محمد درويش
محمد درويش


نقطة فى بحر

.. والعيب فينا

الأخبار

السبت، 30 يناير 2021 - 08:05 م

بقلم/ محمد درويش

سواء فى مجالسنا الخاصة أو محاوراتنا على وسائل التواصل الاجتماعى يجمع الكل على العيب فى الزمان وأن ما نسمع به أو نعيشه ما هو إلا انحدارات تهوى بالبشر إلى أسفل سافلين.

نسى الجميع أن عزف النشاز الذى يؤديه ثلة من البشر لم يبدأ فى عصرنا الحالى إنما بدايته كانت مع خروج آدم من الجنة ليستعمره الله فى الأرض، اتبع الكثيرون من نسله غواية النفس وهواها، صور لهم إبليس أن ما يصنعونه هو حقهم فى الاختيار من متع الدنيا حتى  لو كان ضد الفطرة السوية التى فطر الله الناس عليها من قيم الحب والخير والجمال.

مثال للعزف النشاز كان فى قضية طبيب الأسنان المتهم بالتحرش وأيضا عزف مقدمو عدد من البرامج الفضائية نشازاً أكبر بتخصيص جانب منها لاستضافة من تقدم بالبلاغ والمحامى الذى يدافع عن المتهم أمام القضاء، وسمع الناس وهم أمام أجهزة التلفاز ووسط أسرهم ما لا يجب أن يدخل إلى البيوت وما لا يصح أن يسمعه ابناؤنا خاصة الصبية والفتيات فى سن المراهقة والبراعم الخضراء التى لا تعرف من الدنيا غير جانبها الجميل.

فى الحلقة التليفزيونية تبارى مقدم البلاغ مسهباً فى التفاصيل وقام بدور المحلل النفسى للجانى والمجنى عليه ووجه نظر النيابة إلى سؤال العاملين فى العيادات الخاصة بالمتهم قاطعاً بأنهم شركاء فى جرائمه التى هى بين يدى النيابة.

ولا أفهم لماذا لا نلتزم بالسكوت أمام هذه النوعية من الجرائم حتى يصبح الحكم باتاً ونهائياً وكيف  يصدر قرار بعدم تصوير المتهمين  داخل المحاكم إلا بإذن القاضى ولا يصدر قرار بعدم الخوض فى قضايا مماثلة قبل الحكم النهائى لنمنع عن أسماعنا وأبصارنا ما يؤذينا ويؤذى  الآخرين ويدفع ثمنه المجتمع كله.

ومن قضية طبيب الأسنان المتهم بالتحرش إلى قضية الزوج الذى قدم للنيابة "فلاشة" عليها أربعون مقطعاً إباحياً لزوجته الطبيبة البيطرية، وبعيداً عن المواقع الإلكترونية التى صالت وجالت واتهمت الزوجة بالفسق والفجور فى خرق واضح لميثاق الشرف الصحفى.

فالسؤال للزوج: ما الهدف يا رجل؟ هل إسقاط حقوقها إذا ما تم الطلاق أو حبسها بتهمة الزنا؟، ألم يسمع عن اللعان الذى أشارت إليه سورة النور، هذا إن كان مصراً على اتهامها وفضحها على الملأ وأن يلصق بولده منها عاراً لا يمحوه الزمان بدلاً من أن يعمل بقوله سبحانه "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان".

لا جديد تحت الشمس فى حياة البشر، كل ما فى الأمر أن تحول العالم إلى غرفة صغيرة يصل إليك فى نفس اللحظة كل ما هو نشاز أو شاذ وغريب.

نعيب زماننا والعيب فينا

وما لزماننا عيب سوانا

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة