كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

ذاكرة الوطن لا تنسى !

كرم جبر

الأربعاء، 27 يناير 2021 - 09:58 م

فعل الرئيس الكثير من أجل بلده، ولكن − فى رأيى − أن أكبر الإنجازات هو تخليص البلاد من جماعة الشر، فبدون ذلك لم نكن نجد وطناً ولا مشروعات ولا تنمية، ولا بلدا من الأساس.

الإخوان جماعة أسوأ من أى مستعمر مر على البلاد، فالاستعمار يعرف جيداً أن مصيره الرحيل، أما الجماعة فخططت لتجثم على الأنفاس نصف قرن، تبرّكاً بالاستعمار التركي البغيض، الذى أذاق مصر والعالم كئوساً مريرة.

لم ينجح أى مستعمر مرَّ على البلاد فى المساس بهويتها وحضارتها وثقافتها، ولكن مع الإخوان حدثت محاولات لمحو الهوية، باستبدال الثوابت المصرية الأصيلة، بقيم وثقافات أخرى تتعارض مع ما اتفق عليه المصريون، وتصالحوا بشأنه.

شرعية الإخوان هى التهام شرعية الوطن، والاصطدام بكل أنظمة الحكم والتآمر عليها، وذاكرة الوطن لا تنسى:

منذ نشأتهم لم تذق مصر طعماً للراحة، وكانت الاغتيالات هى طريقهم إلى المشاركة، منذ انطلقت رصاصات الغدر لتغتال القاضي الجليل الخازندار وأحمد ماهر باشا والنقراشى قبل ثورة 1952.

واستمر مسلسل العنف الإخوانى الدامي:

جمال عبد الناصر لم يكن إخوانياً، ورغم ذلك حاول احتواءهم وتحقيق مطالبهم فى بداية الثورة، ولما أدرك أنهم يريدون القضاء على الثورة وكان عنيفاً فى مواجهتهم، لذا ظل الثأر التاريخى يحكم العلاقات بين الطرفين، ورغم محاولات بعض الناصريين المصالحة، إلا أن ما فى القلب فى القلب، ولن ينزاح أبداً العداء التاريخي.

السادات أرادهم حلفاءه وأنصاره فى بداية حكمه، ليواجه بهم الناصريين والشيوعيين، فأخرجهم من السجون، وظن أنهم سيردون له الجميل، ولم يفق إلا بعد الصدام العنيف فى أحداث الزاوية الحمراء سنة ١٩٨١، فخرج فى خطاب علنى يصب عليهم غضبه، وقال عبارته الشهيرة "أنا كنت غلطان".

"غلطة بفورة" كما يقول المثل الشهير، وكانت الفورة فى أحداث المنصة عام ١٩٨١، عندما اغتالوه وسط جيشه، وانطلقت ذئابهم تقتل وتحرق خصوصاً فى أسيوط والصعيد، ولكن كانت إرادة الله فوق أيديهم وأفلتت البلاد من مصيدة الدم والنار، فأدخلونا فى أحداث الإرهاب التى روعت البلاد فى الثمانينيات.

مبارك هو الآخر كان عدواً تاريخياً لهم، وتعامل معهم بأسلوب "الضرب فى المليان"، ونفذ وزراء داخليته "زكى بدر" و"حسن الألفي" غارات هائلة على مواقعهم، حتى جاءت التسعينيات بكثير من الهدوء، ولكنهم عقدوا العزم على اقتناص أى فرصة للانتقام منه، حتى جاءت أحداث 25 يناير، وتكرر نفس السيناريو الذى فعله السادات، فخرجوا من السجون، ولكن هذه المرة أكثر توحشاً ودموية، وظنوا أن البلاد دانت لهم، وأنهم قابضون على السلطة 500 سنة.

ثم جاءت 30 يونيو.. نهاية المؤامرة، والكمون تحت الأرض.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة