محمد الحداد
محمد الحداد


معان ثورية

كانت تحتضر وتحضر نفسها لربها

أخبار اليوم

الجمعة، 05 فبراير 2021 - 08:56 م

بقلم/ محمد الحداد

.. وكأنها كانت تعلم أن هذه هى النهاية 

.. ولم تكن أبدا تحب أن تكون عبئا ثقيلا على أحد

.. فلما بلغت أجلها.. رحلت.. بعد ان نذرت للرحمن صوما ولم تكلم احدا إلا ابنتها.. فقالت لها قبل اسبوع كامل من وفاتها.. اسمعى يا بنيتى.. لن اتناول أى طعام وبعدها سأرحل فاهدئى.

نزلت كلماتها علينا وقتها كالصاعقة إلا اننا سرعان مافهمنا انها تحتضر.. وتحضر نفسها لربها وساعة رحيلها التى سبقتها بإكرام بالغ لكل من حولها.. فكانت هاشة باشة خفيفة على كل من حولها.. وتركتنا فجر الجمعة الاولى من شهر المحرم الماضى.

كانت حياتها المفعمة بالذكريات الرائعة حيث تربت ونشأت وترعرعت وتعلمت فى مدارس راقية وقضت عمرها فى مصر الجديدة التى شهدت أجمل أيام عمرها مع حبيبها ورفيق دربها. 

كانت سوزان هانم المرصفى تعتقد وتؤمن ان حياتها رسالة فقامت بدورها على اكمل وجه.. ومضى مشوارها برسالة شديدة وقوية فلم تكف ابدا عن الاهتمام والتدقيق بالتفاصيل والرعاية حتى حان وقت الرحيل.

سألتنى ذات فضفضة عن حبيبها الذى عشقته وانجبت منه درتها الوحيدة.. قائلة: هل سأقابل زوجى صالح الحداد؟ فقد كانت تحبه ولم تزل تذكره.

.. كانت اجابتى لها حسب ما عرفت عنها.. وعن صلاح الرجل زوجها الطيب الراحل.. فقلت لها سترينه وسيستقبلك وستسعدين بلقيا ربك.

هكذا علمنى شيخى ذات سؤال وهو الشيخ محمد نجيب الذى قال لها ساعة التلقين بعد الدفن مباشرة: ان المتوفى يفرح بلقاء الله ورؤية اهله واحبابه الذين نحسبهم على خير إن شاء الله.

كانت تحب الحوار الهادئ الذى لا صخب فيه ولا لغو ولا غيبة ولا نميمة

فكان ختام سماعها بعد الموت هو احب ماكانت تريد ان تسمعه وهو الدعاء لها بصوت هادئ للداعية الشيخ محمد نجيب ونحن نؤمن على دعائه.

رحم الله سوزان هانم المرصفى فقد كانت عفة اللسان متواضعة متصدقة كريمة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة