مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

الريف.. من الظلمات إلى النور

مؤمن خليفة

الأحد، 07 فبراير 2021 - 10:35 م

إلى الذين لم يعيشوا فى الريف.. هل تعلمون أن مشروع تطوير القرية المصرية سيصبح نقلة حضارية من كل الوجوه.. هل تعلمون أن هذا المشروع العظيم بشعاره "حياة كريمة" يعيد للفلاح حقه الذى لم تلتفت إليه الحكومات السابقة عندما تركته نهبا للفقر والمرض.. من عاش فى الريف يقدر قيمة هذا المشروع المهم بعد أن عانى ساكنو الأرياف من التهميش عهودا طويلة.. هم وحدهم من يدركون أن هناك رئيسا يشعر بهم ويسعى لتوفير حياة كريمة بمعنى الكلمة لأبنائهم مثلما فعلها قبل ذلك فى خطوة تطوير العشوائيات ونقل سكانها لمناطق حضارية جعلتهم ينتقلون من الظلام إلى النور.. فارق كبير بين السماء والأرض فى ملف العشوائيات الذى اقتحمه الرئيس عبد الفتاح السيسى وحده وأقول ذلك بكل صدق ومن حق مصر أن تتباهى وتفخر برئيسها.

فى سنوات الستينيات تحديدا وما بعدها فى السبعينيات كان هطول المطر كفيلا بوقف الحياة فى قرى ريف مصر.. لا أحد يستطيع الدخول إليها أو الخروج منها فكيف إذا كان هناك مريض يحتاج لطبيب فلا يستطيع.. ما زلت أتذكر هذه السنوات كأنها اليوم فى مشاهد تتوالى أمامى وأترحم على أهل هذا الزمان.. فلا مياه شرب صالحة للبشر ولم يكن متاحا سوى أن نشرب من البحر.. فعلا لا مياه سوى النيل أو الطلمبات الحبشية.. لا مدارس سوى مدرسة إبتدائية أو الإعدادية على أكثر تقدير.. لا مستشفيات سوى الوحدة الصحية التى غالبا تدار بدون طبيب.. لا دواء سوى الأسبرين.

كان الذهاب إلى طبيب يلزمه تأجير سيارة للوصول إلى المركز أو المدينة وهذا فقط للقادرين أما معظم الناس فوسيلتهم الوحيدة هى الحمار "الركوبة".. حياة غير كريمة.. حياة غير آدمية تماما.. لا كهرباء غير لمبات الجاز.. لا تليفزيون ولا أى وسائل ترفيه.. كانت العروس التى تتزوج ويشترى لها عريسها ثلاجة حدثا تتندر به القرية بكاملها ولم يكن هذا العريس الا مدرسا ذهب للعمل فى السعودية أو اليمن.

كان الريف المصرى مظلوما.. ولم يكن غريبا أن يسافر أبناء الأسر الريفية إلى القاهرة أو الإسكندرية ليلتحقوا بالجامعات فلم تكن الجامعات كما هى عليه الآن فى مدن المحافظات.. كان "ف" قريبى قد التحق بجامعة القاهرة فى نهاية الستينيات بعد أن أستأجر له والده غرفة فى شقة مع من مثله من الأرياف وكان الرجل يعانى من توفير إيجار الغرفة ومصاريف أكله وشرابه رغم أنه كان من الميسورين إلى حد ما.. عندما أشاهد فيلم "شباب امرأة" لصلاح أبو سيف أدرك عبقريته كمخرج وهو يحكى قصة الشاب الريفى الذى جاء للدراسة فى الأزهر.. هكذا كان حال الريف قبل نحو 50 عاما.. ولذلك عندما يقدم السيسى على خطوة تطوير القرى فهذا يمثل بالنسبة لى إنجازا عظيما لم يتكرر فى بر المحروسة منذ قيام ثورة يوليو 1952.. الريف المصرى لم يعش يوما حلوا على مر العصور السابقة.. كان "المر" هو عنوان الحياة وكل ما هناك أن ترضى كما يردد الآباء دائما "ارض بما قسم الله لك.. تكن أغنى الناس".. شكرا للرئيس السيسى.. شكرا لمن تذكر أهل الريف فسعى لتضميد آلامهم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة