مديحة عزب
مديحة عزب


نقطة نظام

«موتوا بغيظكم»

الأخبار

الثلاثاء، 16 فبراير 2021 - 07:58 م

كنت أقلب يوما فى قناة الخنزيرة وسائر قنوات الشر الأخرى فلم أتمالك نفسى من الضحك عندما رأيت أكثر من برنامج يتحدث فيه الضيوف تعليقا على المشروعات الجديدة فى مصر، وتذكرت المثل الشعبي الذى يقول «مالقوش فى الورد عيب قالوله يا احمر الخدين».. فقد قالوا على ميدان التحرير فى صورته الجديدة بعد إتمام عمليات تجميله وتطويره إنه فقد هويته وكان لازم تحافظ الحكومة على كافة مظاهر الخراب والدمار ومخلفات الحرائق وتخليع الأرصفة والطوب والدبش المتناثر هنا وهناك كأهم المعالم التى خلفتها لنا المؤامرة الكبرى التى حدثت فى مصر منذ عشر سنوات.. قالوا على المشروعات الكبرى التى تجرى الآن على قدم وساق فى كافة ربوع سيناء إنها تتم من أجل إسرائيل.. قالوا على مشروع تطوير الريف المصرى فنكوش كما سبق واتهموا العاصمة الإدارية وكذلك كافة المدن السكنية الجديدة.. وحتى الكبارى التى تم إنشاؤها فى كافة الطرق والمحاور الكبرى فى القاهرة لم تسلم من انتقاداتهم.. فعلا يا ريس إنت ازاى تعمل محلات وكافيهات وباركينج للعربيات وإضاءة وحاجات جميلة تحت الكباري.. ازاى تسرق فرحتنا وذكرياتنا أيام ما كان بعض الناس متخذين لعشرات السنين من هذه المواقع الاستراتيجية مكانا لقضاء الحاجة.. طب بلاش الناس دى لكن العيال اللى كانوا بيشموا الكُلّة تحت الكبارى لحد ما ينقطع نفسهم حيشموها فين دلوقتى.. ده انت ناقص كمان تقفل لهم الخرابات وما نلاقيش فى البلد ولا خرابة واحدة زى ما قضيت على العشوائيات كده.. طب حنقول إيه لهيومان رايتس ووتش والعفو الدولية لما يسألونا عن ضياع حقوق المواطنين تحت الكبارى.. طب بلاش كل ده لكن حنتصرف ازاى لو مخرج زى خالد يوسف رجع من بره وعايز يصور فيلم جديد حيصوره فين دلوقتى والبلد مافيهاش ولا خرابة واحدة ولا منطقة عشوائية ولا مكان قذر تحت الكوبرى.. شفت بقى يا ريس ازاى انت بتحارب الفن والإبداع.

زعلانين عشان الطرق والكباري الجديدة كتير جدا ولكن كانوا طايرين من الفرحة والناس واقفة بالساعات فى الإشارات والتكدسات المرورية التى كانت تلتهم الأعصاب والوقت والوقود.. الريس كمان غلطان فى موضوع القطر الكهربائى الجديد فائق السرعة اللى هيعمله، لأن فيه ناس لسه مخضوضة من الرفاهية دى.. ياما يا ريس طالب الشعب من أيام قطر الصعيد بتطوير القطارات وكانت الحكومات بتقول مفيش فلوس، وياما طالب بحلول لأزمات كثيرة أخرى والحكومات تقولهم مفيش فلوس لدرجة عشنا لعقود زمنية كانت كل موضوعات السينما والدراما عن العشوائيات والمخدرات والبلطجة، والحكومات المتعاقبة لا ترد سوى «مفيش فلوس».. شوف دلوقتى النقلة الكبيرة اللى حصلت فى النقاشات بين الناس.. بقوا بيقولوا هل كفاية كده على السكة الحديد ولاّ نكمل ونتوسع ونعمل خطوط جديدة بتكنولوجيا ألمانية اللى هى أحدث تكنولوجيا فى العالم.. ودلوقتى من كتر الكبارى اللى اتعملت عشان تحل أزمة المرور ومن كتر الطرق اللى اتعملت بقوا يقولوا كفاية كده طرق يا ريس وهات لنا بفلوسها سندوتشات حلاوة بالقشطة.

يبقى بعد دا كله لازم تفهم يا ريس إنك انت اللى غلطان، ما هو ما كانش ينفع ترفع سقف طموحات الناس كده مرة واحدة، كان عادى تقولهم مفيش فلوس زى كل اللى قبلك ما عملوا لكن انت دلوقتى وصلتهم لمرحلة إنهم يقولولك بتجيب الفلوس منين.. وكم يؤسفنى أنى أحيانا ألمح على بعض صفحات التواصل الاجتماعى هذه الروح بين بعض شبابنا.. فمنهم من يفطس لك أى إنجاز ويقولك احنا عايزين مصلحة البلد ومنهم اللى عامل وطنى وبيحب البلد بس نايم فى الدرة ويظهر ساعة اللزوم ويلدغ زى العقرب.. موتوا بغيظكم.. الله يحرقكم بجاز.

ما قل ودل:
كل شيء يمكنه أن يتغير فى لحظة، فجأة وإلى الأبد.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة