الأربعاء، 10 فبراير 2021 - 10:08 م

وكان قديما، فى حكومة الحزب الوطنى، يخرج علينا أحد نواب البرلمان مدعيا أنه صاحب الإنجاز العظيم لمشروع الصرف الصحى، لتخرج السيارات تنادى فى جميع أرجاء الدائرة الملتهبة بإنجاز النائب الهمام، الذى اخترق مكاتب المسئولين بـ «طاقية الإخفا» ليحصل على موافقة مشروع الصرف الصحى فى إحدى المناطق، وأنه حاز على إعجاب الوزير عندما قام بصوته الجهورى تحت القبة ليقول له: لدينا وزير حاباه الله بعقل فولاذى، وقلب حديدى، وهو اللى جاب «الديب من ديله».

ليذهب فى اليوم الثانى إلى الوزير فى مكتبه ويقول له أنا فى مأزق مع الناخبين، ولأن سيادته مبسوط منه، أطلعه على خطة الدولة فى اليومين الجايين، ليكتب طلبا مسبقا، متفقا عليه بأنه صاحب الإنجاز المقبل.. هنا يختلف أنصار النواب ما بين جبهة المثقفين والمتربصين بأن ما يحدث خطة دولة وبين أنصاره الذين سيتغنون بالإنجار التاريخى..

النائب كان حويطا وماكرا، فأوحى إلى أنصاره ما أوحى، بأنه واحد منهم، يأكل مثلهم ويسهر معهم، فقال لهم اكتبوا كل ساعة "بوستا فيسبوكيا" بإنجازاتى العظيمة، ودعموه بالصور أثناء جلوسى فى الشوارع والميادين، وادخلوا فى صراع مع الآخرين، أريد أن أسمع اسمى يتردد زى أغنية بنت الجيران شغلانى انا عنيا..

ليقرر اللعب "إمام الشياطين" أحد أبرز المحترفين فى الدائرة، ويقول إذا كانت المباراة لم تنته، فتعالوا شاهدوا فن الاحتراف، إذا كانت الانتخابات ابوها وامها واختها الشارع، وشوية بوستات ولايكات وكام صورة حلوة، فنحن من أصلحنا المتخاصمين وجلسنا فى الشوارع والميادين نستمع لطلبات المواطنين.. ولكن الناخبين لا حول لهم ولا قوة، يراقبون المشهد ما بين مؤيد ومعارض، ما بين مسرور من صراع وتنافس النواب فى الدائرة لخدمة البسطاء وما بين التلاسن والتناحر لأنصارهم.. وهنا يخرج أحدهم فى سؤال استنكارى، نسينا نائب آخر، محدش شافه يا ولاد الحلال، لعل المانع خير؟! للأسف هذا هو الوضع داخل العديد من دوائر الصعيد والمناطق الشعبية، صراعات وخلافات، والضحية هو المواطن.

تحت القبة

أداء مختلف، حجة قوية، دور وطنى، هذا ما شاهدته من عدد كبير من نواب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وحزب مستقبل وطن فى الجلسات الماضية، أتمنى أن نستمر فى مشاهدة أداء برلمانى حقيقى يستطيع محاسبة ومراقبة الحكومة وتحقيق مطالب الشعب.