كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

حياة كريمة والمشاركة الجماهيرية

كرم جبر

الأحد، 31 يناير 2021 - 10:11 م

عندما نقوم بإصلاح شيء فى بيتنا ترتبك الدنيا، ونشعر بالضيق والأزمة، وتظل الأسرة فى حالة تأهب قصوى حتى ينتهي العمل، وتزداد المشكلة صعوبة إذا كانت الإصلاحات فيها تغيير وتكسير وهدم وبناء.

وحتى تمضي الأمور بسلام تحتاج مشاركة كل أفراد الأسرة فى تحمل الأعباء، والصبر والتعاون ومدّ يد المساعدة، وإشاعة الروح الإيجابية، حتى ينتهى العمل وينعم الجميع بحياة كريمة أكثر راحة واستقرار، أفضل من الحال الذى كان سائداً من قبل.

وهذا ما ينتظره الريف المصرى.

فمبادرة حياة كريمة تحتاج مشاركة شعبية كبيرة، لتحمل بعض الصعوبات التى تنجم عن الأعمال الكبيرة التى تصل إلى حد الجراحات الكبرى، وأن تسود اليقظة والوعى، لتحمل الفترة القصيرة التى يتم فيها التطوير، وضرب الشائعات المغرضة أولاً بأول.

والمشروع يفتح آفاقاً كبيرة لأهالى الريف خصوصاً الشباب للمشاركة فى الأعمال التى تتم، ويساهم إلى حد كبير فى القضاء على البطالة، وتنشيط الصناعات المغذية ومختلف الحرف.

ويتم تصوير القرى المصرية بوضعها الراهن ببيوتها وشوارعها ومرافقها والعشوائيات والتعديات والمساجد والكنائس ومحطات الكهرباء والمياه والصرف الصحى وكل شيء فيها، ووصل الحال إلى حد كارثى فى بعض المناطق، هكذا تسلمناها.

وكيف نسلمها بعد التطوير، قرى رائعة فيها كل المرافق والخدمات وتوفر الحياة الكريمة لسكانها، الذين يزيد عددهم على نصف المجتمع المصرى "55 مليوناً"، ومعظم الريف 60% ليس فيه صرف صحي، وهى المشكلة المزمنة التى تعانى منها القرى منذ نشأتها.

ومن أكبر المشاكل فى الريف المصرى ما يسمى التوابع "30 ألف تابع" حيث توجد بيوت ومناطق سكنية عشوائية متناثرة هنا وهناك، وتحتاج مرافق وكهرباء ومياه وغيرها، وتتطلب تكلفة باهظة لإعادة ربطها بالقرية الأم وحصولها على الخدمات.

ومنذ نشأة السد العالي، جرت العادة على قيام الأهالى بالبناء تحت أسلاك الكهرباء، مما يعرض حياتهم للخطر ويهدد الصحة العامة، وأعدت وزارة الكهرباء مشروعاً تاريخياً للتخلص من هذه المشكلة، ودفن الأسلاك تحت الأرض، ويتطلب ذلك نزع ملكية بعض المساحات الصغيرة أو تبويرها.

الريف المصرى يخضع لتخطيط عمران متكامل وشامل، وفيه تنسيق وتناغم فى المنازل والشوارع والخدمات، وسينعم سكانه بحياة كريمة، لا تقل عن مستويات المدن الجديدة.

والأهم المحافظة على ما يتم إنجازه، وصيانته أولاً بأول وعدم السماح بنمو العشوائيات مرة أخرى، حتى لا تهدر ثروات قومية كبيرة جرى إنفاقها، ويقع الدور الأكبر على الإعلام والمساجد والأحزاب وكافة القوى والتيارات السياسية لنشر الوعى بين أهالى الريف، حتى لا يعود إلى نقطة الصفر من جديد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة