عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

الفـلاح ينتظرنـا

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 28 يناير 2021 - 08:21 م

ليس هناك سبب مقبول لذلك الفتور فى الحماس الذى تعامل به البعض مع مشروع النهوض بالقرى المصرية، رغم أنه أهم مشروع قومى لمصر منذ عدة عقود مضت.. فهو يستهدف الارتقاء بحياة أكثر من نصف اهل مصر الذين عانوا كثيرا ويفتقرون للحد الأدنى لجودة الحياة.. وحدد لهذا الهدف الجليل فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز ثلاث سنوات فقط لتطوير كل القرى المصرية وتوابعها من الكفور والنجوع والعزب رغم أن ذلك يمثل أهم تحدٍ يواجه تنفيذ هذا المشروع الضخم الكبير، وهو ما يعنى أنه مشروع جاد بما فيه الكفاية لأنه لم يكتف بعدد رمزى محدود من القرى لتطويرها مثلما حدث من قبل فى بداية الألفية الجديدة حينما تم اختيار نحو عشرين قرية فقط من قائمة أفقر ألف قرية لتطويرها!

مثل هذا المشروع القومى الضخم الكبير الطموح يحتاج أن يكون الشغل الشاغل لكل مكونات المجتمع.. السلطة التنفيذية بكل مؤسساتها ووزاراتها ومحافظاتها.. والمجتمع المدنى بأكبر عدد من منظماته وجمعياته الأهلية التى لها نشاط تنموى، ليس بعدد محدود منها فقط.. ورجال الأعمال الكبار والصغار أيضا.. والقيادات المحلية فى القرى والنجوع.. وأيضاً الصحافة والإعلام..

كلنا مطالبون بأن يكون لنا إسهاماتنا فى هذا المشروع القومى الشديد الأهمية.. ويجب أن نحشد جهود المجتمع كله وليس الحكومة وحدها لإنجازه وإتمام تنفيذه فى الفترة الزمنية المحددة.. فنحن نواجه تحديا كبيرا هائلا لأننا نحتاج على الأقل أن تنتهى من تطوير نحو أربعة قرى يوميا.. وحتى يتحقق هذا الحشد المطلوب لجنودنا يتعين أن تكون هناك قيادة مشتركة لكل مكونات المجتمع لهذا المشروع القومى الكبير.. قيادة يمثل فيها مع السلطة التنفيذية ممثلين للمجتمع المدنى ورجال الأعمال والقيادات المحلية فى القرى المستهدفة بالتطوير وأيضاً ممثلين للصحافة والإعلام.. قيادة تتولى حشد كل القدرات والإمكانيات والتنسيق بينها، وتتولى متابعة التنفيذ للتخلص من اية عقبات أو مشكلات، خاصة البيروقراطية، وايضاً تساعد فى تدبير التمويل اللازم لتنفيذ المشروع، خاصة وأنه يستهدف تطويرا شاملا لقرانا وليس إصلاحا جزئيا محدودا لبعض الخدمات فيها.

أما بالنسبة للصحافة والإعلام فليس المطلوب منهما مجرد الدعاية فقط للمشروع. وإنما المشاركة فى حشد جهود كل مكونات المجتمع، رسمية وشعبية لتنفيذه حتى نحقق النجاح المنشود له، وحتى نكون على مستوى التحدى وننجزه فى الزمن الذى ألزمنا أنفسنا به.. وذلك يتحقق بأن ننزل نحن معشر الصحفيين والإعلاميين إلى هذه القرى، خاصة التى تشملها قائمة المرحلة الأولى ونرصد ما ينقصها وما تحتاجه ونلتقى مع القيادات المحلية الطبيعية فيها، ننشر وتذيع ما نرصده ونسمعه، وأن نحث اتحاد الجمعيات الأهلية على توسيع مشاركة المجتمع المدنى وذات الشىء نفعله مع رجال الأعمال.. فإن دورنا أيضا مهم فى هذا المشروع القومى الكبير والفلاح ينتظرنا جميعا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة