صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


كيد الحماوات.. وليلة الحب الأخيرة‎ |حكايات الحوادث

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 03 فبراير 2021 - 08:18 م

يعاني الكثير من الأزواج، والزوجات من تدخل حماواتهن في حياتهم الشخصية، ومحاولة تسييرها وفق ماتشاء، دون أن تدري بأن هذا التدخل قد يؤدي للعديد من المشاكل، وأحياناً إلى الانفصال، لكن أن يصل إلى القتل هذا ماترويه السطور التالية.

جلس الزوج أمام حاتم مصطفى وكيل أول نيابة حوادث شمال الجيزة، عقد قدماه تحت مقعده، يهتز بانتظام، وبعين مغرورقة بالدموع، تسمرتا عيناه ينظر إلى الأرض وكأن شيئ يجذبه بخيط غير مرئي، منكمشًا على نفسه، وكأنه يريد أن يختفي عن العيون، وبصوت مبحوح يشوبه ألم، وغصة قال: أنه لايدري كيف طاوعه قلبه على قتل زوجته التي أحبها حباً شديداً، ووصفها بأنها وديعة، وطيبة، غير أن حب حماته لها، وغيرتها منه حولاها إلى إنسانة أخرى، وشعر بأنها مستعدة للتضحية به لإرضاءها على حسابه، حاول مراراً، وتكراراً أن يوضح لها بأن أمها تتدخل في حياتهما الشخصية بل في كل التفاصيل، وعلت وجهه الدهشة مضيفاً، لقد جاءت لزيارتنا في شهر العسل، وفوجئت بها تصر على النوم بجوار زوجتي، مما اضطررت لترك غرفة النوم على أمل بأنها زيارة قصيرة، لكنها لم تتركنا لعدة أيام.

اقرأ أيضا|النيابة تتحفظ على السيارات في حادث تصادم بمنشأة القناطر

واعتادت بعد ذلك زيارتنا، والإقامة لأسابيع، أصرت خلالها النوم معنا على السرير، مما أثار جنوني من تصرفاتها، وعانيت من مكرها أشد المعاناة، فهي بارعة في التمثيل، ومع أي مشكلة تستدر دموعها، ومسكنتها أمام زوجتي، في محاولة لاستعطافها، وكانت كل تصرفاتها معي بوجه مناقض تماماً، حاولت كسبها، وارضاءها بكل السبل، لكن دون جدوى، حتى شعرت وأنها حولت حياتي الزوجية إلى جحيم، حيث نشبت مشادة بيني وبين زوجتي، فما كان منها إلا أن نهرتني، وسارعت بنقل أثاث عش الزوجية، لتدمر حياتي نهائياً.

تنفس الزوج الصعداء، وكأن شريط الأحداث الضاغطة التي مر بها يسري أمام عينيه، وقال: انتظرت حتى هدأت الأمور، وقمت بمصالحة زوجتي، لكن حماتي لم تتركني أيضًا، وأخذت تقسو علي بالكلمات، وتحرض ابنتها بالامتناع عني، وفرض سيطرتها، وسخريتها المتكررة مني أمام زوجتي، وتشويه صورتي، وقلب الحقائق دوماً، فما كان من زوجتي إلا الموالاة الكاملة لها في الحق، والباطل، واتخذت القرار بقتل زوجتي، بعد ليلة الحب الأخيرة، انتفضت من فوق فراشي، وتوجهت إلى المطبخ، وأمسكت السكين، ولم أشعر بنفسي، وكأنني مسلوب الإرادة، وسددت لها الطعنات في أجزاء متفرقة من جسدها، انفجرت على إثرها الدماء، ويجول بخاطري شريط الأحداث التي عايشتها مع حماتي، وشعوري بإنني ليس رجلاً أو حتى امرأة بل لاشيئ، وأجهش في بكاء مرير، يردد "مش عارف ازاي طاوعني قلبي أني اقتل مراتي التي عشقتها.

وقرر وكيل النائب العام بحبس الزوج ٤ أيام على ذمة التحقيقات، ومراعاة التجديد في الميعاد، وأحاله المستشار عبد الناصر عبد العزيز المحامي العام لنيابات شمال الجيزة إلى محكمة الجنايات.
 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة