د. مصطفى البرغوثى
د. مصطفى البرغوثى


الدكتور مصطفى البرغوثى رئيس المبادرة الفلسطينية:

حوار الفصائل بالقاهرة يؤمن إجراء الانتخابات

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 28 يناير 2021 - 02:34 م

كتبت: سمر صلاح الدين

ما بين آمال بأن تكون الانتخابات الفلسطينية مدخلًا لمصالحة وطنية، وأنبوب أكسجين يعيد للقضية عافيتها فى مواجهة مخططات تصفيتها، ومخاوف من تعقيدات كثيرة قد تعيق إجراءها، يجتمع هذا الأسبوع بالقاهرة، ملتقى الفصائل الفلسطينية ضمن جهود تبذلها مصر لإعادة اللحمة الفلسطينية للدفع بتحريك مسار عملية السلام المتوقفة منذ 7 سنوات.. لقراءة أكثر قربًا من المشهد الفلسطينى، حاورت "آخر ساعة" الدكتور مصطفى البرغوثى، رئيس المبادرة الفلسطينية، أحد الشخصيات البارزة المشاركة فى ملتقى الفصائل بالقاهرة.

*  سألناه ما أهمية إجراء الانتخابات الفلسطينية فى الوقت الحالى؟

ـ الانتخابات ضرورة ملحة، لأنها حق للشعب الفلسطينى الذى حرم منذ عام ٢٠٠٦ من اختيار قيادته بحرية، أيضا هناك جيل كامل من الشباب يمثل ما لا يقل عن نصف الناخبين الذين لم يشاركوا من قبل فى أى انتخابات، ولابد لهذه الأجيال أن تمنح هذه الفرصة، وكذلك الانتخابات من وجهة نظرى تشكل مدخلا لإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الوطنى على أساس الشراكة والديمقراطية مع احترام نتائج الانتخابات بالكامل، وهو ما سيعزز الشرعية الفلسطينية فى المحافل الدولية ويساعد على أن يرى العالم الفلسطينيين قادرين على تمثيل أنفسهم بشكل صحيح، والأهم أن الانتخابات الديمقراطية ستقوى الفلسطينيين لمواجهة مؤامرات نتنياهو ومؤامرات الضم والتهويد.

*هل ترى الانتخابات فى هذا التوقيت خطوة لإحياء القضية أم للحفاظ على شخصيات بعينها؟

ـ هناك مخاوف مشروعة، وأعتقد أن أهم خطر هو استمرار الانقسام بين الضفة وغزة، وبين حماس وفتح، وهذا ما يمكن أن ينعكس سلبًا على إجراء الانتخابات، لذلك نحن طالبنا ونؤكد على أهمية جلسة الحوار الوطنى فى القاهرة بمشاركة كل القوى السياسية الفلسطينية لضمان أن تجرى الانتخابات بحرية ونزاهة ودون إعاقات.

* هل ستكون الانتخابات مدخلًا لإنهاء الانقسام الفلسطينى؟ أم ستكون هناك قوائم مشتركة بين فتح وحماس؟

ـ فكرة القائمة المشتركة غريبة، ولا تتناسب مع الممارسة الديمقراطية، فتح وحماس لكل منهما برنامج ورؤية، لكن أيضًا لهما الحق والحرية إذا أرادتا أن تدخلا الانتخابات بقائمة موحدة، لكن هذا لا يعنى أن القوى الأخرى ستدخل بنفس القائمة، وأنا أرى أن الديمقراطية هى إعطاء الشعب حق الاختيار، لكن هناك فرق فى أن ينزل الناس لقائمة واحدة، وبين أن تتشكل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات على أساس نتائج الانتخابات الديمقراطية.

* هل اتضحت أى توافقات حول تسمية الرئيس القادم؟

ـ لا يوجد حتى الآن أى توافقات على شىء، لا تحالفات ولا قوائم مشتركة، لكن هناك نقاشات تدور، وفى نهاية المطاف لابد أن تكون العملية الانتخابية ديمقراطية بشكل كامل تماما.

* البعض يرى ضرورة لبقاء الرئيس أبومازن فى ظل الظروف الراهنة؟

ـ الرئيس أبومازن يمثل حركة فتح، وهى وحدها لها الحق فى أن ترشحه، فالأمر منوط بها، لكن طبعًا يمكن أن يكون هناك مرشحون آخرون من حركات وفصائل أخرى.

* كيف ترى المراسيم القضائية التى أصدرها أبومازن قبل موعد الانتخابات؟

ـ هذه القوانين يجب أن تلغى لأنها تجور على استقلالية القضاء، فالقضاء يجب أن يكون مستقلًا عن السلطة التنفيذية، لذلك دعونا وطالبنا بإلغاء هذه المراسيم حفاظًا على استقلالية القضاء، كما نطالب بأن تشكل محكمة الانتخابات من قضاة نزيهين ومستقلين سياسيًا بالكامل، ويجب أن يتم التشكيل بالتوافق الوطنى حتى يشعر الجميع أن محكمة الانتخابات عادلة وغير منحازة لأى فصيل سياسى.

* هل يمكن تحصين نتائج الانتخابات من تقاطع حسابات ومصالح قوى إقليمية ودولية؟

ـ القوى الإقليمية والدولية وإسرائيل وأطراف عديدة أخرى ستحاول أن تتدخل، والمناعة تتوقف علينا نحن كفلسطينيين، إذا كان هناك سلطة ديمقراطية حقيقية، وكان هناك رغبة فى إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الوطنى، فذلك سيوفر أقوى مناعة فلسطينية ضد أى تدخل خارجى، خاصة من قبل إسرائيل التى نحن متأكدون أنها ستعمل كل ما بوسعها لإعاقة الانتخابات، لأنها لا تريد أن يمضى الفلسطينيون فى مسارهم الديمقراطى، وستسعى بكل الطرق لمد أمد الانقسام.

* كيف ترى حوار الفصائل الفلسطينية بالقاهرة هذا الأسبوع؟

ـ حوار القاهرة مهم للغاية لأنه يؤمن ويزيل ويمنع أى عقبات أمام الانتخابات، لذلك هذا الحوار يجب أن يكون جادا، ونحن كحركة المبادرة الوطنية قدمنا منذ عامين وثيقة من ١١ نقطة لضمان نزاهة الانتخابات وجرى شبه توافق عليها بالكامل، وسنطرح هذه الورقة مجددًا فى القاهرة.

* هل هناك حماس لدى الفلسطينيين للمشاركة فى التصويت بالانتخابات؟

ـ هناك تفاوت، فالبعض غير متحمس لأنه فى الماضى أعلن عن الانتخابات ولم تجر، لذلك هناك بعض من التشاؤم والشكوك حول إجراء الانتخابات، لكن أنا أعتقد أننا اقتربنا من الانتخابات أكثر من أى وقت مضى، وكلما اقتربت العملية وشعر الناس بأن هناك جدية أعتقد أن ذلك سيدفعهم للمشاركة بصورة أكبر.

* تزامـــــن الانتخـــــابات الفلســـــطينية مـــــــع الانتخابات الإسرائيلية وقدوم إدارة أمريكية جديدة.. هل نحن أمام حراك جديد للدفع بعملية السلام المتوقفة منذ سنوات؟

ـ لا أعتقد أن هذا عامل مهم، لأننى لا أرى أن الإدارة الأمريكية الجديدة معنية بالاقتراب كثيرًا من القضية الفلسطينية، نحن بحاجة إلى الانتخابات كى نقوى أنفسنا فى مواجهة نتنياهو، وفى مواجهة الاستيطان، وأيضًا للتعامل مع المجتمع الدولى فى إثبات الحق الفلسطينى، أما أن إدارة بايدن ستعنى بالموضوع الفلسطينى، فأنا أرى أن فى ذلك كثيرًا من المبالغة، وبالنسبة إلى الانتخابات الإسرائيلية، فرأيى أنها لن تضيف الجديد لأن اليمين الإسرائيلى هو المهيمن، إسرائيل لن تتغير ما لم تشعر بقوة الفلسطينيين.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة