صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


حُب أونطة.. عايزين فلوسنا

الأخبار

الخميس، 11 فبراير 2021 - 10:42 م

كتبت: رشا‭ ‬عبادة

وفى سياق لا يليق بظنه فى نوعية كتاباتى، طلب منى رئيس التحرير أن أكتب مقالًا عن الحُب، قالها مجردة بلا "فتفوتة" عاطفة قد يلين معها عقلى، متقبلًا هذا الفخ برحابة صدر: عايزين حاجة عن الحُب للعدد اللى جاى. 

وقبل أن يغلق الهاتف على إصبع "خضتى" معلنًا ملله من "سفسطتى" أخبرته فى محاولة للهروب بأن قصة حبى الأخيرة، لم ترق لمستوى رومانسية الجماهير الحالية، الذين تظاهروا فى منتصف فترة العرض مُهللين هاتفين: "حُب أونطة هاتوا فلوسنا".

وبأننى وبعد محاولات إقناع فاشلة للمنتج والبطل بالاستمرار، فى تقديم عرض مجانى يليق بمعنى وقيمة الحُب، اعتزلت التمثيل واكتفيت بتقديم اسكتشات باهتة عن أسرار طبخ الكُشرى وبأنى−اللهم لا حسد−أصبحت كائن "بالوظة" يتشكل فى الحياة، تبعًا لحجم وشكل قارورتها، وأخشى أن أفرغ ما فى قارورتى فى قرارة نفس المقال، فيحترق الحُب على سطوره، ويحترق المخرج الفنى وهو يجهزه، ويحترق القراء جميعًا.

اتصلت بصديقة أسألها عن المحتوى الذى تفضله لو قرأت شيئًا عن الحُب؟

أخبرتنى بحسم أن بنات ثانوى والجامعة فقط هن من لم يزل الحب يستهوى فضولهن.

فى اليوم الثانى.. قال لى عم حسين الذى يعمل فى محل الأدوات الكهربائية وأنا أسأله عن لمبة تكون إضاءتها "أوف وايت" لا هى بالأبيض المُريح ولا الأصفر الصريح:

- الحُب له ناسه، والناس دلوقتى شاغلها لقمة عيشها بس أنا بحب أم كلثوم أوى وهى بتقول لحبيبها: إنت عمرى.

فى اليوم الثالث أسرت لى سيدة جميلة، فى الميكروباص بعد تنهيدة شوق، بأن الحب حلو طبعًا بس هو فين؟!

أما عن أشرف، الخاطب حديثًا، فقد تعمد حشر أنفه مؤكدًا:

"الحُب عندى أرجع البيت ألاقى، مراتى لابسة نُص بيجامتى الفوقانى، وواقفة تحمر بطاطس عشان العشا، أدخل المطبخ أسرق البطاطس وهى تفضل تصرخ فيا: حاسب الزيت هيقع علىًّ يا أشرف بلاش بواخة"، وختمتها "طنط أمولة" بحكمة: الحُضن من غير حُب مالوش لازمة، يبقى زى قطط وكلاب الشوارع.

من خلال هذا الاستطلاع الضيق المُستفز للرأى، اكتشفت أنه لا بأس بالأمر وأن الوصفة سهلة بل قد تكون هايلة، كل ما علىًّ فعله اقتطاع بعض المقاطع الروائية الساخنة، ولصقها ببعضها البعض باحترافية لن يكتشف معها القارئ بأنها بضعة سطور مجمعة من كُتب الحُب الرخيصة.. منها مشاكل عاطفية لها حل، واسألونى عن الحب، رسائل الحُب، ليلة الدخلة، جسد ساخن وشفاه غليظة، ثم سأتصل برئيس التحرير لأخبره بأن الحاجة للحُب خلصت خلاص وكله تمام.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة