صورة موضوعية
صورة موضوعية


حكاية تمثال الجالس من داخل متحف الغردقة القومي | صورة

مي سيد

السبت، 30 يناير 2021 - 12:14 ص

يعد متحف الغردقة القومي أحد أبرز المزارات السياحية الأثرية الجديدة في مدينة الجمال الغردقة و الذي تم افتتاحه عام 2020 ليعرض مجموعة فريدة متنوعة من القطع الأثرية المتميزة.
نسلط الضوء على حكاية تمثال الجالس  و الذي أطلق عليه عددت اسامي منها "تمثال الكتلة"" " وهو اسم شائع   الاستخدام،  وله مسميات أخرى (تمثال القرفصاء - تمثال ذات مئزر  - التمثال المكعب - التمثال المحتبي).
أكد أمين متحف الغردقة حازم حباطة أن يرجع سبب التسمية "بتمثال  الكتلة" لأنه عبارة عن كتلة واحدة بدون تفريغ، كانت بداية الظهور له في عصر الدولة الوسطى، حيث كانت مخصصة مثل هذه التماثيل للأفراد حتي عصر الدولة الحديثة، أصبحت تنحت للملوك وأيضاً في عصر الدولة الحديثة.
و أشار حباطة  إلى أن ظهرت فكرة أن توضع هذه التماثيل في المعابد، وجدت ببعض المقابر بجدارها الغربي، حيث أن جهة الغرب تشير إلى عالم الأموات لتناسب الغرض الجنائزي التي صنعت من أجله، وهو أن تتلقي الدعوات باسم صاحبها من قبل الزائرين عسي أن تتلقي روح المتوفي أكبر قدر من الدعوات لتساعده في التغلب علي المصاعب في العالم الآخر.
وما يميز هذه النوعية من التماثيل هو توفير سطح واسع يسمح بنقش كتابات خاصة بالديانة والطقوس الجنائزية وأسماء الأفراد التي صنعت لهم هذه التماثيل وألقابهم.
و أوضح أمين المتحف أن تمثل هذه التماثيل  أشخاصاً جالسين القرفصاء يرتدون أردية محبوكة تغطي معظم أجزاء الجسد، ففي بدايات الدولة الوسطي كانت تظهر بعض أجزاء الجسد مثل: الأقدام والسيقان، وأصبح في عصر الدولة الحديثة الرداء المحبوك يلف أجزاء الجسد بالكامل.
وهناك بعض الآراء الخاصة بهذه النوعية من التماثيل وهو أنها تعبر عن التل الأزلي (الكتلة) أما رأس المتوفى، فتبدو وكأنها تخرج من التل الأزلي وهو ما يعبر عن العودة للحياة من جديد (البعث)، وما يميز هذه التماثيل من سمات (ظهور أخاديد الوجه وتجاعيده، انتفاخ الجفون، تجهم الوجه، صرامه نحت الفم والأنف، الأذنان كبيرتان وكأنها تنتظر سماع أمر البعث)، وقد صنعت هذه التماثيل من حجر الشيست الصلب والكوارتز والحجر الجيري.
ومن أشهر الشخصيات التي نحت لها تماثيل كتلة شخصية هو (سنن_موت) المهندس الذي بني معبد الدير البحري وكان الواصي علي ابنة الملكة حتشبسوت، الأميرة (نفرو_رع)، حيث ظهر (سنن_موت) وهو يحتضن الأميرة في عدة تماثيل، وأيضاً من أهم هذه التماثيل تمثال (با_ان_خنسو) الذي يعود لعصر الرعامسة في عهد الملك رمسيس الثاني، وهو حالياً في متحف ميونيخ بألمانيا.
و قال أمين المتحف إن يعرض متحف الغردقة تمثالين أحدهما قطعة فريدة من تمثال الكتلة من الحجر الجيري لـ "جد - خونس - إف - عنخ"، يرتدي شعراً مستعاراً على أسلوب أقدم من باروكات الشعر في عصر الأسرة الثانية والعشرين، في إشارة لإحياء التقاليد القديمة، ويعرض تمثال الكتلة هذا باليدين والرأس فقط بما يسمح بوجود مساحة كبيرة لتنفيذ النقوش عليه، حيث يظهر "جد - خونس- إف - عنخ" وهو يتعبد المعبودات بتاح سوكروخونسو علي الجانبين .

 

اقرأ أيضا

بـ40 جنيها.. شاهد أجمل الآثار في متحفي الغردقة وشرم الشيخ في يناير وفبراير 
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة