صالح الصالحي
صالح الصالحي


وحي القلم

ســر الحـياة

صالح الصالحي

الأربعاء، 10 فبراير 2021 - 08:36 م

مع زيادة شراسة فيروس كورونا.. واقتراب الموت منا أكثر.. وكأن البشر كانوا فى حاجة إلى سبب جديد يضاف إلى أسباب الموت (تعددت الأسباب والموت واحد).

توقفت هنا كثيرًا: وتساءلت إذا كان للموت أسبابٌ فما هى أسباب الحياة؟ وبدأت أفكر وأبحث عن إجابة لهذا السؤال.. ووجدت الإجابة فى سر الحياة.. فبحثت عن مفهوم سر الحياة.. اكتشفت فى رحلة بحثى تعريفات كثيرة لسر الحياة منها ما هو علمى ودينى ومنها ما هو عاطفى ومنها ما هو عام يتعلق بالسر كلفظ.. فالحياة أسرار.. ولكل منا سر فى حياته قد يحتفظ به لذاته فيعيش ويموت سره معه أو قد يبوح به لأقرب الناس إليه.

بعض العلماء يرون أن أهم أسرار الحياة هو الحمض النووى المسمى (DNA) الذى يجمع جميع المعلومات والأوامر عن صفاتنا وسماتنا وأشكالنا وحتى سلوكنا وطريقة تفكيرنا وأمراضنا المستقبلية، ويعطى الأوامر التى تحتاجها خلايانا لتعمل، كما يحمل جميع صفاتنا الوراثية.. باختصار هو الجزء الأساسى الحلزونى المبهر.

وفريق ثان من العلماء يرى أن الحياة هى مجموعة الخواص لكيان فيزيائى تتميز بعمليات بيولوجية معقدة وبتوقفها تنتهى الحياة ويحدث الموت.

ويرى فريق ثالث أن أهم أسرار الحياة هو اكتشاف الخلايا المسئولة عن الشيخوخة والتى يمكن عبر التحكم بها أن يعيش الإنسان لمدة أطول ويبدو أكثر شبابا وأقل هرماً بعد أن يبلغ من الكبر عتيا.. يعنى باختصار سر الحياة أن يحيا الانسان شاباً.

أما التفسير الدينى لسر الحياة عند علماء الدين فهو عبادة الله كما أمرنا.

وبالنسبة للعامة فيتلخص سر الحياة فى الماء.. "وجعلنا من الماء كل شئ حي".

وعلى الجانب العاطفى فيرى المحب أن النظر فى عيون حبيبه هو سر حياته.

وبعد كل هذا البحث ازدادت حيرتي.. فهل سر الحياة أن أعيش وأموت شابا حتى وإن كبرت فى السن.. أم أعيش سعيداً.. وكيف أصل إلى حل للغز الذى يجعلنى أعيش سعيداً وأن أموت مرتاح الضمير؟

كلها إرهاصات نالت مني.. وجعلت الأمر يزداد تعقيداً. مما جعلنى أبتعد كثيرا عما بحثت عنه.. وتساءلت: لماذا لا يكون سر الحياة عندى أنا؟.. أى أن كل واحد لديه تعريف لسر حياته هو يختلف عن الآخر أو قد يتفق معه.

وأخيرا أهدانى تفكيرى إلى أن الحياة كما أعيشها أنا بسيطة وسهلة، وسرها فى سهولتها..ولكننا دائما ما نصعّبها ونعقدها على أنفسنا.. إنها النفس البشرية التى لا ترضى بما قسمه وكتبه الله لها.. فدائما تحيا فى كبد وشقاء.. نحمل أنفسنا طائعين بما لا طاقة لنا به ونشتكى أن لحظات السعادة فى حياتنا معدودة.

سر الحياة أن تعيش فى سلام مع نفسك ومع الآخرين. 

سر الحياة فى صفاء النفوس والقلوب.. باختصار شديد سر الحياة هو أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك.. لا تقتل القتيل وتمشى فى جنازته.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة