الفريق الأول لكرة القدم للنادي الأهلي
الفريق الأول لكرة القدم للنادي الأهلي


الأهلي وبايرن ميونخ.. «كل شيء ممكن»!

إبراهيم المنيسي

الأحد، 07 فبراير 2021 - 09:14 م

في التاريخ الرياضى لحظات استثنائية قليلة ومناسبات تاريخية خاطفة وغير متوقعة ومواجهات ذات العيار الثقيل ؛ لكننا ومن كثرة الإفراط فى الاستخدام اللغوى وإطلاق العبارات على كل شيء أفقدنا الكثير والحقيقي منها ثقله ووزنه وما يستحق.. على أرض الواقع وفي الميزان الفعلى للأحداث الحقيقية.. ومنها ما تشهده بطولة كأس العالم السابعة عشر للأندية لكرة القدم.. الأهلي يواجه بايرن ميونخ.

وفي نصف نهائى المونديال.. نعم الأهلى والبايرن. فهل تكفى لمثل هذه المواجهة أي من التقديرات السابقة المستهلكة بفعل سوء وكثرة الاستخدام ؟!!

لقاء غد الذي يحتضنه ستاد احمد بن على بالعاصمة القطرية الدوحة وينطلق بصافرة إماراتية للحكم الدولي محمد عبد الله في التاسعة مساء بتوقيت الدوحة الثامنة مساء بتوقيت القاهرة هو لقاء تاريخي لاشك ؛ فهي المرة الأولى التي يلتقى فيها فريق ناد مصري مع بطل أوروبا في مناسبة رسمية وفي بطولة عالمية..وهى أيضا مواجهة من ذوات العيار الثقيل لاشك كونها تجمع بطل مصر وافريقيا.

بكل بطولاته وأرقامه ومكانته التي تحدث عنها بكل تقدير واحترام وإشادة الأسطورة الألماني كارل هانز رومينيجه الرئيس التاريخي للنادي البافاري مع بطل أوروبا الطايح في كل فرق العالم وجامع كل بطولات هذا الموسم وبين صفوفه افضل لاعب فى العالم ليفاندوفيسكى واحسن حارس مرمى في الدنيا كلها مانويل نوير.. فهل هناك مواجهة تاريخية بمثل هذه القيمة.. والمباراة تؤهل الفائز بها لنهائي كأس العالم سعيا للمجد واللقب العالمي وجائزة الخمسة ملايين يورو وهى بين بطلين.. كل منهما حقق هذا الموسم كل ما يريده من تفوق وتتويج..فهل من عيار اثقل من هذا. ؟! إنه الانفجار !! 

ولأن مباراة الليلة التي تقام فى درجة حرارة تزيد على ٢٠ درجة مئوية ونسبة رطوبة عالية نسبيا, لابد لها من فائز فإنه في حال التعادل في الوقت الأصلي يلجأ الفريقان للعب وقت إضافي مدته نصف ساعة على شوطين وإذا ما استمر التعادل يحتكم الفريقان لركلات الترجيح..

الأهلي حصد بطولات الموسم التي شارك فيها وحقق الثلاثية متطلعا للقبين اضافيين للسوبر المصري والأفريقي وكذلك فعل البايرن الذي حصد كل البطولات التي شارك فيها لتكون مباراة الليلة بين فريقين كل منهما التهم ما وجده أمامه من ألقاب ومنافسين واحتلا منصات التتويج جميعها محليا وقاريا.. كل فى فلكه التنافسي..

انها حقا اللعب مع الكبار.

الاستاد كله أحمر

من المتوقع ووفقا للإقبال المصرى والعربي الأهلاوي على تذاكر المباراة أن يظهر ستاد المباراة الليلة كله مكتسيا باللون الأحمر حيث نفذت كل تذاكر المباراة واصطف المصريون بالآلاف أمام المقرات الصحية المخصصة لعمل مسحة طبية للكشف عن كورونا لكل مشجع حجز تذكرته إليكترونيا ووضح الحماس المصري المتدفق وأعلام مصر مع الأعلام الحمراء في مؤازرة بطل مصر وبكل الالتزام الاحترازي والانضباط السلوكي وهو ما شعر معه السفير أحمد سمير القائم بأعمال السفارة المصرية بالدوحة :(شعرت بالفخر حقيقة وأنا أتلقى من سفراء الدول الأجنبية اشادتهم وإعجابهم بحماس وتدفق وانضباط الجمهور المصرى.. تحية لهم ).. والأهلي بحسب المؤتمر الفني للمباراة سيرتدى الفانلة الحمراء والشورت الأسود والجورب الأحمر بينما سيلعب البايرن باللون الأبيض كاملا..

تبويظ اللعب !

مخطئ من يتصور أو ينتظر أن يبادل الجنوب إفريقى بيتسو موسيمانى المدير الفنى للأهلى منافسه هانز فليك الصراع واحدة بواحدة فهذا لن يكون في مصلحة بطل إفريقيا الذي يدرك مدربه الفوارق الطبيعية والقدرات الفردية والإمكانات الفنية والبدنية لمنافسه الأوروبي الذي يمثل المدرسة الالمانية بامتياز : شراسة في  الاداء وتنفيذ حاد للمهام وضغط هادر بلا تعب او ملل ولكن المنتظر وبحسب ما ظهر لنا من متابعة تدريبات الفريق ان يلجأ بيتسو لحصار البايرن ومحاولة سد الطريق امام تحركات نجومه الكبار وتضييق المساحات امام الاطراف ومنع تمويل ليفانوفيسكى من موللر وكيمتش واغلاق الطرق امام انطلاقات ديفيز وجنابرى وكومان وكلها قدرات فذة وامكانات للاعبين عالميين كبار.. الله يكون فى عون موسيمانى ولاعبيه !

المدير الفنى للاهلى سيسعى حتما لمحاصرة البافارى و"تبويظ " لعبه ومنع لاعبيه من بناء الهجمات.. فلو تمكن بيتسو من العبث فى سيستم اداء البايرن ومنع لاعبيه من تنفيذ افكارهم التقليدية واسلوب لعبهم الذى اعتادوا عليه سوف يحرم المنافس من قوته التكتيكية ويفرض بيتسو ايقاعه واسلوبه وافكاره..هى محاولة تكتيكية للعب فى اسلوب لعب المنافس وتفكيك قدراته وفرض نوع من العشوائية على الملعب تحد من خطورة المنافس وبناء افكاره وهجماته..

كيف يفكر بيتسو ؟

خلال المران الرئيسى للاهلى مساء امس الاول وضح لنا فى البداية ان بيتسو موسيمانى يفكر فى مواجهة البايرن ابتداء بنفس التشكيل الذى بدأ به امام الدحيل معتمدا على رباعى الدفاع الثابت : هانى وبانون واشرف ومعلول ثم قلبى الوسط المدافع حمدى فتحى والسوليه والاحتفاظ بصانع الالعاب افشه وامامه الجناحان طاهر والشحات ورأس الحربة المتقدم بواليا.. لكن هذا لم يستمر فى تجربته بالمران الا ربع الساعة تقريبا ثم عدل إلى الاعتماد على ثلاثة لاعبين بالوسط المدافع باضافة اليو ديانج للسوليه وفتحى ثم عاد ليفكر فى اكرم توفيق سواء باستخدامه لتعزيز الجبهة اليمنى دفاعيا وهى المنطقة التى يتوقع ان يضغط منها فيلك ولاعبو البايرن وفقا لما ظهر من اداء الاهلى فى الشوط الثانى امام الدحيل وهو ما سيعمل مدرب البايرن على استغلاله ولكن سيكون اللعب بثلاثة لاعبين فى قلب الوسط المدافع على حساب احد الجناحين وربما يحتفظ بالشحات وافشه ويدفع بالمهاجم محمد شريف استغلالا لسرعته وانطلاقاته فى مساحات ينتظر وجودها فى دفاع البايرن الذى لا يتوقع بطبيعة الحال للتكتل وغلق المساحات بل سيؤدى مباراة مفتوحة..

وفي نهاية المران وضح لنا ان بيتسو لم يستقر بعد على تشكيلته أو ربما أراد تجربة أكثر من فكرة لمواجهة البايرن أو بالأدق بتوبيظ لعبه !!

الأهم من الفنيات

يدرك بيتسو موسيمانى وكما صرح لنا بهذا وبوضوح إن الصراع بين قدرات وإمكانات ومهارات وأشياء كثيرة وجميعها بطبيعة الحال تصب فى مصلحة بطل أوروبا لكن لدى الأهلي سلاحا آخر أكثر قوة وتأثيرا وهو العامل النفسى وتجهيز اللاعبين معنويا..من هنا كان تركيز موسيماني على تهيىئة لاعبيه بما يخلصهم من الضغوط النفسية والعصبية وازالة الرهبة من مواجهة البايرن ونجومه العالميين الكبار اصحاب القيمة التسويقية التى تزيد عن ٨٩٧ مليون يورو فى مقابل قيمة الاهلى التسويقية التى تبلغ ٢٥ مليون يورو فقط..

بيتسو مهتم كثيرا بتجهيز لاعبيه بعيدا عن الضغوط مستخدما استراتيجية خاصة جدا بالتركيز على الاستمتاع واللعب دون رهبة او صغوط.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة