ممدوح الصغير
ممدوح الصغير


«المتفوقون».. الملف المنسي في الجامعات !!

ممدوح الصغير

الثلاثاء، 02 فبراير 2021 - 05:54 م

لم تعلن معظم الجامعات عن تعيين الأوائل ضمن أعضاء هيئة التدريس بها، رغم تفوقهم واجتهادهم، خاصة من خريجي عام 2019 و2020، وقد شعر البعض منهم بالإحباط واليأس، لأن إدارة الجامعات التي تخرَّجوا منها لم تراعِ تفوقهم ولم تسعَ للاستفادة من حماسهم وتميزهم.

وللأسف شعر عددٌ كبيرٌ منهم بأن الجامعات لا تهتم بتعيين الأوائل إلا لو كان من بينهم أبناء أصحاب النفوذ أو أبناء أساتذة، وإن خلت من هؤلاء، تضيع الفرصة على المجتهدين، وهو واقعٌ موجودٌ ويصعب إنكاره، رغم أنه من المفترض أن نُحافظ على تفوقهم العلمي، ونعمل على تطوير عقولهم، لأنهم الثروة الحقيقة التي تتفاخر بها الأمم، قبل بلدنهم.

المتفوقون خلال سنوات الدراسة الجامعية، حال تعيينهم سوف يكونون ضمن أعضاء هيئة التدريس، وعددٌ منهم تُتاح له فرصة استكمال دراسته العليا في الخارج، وعند عودته تكون المكاسب للجامعة التي أرسلته، حتى الذي يجد فرصةً في جامعة بالخارج، فمصر هى الرابح الأول من بقائه هناك، لأنه لن يتأخر عن دعم وطنه بالأفكار الجيدة حال الطلب منه. 

الأمة التي تمتلك عقولاً مستنيرةً سيكون لها الغلبة فى السنوات المقبلة، لأن صاحب الفكرة هو الرابح الأول فى المستقبل القريب، ورأينا ذلك في استطلاع أثرى أثرياء رجال الكون، فمن معه الفكرة تفوَّق على صاحب السلعة.

ليس مطلوباً من المجلس الأعلى للجامعات سوى إعداد تقريرٍ عن أوائل الكليات بكل الجامعات، والإسراع في إصدار قرارٍ بتعيينهم، والاستفادة من حماسهم، قبل أن يتكاسلوا، وقبل هروب البعض منهم إلى أوروبا عبر البحر أو بالطرق الشرعية وغير الشرعية، في ظل رغبة دول أوروبا تجديد دمائها من الشباب بعد جائحة كورونا، ولن تجد  أفضل من المتميزين، ليكونوا ضمن سكانها الجدد، عند سفرهم أو هروبهم إليها، ولا نملك حينها سوى الندم، لأننا فرطنا في عقولٍ كان مفترضاً أن نتمسك بها.

بالصدفة التقيت عددًا من أوائل الكليات، الذين وضعوا هدفًا لهم بعد أول يومٍ لهم بالجامعة، بأن يكونوا ضمن أعضاء هيئة التدريس، حلموا باستمرار بقية حياتهم داخل أروقة الجامعات، ورغم التفوق، تسلل اليأس لبعضهم وهم يسمعون أخبارًا عن حصد أبناء الكبار مناصب فُصِّلت لهم، رغم أن دراساتهم لا تتناسب مع الوظيفة التي مُنحت لهم، وحتى لو كانت الأخبار غير صحيحةٍ، إلا أن صدق القليل منها ربما يكون حاصلًا،  ورغم تحلى عددٍ كبيرٍ منهم بأن الله موجودٌ ويُكافئ المجتهد دائمًا،  ومعرفتهم التامة بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي داعمٌ قوىٌ لأصحاب العقول المتميزة، وسعيدٌ بتفوقهم ويسعى لتطوير منظومة التعليم الجامعي، وإنشاء عددٍ من الجامعات تُناسب سوق العمل.

أتمنى من رؤساء الجامعات النظر في ملف تعيينات أوائل الكليات، في إطار سعيها الذي يجب أن يكون واقعاً، لتشجيع المتفوقين، وتعزيز ثقافة أن الدولة تُشجع صاحب كل فكرٍ متميزٍ، بغض النظر عن مستواه الاجتماعي، وأعلم أن مجلس  الكليات اتخذ القرار، ولكن للأسف رؤساء الجامعات لم ينظروا لملف المتفوقين، ولم يتم إرساله للمجلس الأعلى للجماعات، وإعطاء توصية من قبلها بضرورة تعيينهم.

طريق الموت

أنقذت العناية الإلهية الأسبوع  الماضي، النشط جابر عنتر، رئيس المجلس المحلي لكيمان، من الموت بعد انقلاب سيارته في ترعة أصفون، وقد شاءت إرادة المولى أن خرج من سيارته وهو لا يُصدق أن في العمر بقية، والمكان الذي انقلبت فيه السيارة يُطلق عليه طريق الموت.. الحادث لن يكون الأخير، إذ قبله عشرات الحوادث، ومن قبل طالبت رئيس مدينة إسنا ومحافظ الأقصر بضرورة تشجير الطريق   لحماية السيارات من السقوط في مياه الترع، وهذه المرة كانت السلامة من الله بفضل الخير الذي يقدمه جابر عنتر للفقراء وكبار السن، فعلينا من الآن العمل على تفادي وقوع حادث جديد، والاهتمام بإصلاح طريق الموت بكيمان.

حفظ الله مصرنا الغالية.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة