صنايعية مصر
صنايعية مصر


صنايعية مصر| إنتاج العود.. العزف على أنغام «الخشب»

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 28 يناير 2021 - 01:37 م

كتبت :هاجر زين العابدين  - تصوير: أيمن حسين

محمد حميدو..يرث المهنة أباً عن جد.. يتوقف نوع الصوت علي جودة الخشب

الابانوس.. أفضل انواع الأخشاب في صناعة العود

سامي عفيفي.. يعمل منذ 40عام في صناعة العود ..وتستغرق صناعة العود 3أيام 

رغم تنوع الآلات الموسيقية بين الشرقي والغربي، إلا أن شارع محمد علي احتفظ بهويته الفريدة ألا وهي الحفاظ على التراث العزب وهو صناعة العود الذي يتميز بنقاء صوته، ومكانته العريقة لدى العازفين، الذين يقصدون الورش التي تصنعه ليطلبوا آلاتهم الموسيقية بمواصفات خاصة ناتجة عن خبرتهم من العزف.

 ورغم أن العود ألة شرقية قديمة إلا أنها مازالت تجد إقبال ومازال صناعها يحفظون مكانتهم ومكانة أجدادهم، فلا يمكن الدخول في مجال صناعة هذه الآلة العريقة، إلا إذا كنت ترثها أباً عن جد لتحصل على سر المهنة والدقة والحرفية، لذا قامت «بوابة أخبار اليوم» بجولة ميدانية في أقدم الورش المصنعة لآلة العود.

ومن داخل أقدم ورشة لصناعة العود بمنتصف شارع محمد علي، وجدنا محمد حميدو رجل ثلاثيني يعمل بكل همة ونشاط؛ مما يظهر على وجهه قطرات العرق الناتج عن مجهوده الشاق.. وأقتربنا منه لنعرف ماذا يفعل فأخبرنا أنه يثبت الفرسة على العود .

وبسؤاله عن مدة ممارسته للمهنة، أوضح أنه يرث المهنة أباً عن جد، فعمل أجداده منذ الخمسينات، وكان حينها ثلاث ورش فقط في مصر لصناعة العود، معبراً: "كان جدي والأمير چورچ وورشة أحمد محمد"، وبالرغم من حصوله على بكالريوس تجارة انجليزي، إلا أنه فضل العمل في ورشة أبيه هو وشقيقة، ليحافظوا على تراث المهنة فضلاً من هجرها والعمل عند أصحاب الشركات وهو يعمل منذ 25 عاماً في المهنة.

وتابع «حميدو» أن الأهم في صناعة العود هو الخشب حيث يتوقف درجة نقاء الصوت وفقاً لنوع الخشب وجميع الأخشاب تأتي من إفريقيا والهند فهناك خشب "زان، بلوط، ورد، جوزتركي، صندل، ابانوس، وصاج هندي" ويعد أفضل أنواع الأخشاب هو خشب الأبانوس لقدرته على أعطاء أكبر درجة من نقاء الصوت.

ويختلف سعر العود وفقاً لنوع الخشب المصنع منه ويبدأمن سعر 400 جنيه لأعلى من ذلك وتختلف درجة الأصوات وفقاً لنوع الخشب، وهناك خشب الورد معطياً صوت الجاهور، وخشب الجوز معطياً صوت "حنين" ويصل سعر الضلع من أفضل الأخشاب لـ15جنيها.

 وأشار إلى أن الشخص العازف ذو خبرة جيدة يستطيع أن يميز نوع الصوت وكذلك نوع الخشب الذي تم الصنع منه.. أما عن التصنيع فيكون الخشب عبارة لوح خشبي طوله متر على شكل مربع ويتم شفه على 4 سم، ثم ضبطه وتقريبه من النار "كيه علي النار" ليأخذ منحنى معين وهي التجويف الداخلي للعود، ويتكون العود من "رقبة، وبندا، ومرايا، وقاصعة، ووجه، وطقم وهو عبارة عن ثلاث دواير مطعمة بالصدف الطبيعي وقطر الكبرى 20 سم والصغرى 10سم".

وأضاف أنه بعد أخذ الخشب للمنحنى المراد يتم استخدام المبرد للتخلص من أي شوائب خشبية، ثم يضع الوجه والرقبة ويليها ترميب الفرسة، موضحا أنه بعد أن يصنعها يقوم بلصقها جيداً على وجه العود مستخدما الغراء لطلاء أسفلها به ثم وضعها على وجه العود واضعاً عليها الحجارة الثقيلة لمدة خمس دقائق حتي تثبت جيداً.

وقال إنه بعد أن يتم تثبيت الفرسة جيداً يقوم بتركيب الأوتار بها والذي يصل عددهم لـ9 أوتار مجوز، وبالسؤال عن أنواع الأوتار وأجودها، أوضح أن هناك المصري والصيني والألماني ويفضل في صناعتة الأوتار الألماني، ونظراً لارتفاع سعرها الذي يصل لـ80 جنيها يتم استبدلها بالأوتار الصيني والتي يصل سعرها لـ40 جنيها واصفاً إياها أنها تكفي لسد الغرض وليست سيئة، بينما تصنع الأوتار المصرية من النحاس ولكن يستخدمها في صناعة اوتار العود للمبتدئين، إلا إذا جاءه مبتدئ ويريد أوتار بعينها وفقاً للمواصفات التي أوصى به معلمه.

وبالسؤال عن الفارق بين عود المحترف والمستجد في التعلم، أشار إلى أن لا فرق سوى المرأة التي توضع على الرقبة الخاصة بالعود فيوضع عليها التقسيمات الموسيقية حتى يسير عليها في البداية، وكذلك الأوتار تصنع من النحاس المصري، ويصنع من خشب الزان وهو أرخص أنواع الخشب في عالم أخشاب العود، بينما مع المحترف تظل المرأه ممسوحة من السلم الموسيقي لأنه يحفظها جيداً.

 

واستطرد أن أصعب مرحلة في التصنيع هي تجميع أجزاء العود معاً وتسمي مرحلة "التقفيل" حيث تمثل الصعوبة في ضبط الوجه مع" القصعة " وهي المجوفة بالتزامن مع خزنة الصوت، موضحاً أن لكل عود خزنة للصوت توضع داخلة وتعمل علي تجميع الصوت داخل تجويف العود وإطلاقة بشكل أقوي ، وهي عبارة عن صندوق خشبي مستطيل له أبعاد معينة وتبدأ مقاستها من 9 سم حتى 11 سم، وهذه الأبعاد تكن بصورة تقديرية من الصانع، معطياً مثالاً للتوضيح في إشارة من يده لعود يجمع أجزائه ".

وأنتقلنا لورشة سامي عفيفي كأقدم الورش بالمنطقة وهي مختصة في صناعة العود فقط، فهو رجل أربعيني يمارس المهنة منذ 40 سنة حين كان طفل ذو سبع سنوات فكان والده عازف كاريت في فرقة حسب الله وكان والده يجيد صنع العود ، فهو يرث المهنة عن والده.

في البداية يعمل على شق لوح الخشب ذو الـ10جم ويصل طوله لـ75 سم، شارحاً أن الطول الكامل للعود 67 سم، وعرضه 36 سم، أما طول الذراع، فيبلغ 19 سم وعرضه بالقرب من نهاية المفاتيح 4 سم، و6 سم بالقرب من صندوق الصوت. ويبلغ الطول الإجمالي لكل وتر 57 سم.


وقال سامي عفيفي، إن العود يتميز بالبنجق المنحوت على قطعة من الخشب والذي يضبط النغمات بصورة متوازنة، موضحا أنها المرة الأولى التي يتم فيها صنع آلة العود باستخدام تقنية النحت التي تمنحه عمراً أطول ومتانةً أكبر، مستكملاً أنه يصنع المفاتيح بمنتهى الإتقان من خشب الأبنوس وهو أمتن أنواع الخشب، مما يسهل التحكم في شد الأوتار وضبط أعلى النغمات بدقة أكبر.

اقرأ أيضا| مغامرة داخل العزل|‬ ‮ «منعني العزل».. توفيق يُحرم من حضور ولادة طفلته .. فيديو

وأوضح أن العود يتسم بجودة صوته، حيث يدخل في صناعته أفضل أنواع خشب الأرز، بعد أن يخضع لعدد كبير من الاختبارات لتوفير الطريقة المثلى في تقسيم نغمات الآلة، ويمنح هذا الأسلوب أوتار العود صوتاً مميزاً، ولاسيما في النغمات العالية والمنخفضة.

ونوه إلى أن العود يتميز بعذوبة نغماته وصفائها لذلك يحتفظ برونقه، ومازال الإقبال عليه كبير، ويستغرق العود في صناعتة 3 أيام بالتعاون مع العمال فكل شخص يختص بصناعة جزء معين لتوفير الوقت والجهد، ولكن صناعة العود تستغرق شهور إذا صنعه شخص بمفرده.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة