د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


بسم الله

الانتقام القاتل!

محمد حسن البنا

السبت، 30 يناير 2021 - 07:35 م

بصفتى محرر حوادث وقضايا قديما، أقف كثيرا أمام تفاصيل الحوادث البشعة التى تنشرها الصحف والمواقع الاليكترونية. وألاحظ أن كثرة نشر أسماء الضباط يؤثر فى الصياغة الصحفية الممتعة، وكثيرا ما تضيع تفاصيل مهمة فى صلب الخبر بسبب الاهتمام المبالغ فيه بنشر قائمة طويلة من الأسماء تضم مدير الأمن مرورا إلى أحدث ضابط فى المديرية. وكثيرا أيضا ما يكون المحرر مجبرا على ذلك لأنهم مصادره. على أى حال ليست هذه قضيتى التى أكتب عنها. أنا أهتم بـ3 حوادث ناتجة عن شرخ عميق فى العلاقات الانسانية بين البشر، واقعة حرق وجه طبيب بماء النار بسبب الغيرة من طبيب آخر، وواقعة حرق سوق التوفيقية بوسط القاهرة بسبب خلافات عائلية، وواقعة قتل فتاة بسبب السرعة الجنونية لشاب مستهتر.

مثل هذه الحوادث تحتاج إلى تحليل نفسى واجتماعى، وهو دور غائب للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية. مثل هذه الحوادث تحتاج إلى أن نفيق ونرجع إلى عقيدتنا ومبادئنا وأعرافنا التى تركناها وراء ظهورنا بدعوى التطور العصرى للحياة وظهور وسائل تكنولوجيا تأخذ أولادنا بعيدا عن التربية الاسرية المشهود بها الشعب المصرى منذ الأزل. الحادثة الأولى تتلخص معلوماتها الأولية فى أن طبيبا على خلاف مع زميله فأجر بلطجية مقابل 10 الاف جنيه لتشويه وجهه بماء النار مما تسبب فى إصابته بحروق من الدرجة الأولى والثانية بالوجه والرأس وقرحة بالعين اليسرى. أما حادثة حرق سوق التوفيقية المكتظ بالمحلات والأكشاك المتخصصة فى اكسسوارات السيارات فكان من تدبير بائع اختلف مع أقاربه فى السوق فقرر الانتقام ووصلت الخسائر إلى أكثر من 20 مليون جنيه.

تتلخص الحادثة الثالثة فى استهتار شاب بتعليمات السير فتسبب فى قتل مهندسة شابة فى طريقها لعملها. وهذا الشاب سيلقى جزاءه حسب القانون. وقد تحركت أجهزة الشرطة والنيابة العامة باتخاذ كافة الاجراءات اللازمة قانونا فى ذلك. لكن أحد الخبثاء كتب منشورا غريبا تناقله الكثير من الناس على صفحات التواصل الاجتماعى للايهام بتقصير أجهزة الدولة بادعاء نفوذ جد الشاب، وهو ما لم ولن يحدث فى دولة يسودها القانون ويتساوى أمامه الجميع.

دعاء: اللَّهُمَّ اجعلنى شكورا، واجعلنى صبورا، واجعلنى فى عينى صغيرا وفى أعين الناس كبيرا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة