد من أثرياء الريف ومدى تأثير الهزيمة عليهم، كما قدم خلال الفيلم الفنانة ماجدة الرومي التى قدمت عدد من الأغنيات منها "خلاص بنقول باى باى ع طول يا مدرستنا يا حبيبتنا"، و"مفترق الطرق".. الفيلم سيناريو وحوار فاروق بلوفة، ومن بطولة شكرى سرحان، هدى سلطان، سهير المرشدي، محمود المليجي، رجاء حسين، هشام سليم، أحمد محرز.

 

وتضيف الليثى : يحتل المركز الثاني فيلم "باب الحديد " لتميزه بمشاركه يوسف شاهين بالتمثيل فيه وتجسيده شخصية قناوى بائع الجرائد غير المتزن نفسيًا، والذي يقع في غرام "هنومة" الفنانة هند رستم، ويريد الزواج منها ولكنها مرتبطة بـ "أبو سريع" الفنان فريد شوقي، فيسعى لقتلها والتخلص منها من شدة حبه لها، لكنه يقتل فتاة أخرى عن طريق الخطأ ويحاول إلصاق التهمة بخطيب هنومة، حتى يتم القبض عليه وإيداعه مستشفى الأمراض العقلية، بعد أن أوهمه "مدبولي" الفنان حسن البارودى الذي كان كأب له بمساعدته "قناوى يابني.. هجوزك هنومة"، وتضيف ان الفيلم يعتبر درسا في الأداء البسيط ليوسف شاهين والإخراج المتميز فى موقع تصوير صعب كمحطة مصر فهى المكان الرئيسي لأحداث الفيلم، ويعتبر أداء يوسف شاهين بدور قناوى من أفضل الأدوار التي قدمت في السينما المصرية، حيث تخطى شاهين الواقع فى هذا الفيلم من خلال خلق عالم فني يتخلله جزء جانب اشتراكي حيث تحدث فريد شوقى من خلال دوره فى الفيلم عن دور النقابة تجاه العمال وآخر إنساني من خلال شخصية قناوى العبقرية، وذلك بخلاف مشاهد الإخراج التى تمت بجانب نافورة تمثال رمسيس، فضلا عن دلال هند رستم فى عربات القطار.

 

الناقد الفنى طارق الشناوى يرى أيضا أنه من الصعب اختيار أفضل فيلم للمخرج العالمي إلا أن فيلم "الأرض" دائما ما يحتل المرتبة الأولى بالنسبة لي لانضباطه على مستوى الصياغة الدرامية، حيث يعد من أكثر الأفلام المبنية فكريا بشكل جيد ومنطقي على مستوى الفكر، أما بالنسبة لرؤيته الإخراجية وتحويل الدراما إلى خيال وإبداع من خلال الاستخدام الجيد للصورة والموسيقى والمونتاج التي غالبا ما تظهر في سينما يوسف شاهين، إلا أن تميز الأرض جاء أيضا اعتمادا على كاتبه عبدالرحمن الشرقاوى وسيناريو وحوار حسن فؤاد،فكانت البنية التحتية للفيلم عميقة وممتعة فرؤيته الفنية تمتلك الحياة وتتجدد مع كل زمن، ويليه في المرتبة الثانية فيلم "العصفور " الذي يتميز بالجرأة في العمل الفني، حيث واجه مشاكل مع الرقابة وقتها وعرض بعدها بعامين بعد انتصار أكتوبر، وأيضا الحالة السينمائية للفيلم تعد انطلاقة للفانتازيا ولكن بجرعة مقننة من خلال رفض الشعب المصري للهزيمة وبعده إعلان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تنحيه عن منصبه، فخرج الشعب غاضباً، رافضا الهزيمة ويتمسك بالصمود والحرب حتى التحرير، وأصبحت شخصية "بهية" رمزا للوطنية ورمزا لمصر، لتجسد فى نهاية الفيلم بصرختها "لأ، ح نحارب لأ، ح نحارب" رغبة الشعب المصري فى النضال..

 

الفيلم تأليف لطفى الخولي، وبطولة صلاح قابيل، محمود المليجي، محسنة توفيق، وتدور أحداثه قبل هزيمة عام 1967، بينما جاء فى المرتبة الثالثة فيلم إسكندرية ليه الذي ينطبق عليه فكرة البناء الدرامي وذلك اعتمادا على الكاتب محسن زايد بالرغم من اختلافه مع شاهين حول قصة الفيلم التي تناولت السيرة الذاتية للمخرج يوسف شاهين، من خلال شخصية الشاب يحيى مراد، العاشق للتمثيل ويقرر السفر للخارج، وتتناول أحداثه أحوال الإسكندرية خلال فترة الحرب العالمية الثانية، إلا أن الفيلم خرج على المستوى السينمائي العالمي من خلال الصورة والصوت والفكر، وذلك برغم المشاكل التى وقعت بينهما، الفيلم بطولة نجلاء فتحي، أحمد زكي، محمود المليجي، محسن محى الدين، عبدالله محمود..

 

وكان رأى الناقدة الفنية خيرية البشلاوى أن أفضل أفلام شاهين هو فيلم "الأرض" الذى قدمه عام 1970 الفنان محمود إبراهيم، عزت العلايلي، حمدى أحمد، صلاح السعدنى، وذلك لاحتوائه على. قدر كبير من الإحساس بمشكلة عضوية لمعاناة الفلاح المصري في هذا التوقيت، فضلا عن شخصيات الفيلم الذي قدمها شاهين بموضوعية لتوصيل رسائل معينة إلى الجمهور، مشيرة إلى أن الفيلم بعيد جدا عن الاغتراب أو البعد عن الجانب الواقعى لحياة المصريين فى هذا الوقت،ويليه فى المركز الثانى فيلم باب الحديد أيضا الذى يجسد شخصيات حقيقة فى الواقع المصري بمعتقداتهم وعاداتهم المصرية.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة