الخميس، 04 فبراير 2021 - 05:13 م

"شخصية مصر عمل حياة ومشروع عمر، ملحمة المليون كلمة، وأربعة آلاف صفحة، والألف مرجع"، بتلك الكلمات وصف جمال حمدان أشهر أعماله الموسوعية لصديقه الكاتب الكبير يوسف القعيد.

وتستعرض "بوابة أخبار اليوم، موسوعة جمال حمدان "شخصية مصر" في التقرير التالي، وذلك تزامنا مع ذكرى ميلاده الـ93 في مثل هذا اليوم 4 فبراير 1928م.

كان لجمال حمدان أسلوبه المميز داخل حركة الثقافة العربية المعاصرة في الفكر الإستراتيجي، والذي قام على منهج شامل معلوماتي وتجريبي وتاريخي من ناحية، وعلى مدى مكتشفات علوم "الجغرافيا والتاريخ والسكان والاقتصاد والسياسة والبيئة والتخطيط والاجتماع السكاني والثقافي بشكل خاص من ناحية أخرى".

وأكد جمال حمدان، في موسوعته شخصية مصر، أن علم الجغرافيا لا يقف على حدود الموقع والتضاريس، وإنما هو علم يمزج بين العلوم المختلفة.

وقال حمدان، في شخصية مصر، إن الجغرافيا هي "تلك التي إذا عرفتها عرفت كل شئ عن نمط الحياة في هذا المكان أو ذاك، جغرافية الحياة التي إن بدأت من أعلى آفاق الفكر الجغرافي في التاريخ والسياسة فإنها لا تستنكف عن أن تنفذ أو تنزل إلى أدق دقائق حياة الناس العادية في الإقليم"، وابتدع جمال حمدان، منهج مثلث لتعريف الجغرافيا في شخصية مصر.

اقرأ أيضا| بروفايل | في ذكرى ميلاده.. نجاحات جمال حمدان رغم إصابته بالاكتئاب

وأضاف جمال حمدان، في تقديمه لموسوعة شخصية مصر،: "في الاتجاه السائد بين المدارس المعاصرة- الجغرافيا هي علم "التباين الأرضي"، أي التعرف على الاختلافات الرئيسية بين أجزاء الأرض على مختلف المستويات؛ فمن الطبيعي أن تكون قمة الجغرافيا هي التعرف على "شخصيات الأقاليم"، والشخصية الإقليمية شيء أكبر من مجرد المحصلة الرياضية لخصائص وتوزيعات الإقليم، إنها تتساءل أساسا عما يعطي منطقة تفرّدها وتميزها بين سائر المناطق، كما تريد أن تنفذ إلى روح المكان لتستشف عبقريته الذاتية التي تحدد شخصيته الكامنة.. ولكن بدا أن هذا يجعل للجغرافيا نهجا فلسفيا متنافرا يتأرجح بين علم وفن وفلسفة؛ فيمكن أن نضيف للتوضيح: علم بمادتها، وفن بمعالجتها، وفلسفة بنظراتها، والواقع أن هذا المنهج المثلث يعني ببساطة أنه ينقلنا بالجغرافيا من مرحلة المعرفة إلى مرحلة التفكير، من جغرافية الحقائق المرصوصة إلى جغرافية الأفكار الرفيعة.

العلاقة بين الإنسان والطبيعة صاغت الحضارة المصرية

وكانت رؤية جمال حمدان للعلاقة بين الإنسان والطبيعة في المكان والزمان متوازنة، فلا ينحاز إلى طرف على حساب الآخر، ويظهر ذلك واضحا في "شخصية مصر" ، والذي تبرز فيها نظرته الجغرافية المتوازنة للعلاقة بين الإنسان المصري والطبيعة بصفة عامة والنيل بصفة خاصة، وكيف أفضت هذه العلاقة إلى صياغة الحضارة المصرية على الوجهين: المادي والروحي.

ويذكر أن، جمال حمدان أصدر شخصية مصر، في أربعة مجلدات صدرالمرة الأولى عام 1967م في نحو 300 صفحة من القطع الصغير تفرغ لإنجاز صياغته النهائية لمدة عشر سنوات ثم صدر مرة ثانية منقحًا بأربعة مجلدات بين عامي 1981م و1984م.

ومزج جمال حمدان، في موسوعته بين الجغرافيا والتاريخ والسياسة وعلوم طبيعية وإنسانية وتطبيقية أخرى. وانقسمت الموسوعة إلى أربعة أجزاء:

الجزء الأول: شخصية مصر الطبيعية
الجزء الثاني: شخصية مصر البشرية
الجزء الثالث: شخصية مصر التكاملية
الجزء الرابع: شخصية مصر الحضارية

 وفاة جمال حمدان 

توفي جمال حمدان، في 17 إبريل 1993م، حيث عُثر على جثته والنصف الأسفل منها محروقاً، واعتقد الجميع أن د.حمدان مات متأثراً بالحروق، ولكن د.يوسف الجندي مفتش الصحة بالجيزة، أثبت في تقريره أن الفقيد لم يمت مختنقاً بالغاز، كما أن الحروق ليست سبباً في وفاته، لأنها لم تصل لدرجة إحداث الوفاة، وكل الشكوك كانت تتجه للإسرائيليين ولكن لم يتم إثبات من القاتل.