لواء د. سيد غنيم
لواء د. سيد غنيم


قلم و وطن

التطبيع والمصالح فى نظام إقليمي متغير

لواء دكتور سيد غنيم

الثلاثاء، 02 فبراير 2021 - 08:20 م

التطبيع والمصالح والنظام الإقليمي، مفاهيم تتسم بالتعقيد وتحتاج لتوضيح الربط بينها اتفهم الوضع السياسي والأمنى للحالة بصورة أكثر تبسيطاً.

أولاً التطبيع ويشير لحالة واحدة فقط، وهى العلاقات الإسرائيلية الكاملة مع الدول العربية والإسلامية التى طالما رفضت ونبذت الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية، مستعمر تمثل الكيان الصهيوني. ثانياً صياغة النظام الإقليمي، ويشير لوضع مجموعة من الأسس والترتيبات (السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية،...) للمنطقة، وبما يهيئ الظروف لتشكيل نظام إقليمى متكامل يمكن من السيطرة على الأحداث والتفاعلات ويوجهها بما يحقق أهداف الدولة (الدول) القائمة بتلك العملية. وأخيراً الصراع بين القيم والمصالح الغربية، ويشير للصراع بين القيم الأوروبية والأمريكية والتى كثيراً ما تتعارض مع رؤية بعض الدول الحليفة لها، كمفهوم الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها، وهذا التناقض قد يضيع العديد من المصالح الغربية فى المنطقة العربية، ليتحول إلى − صراع أشمل وأكثر تحديداً ولكنه على المصالح بعيداً عن القيم − لدرجة أن يتحول الأمر من التدخل الغربي فى الشأن العربي إلى الواقعية، بل يزيد إلى حد البرجماتية البحتة.

وهنا يحضرني ثلاث أسئلة رئيسية، الأول: هل الوضع الغربي خلال الأربع سنوات الماضية كان السائد فى علاقاته مع بعض الدول العربية صراعاً بين القيم والمصالح؟ والإجابة هى أننى أرى أن سياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب اتسمت بالبرجماتية البحتة بعيداً عن القيم الأمريكية. وبالنظر للاتحاد الأوروبي، نجد أنه فى الوقت الذى كان يحاول فيه إعلاء القيم الأوربية، نرى دول أوروبا الكبرى (فرنسا وألمانيا) فضلاً عن بريطانيا فى علاقاتها المنفردة مع الدول العربية كانت تُعلى المصلحة على تلك القيم. أى أن على المستوى الغربى بشكل عام سادت المصلحة على القيم الغربية. والثاني: هل تطبيع العلاقات مع إسرائيل يعد هدفاً، أم وسيلة؟ والإجابة فى رأيى هى أن التطبيع يعد هدفا استراتيجيا لإسرائيل، وأداة للحفاظ على النظام الإقليمى القائم والذى تمكن من إعادة صياغته دول عربية بعينها، كما يمثل أداة تفاوض لتحقيق مصالح محددة للسودان كرفع العقوبات عنها، ورفعها من قائمة الدول الداعمة للإرهاب. وأداة تفاوض للمغرب بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. والثالث: ما هى الدول التى حاولت أن تعيد صياغة النظام الإقليمى بالمنطقة خلال الأربع سنوات السابقة؟ والإجابة، هى أن تركيا وإسرائيل وإيران والسعودية والإمارات وقطر ومصر حاولوا إعادة صياغة النظام الإقليمى لمنطقة الشرق. وقد حققت إسرائيل والسعودية والإمارات ومصر، كل فيما يخصه، نجاحاً حيث حققت مكاسب لا يمكن التنازل عنها، كالتراجع عن الاتفاقية النووية، واقناع الغرب بخطورة التنظيمات المسلحة مع إثبات ما يُمَكٍن من إدراجها ضمن قوائم الإرهاب، وقيام مصر بإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط بعضوية دول شرق المتوسط عدا تركيا ثم عضوية الإمارات به، وغيرها. كما نجحت أيضاً تركيا فى سوريا، وما زالت تحاول فى شرق المتوسط وليبيا، على أمل أن تشارك فى صياغة النظام الإقليمى للشرق الأوسط بشكل خاص وفى صياغة النظام الدولى كهدف أبعد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة