حقيقة قصة الحب العذري بين مي زيادة وجبران خليل جبران
حقيقة قصة الحب العذري بين مي زيادة وجبران خليل جبران


حقيقة قصة الحب العذري بين مي زيادة وجبران خليل جبران

نادية البنا

الخميس، 11 فبراير 2021 - 08:16 م

"إن الذين لا يتاجرون بمظهر الحب ودعواه في المراقص والاجتماعات، ينمي الحب في أعماقهم قوة ديناميكية قد يغبطون الذين يوزعون عواطفهم في اللألأ السطحي، لأنهم لا يقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر، ولكنهم يغبطون الآخرين على راحتهم دون أن يتمنوها لنفوسهم، ويفضلون وحدتهم، ويفضلون السكوت، ويفضلون تضليل القلوب عن ودائعها"..أشهر رسائل "مي زيادة " التي تمر اليوم الذكرى الـ 135 لحبيبها جبران خليل جبران.

تداولت الأوساط الثقافية والأدبية خلال عقود قصة الحب العذري بين مي زيادة وجبران خليل جبران، والتي بدأتها زيادة برسالة إعجاب للأديب اللبناني تعبر خلالها عن إعجابها بمقالاته وكتاباته، وتلمح له عن الزواج والحب، وظلت الرسائل لسنوات دون إجابة جبران بالرد التي كانت تنتظره مي.

مي زيادة اعترفت لجبران بحبها بعد 12 عامًا

بعد رسالة مي زيادة الأولى لجبران خليل جبران، ورده عليها فُتح بينهم نقاش ونشأت علاقة صداقة وكانت مي شديدة الحذر في الحديث معه وأخفت مشاعرها12 عامًا، لدرجة جعلت جبران يشعر بحيرة هل هي خجولة أم أن كبرياءها يمنعها من حبه.

وعندما تجاوزت مي زيادة الثلاثين من عمرها تشجعت وأرسلت إلى جبران خليل جبران رسالة حب تعبر خلالها عن رغبتها بالزواج منه، ولم يجلب اعترافها بحبه لها إلا القلق والحيرة .

تردد جبران خليل جبران في علاقته بمي زيادة

كان جبران خليل جبران مترددًا في علاقتهما، إلا أن مي أن توقف مشاعرها تجاهه، وعندما سمعت بمرض جبران وقفت بجانبه ولم تتركه في محنته، وأحاطته بمزيج من عواطف الحب وحنان الأمومة معا

وظلت مي زيادة متعلقة بعشقها العذري لجبران خليل جبران، رغم تعبير الكثير من الأدباء عن حبهم لها ومحاولة اقترابهم منها، وذلك ما زاد آلامها النفسية وأرهق أعصابها وزاد معاناتها في تلك العلاقة التي لم تنتهي بموت جبران خليل جبران، الذي زاد وفاته معانتها وضعفها وانهالت عليها الصدمات واحدة تلو الأخرى حتى موتها في 17 أكتوبر 1941م

وتنشر بوابة أخبار اليوم إحدى رسائل مي زيادة لحبيبها الأول جبران خليل جبران

...جبران!

" لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتحايد كلمة الحب. إن الذين لا يتاجرون بمظهر الحب ودعواه في المراقص والاجتماعات، ينمي الحب في أعماقهم قوة ديناميكية قد يغبطون الذين يوزعون عواطفهم في اللألأ السطحي لأنهم لا يقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر، ولكنهم يغبطون الآخرين على راحتهم دون أن يتمنوها لنفوسهم، ويفضلون وحدتهم، ويفضلون السكوت، ويفضلون تضليل القلوب عن ودائعها، والتلهي بما لا علاقة له بالعاطفة، ويفضلون أي غربة وأي شقاء وهل من شقاءٍ في غير وحدة القلب؟) على الاكتفاء بالقطرات الشحيحة".

ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به، ولكني أعرف أنك محبوبي، وأني أخاف الحب. أقول هذا مع علمي أن القليل من الحب الكثير. الجفاف والقحط واللاشيء بالحب خير من النزر اليسير، كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا. وكيف أفرط فيه؟ لا أدري

الحمد لله أني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به لأنك لو كنت الآن حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام، ولاختفيت زمناً طويلاً، فما أدعك تراني إلا بعد أن تنسى حتى الكتابة ألوم نفسي عليها، لأني بها حرة كل هذه الحرية.. أتذكر قول القدماء من الشرقيين: إن خير للبنت أن لا تقرأ ولا تكتب.

إن القديس توما يظهر هنا وليس ما أبدي هنا أثراً للوراثة فحسب، بل هو شيء أبعد من الوراثة. ما هو؟ قل لي أنت ما هو. وقل لي ما إذا كنت على ضلال أو هدى فإني أثق بك.. وسواء أكنت مخطئة أم غير مخطئة فإن قلبي يسير إليك، وخير ما يفعل هو أن يظل حائماً حواليك، يحرسك ويحنو عليك.

... غابت الشمس وراء الأفق، ومن خلال السحب العجيبة الأشكال والألوان حصحصت نجمة لامعة واحدة هي الزهرة، آلهة الحب، أترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون ويتشوقون؟ ربما وجد فيها بنت هي مثلي، لها جبران واحد، حلو بعيد هو القريب القريب. تكتب إليه الآن والشفق يملأ الفضاء، وتعلم أن الظلام يخلف الشفق، وأن النور يتبع الظلام، وأن الليل سيخلف النهار، والنهار سيتبع الليل مرات كثيرة قبل أن ترى الذي تحب، فتتسرب إليها كل وحشة الشفق، وكل وحشة الليل، فتلقي بالقلم جانباً لتحتمي من الوحشة في اسم واحد

اقرأ أيضا|وزيرة الصحة توجه رسالة لأهالي قرية «عرب الحصار القبلية» بالجيزة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة