صالح الصالحي
صالح الصالحي


وحى القلم

مصالحة فلسطينية فى بلد السلام

صالح الصالحي

الأربعاء، 17 فبراير 2021 - 07:50 م

فى خطوة جديدة نحو رأب الصدع الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وإزالة كافة العقبات، عُقدت على مدار يومين بالقاهرة جلسات الحوار الفلسطيني تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وتم الاتفاق على موعد انتخابات المجلس التشريعي فى مايو المقبل تعقبه الانتخابات الرئاسية فى يوليو القادم.
وتعتبر هذه النتائج على طريق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية والتى حظيت بترحيب عربى ودولى استكمالا للتحركات المصرية فى الملف الفلسطينى.. والذى تتعامل فيه مصر مع الشرعية الفلسطينية.. ونجحت مصر فى جمع ممثلي فتح وحماس على مائدة واحدة فى القاهرة وتقديم حلول عملية على أرض الواقع لمشاكل مزمنة بين الأطراف الفلسطينية.
لم تتوان مصر فى تقديم يد المساعدة لتحقيق المصالحة بين حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس وحركة حماس طوال سنوات.. واستطاعت ان توفق بينهما.. هذا التوافق الذى مهد الطريق لإقامة الانتخابات الفلسطينية التى توقفت منذ حوالى 15 عاما.
استطاعت الجهود المصرية أن تعيد القضية الفلسطينية لبؤرة المشهد العربى وبالتالى الدولى.. وذلك بعد ما طغت مشكلات أخرى على السطح بسبب ثورات الربيع العربى ومشكلات ناتجة عن  تهديدات بعض القوى الإقليمية والإرهاب وغيرها.. فغاب عن المشهد الهم الفلسطيني.
القضية الفلسطينية التي لم تغيب عن الوعي والهم المصرى.. وعلى الرغم مما يعانيه الشأن المصري من هموم ومشكلات إلا أن القضية الفلسطينية لم تغب عن القيادة السياسية.. وعلى مدار السنوات الماضية كانت هناك جهود للمصالحة وتقريب وجهات النظر بين الفصائل.. فالقضية الفلسطينية بالنسبة لمصر مسئولية كبيرة لم تتخل عنها طوال عقود من الزمان ولم يستطع أحد أن يقفز فوق هذه المكانة والرعاية المصرية التى تفرضها الروابط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية مع فلسطين.
لا أحد ينكر الموقف المصرى الذى يتعامل بشكل عادل مع طرفى الخلاف الفلسطينى فتح وحماس.. لأن الهدف الرئيسي هو لم الشمل وليس الانحياز لطرف على حساب الطرف الآخر..
وإذا كانت هناك محاولات لإحدى القوى الإقليمية أو حتى الخليجية فى المصالحة فإنها لم تكتمل لأنها تنحاز لفريق فى مواجهة الآخر مما يزيد من هوة الانقسام.. كما أن هذه المحاولات لم تقدم الحلول العملية التى يمكن تطبيقها على أرض الواقع..
الفصائل الفلسطينية حضرت إلى القاهرة وكلها ثقة فى القيادة المصرية ورغبتها الصادقة فى إتمام المصالحة وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها الأهم فى الشأن العربى والدولي.
ويبقى تنفيذ هذا الاتفاق الموقع بين الأطراف الفلسطينية هو التحدى الأكبر لإنجاح المصالحة وتجاوز القضايا العالقة بين الطرفين.. نجاح الاتفاق يرتبط بشكل أساسى بالفلسطينيين أنفسهم.. الذين عليهم أن يجعلوا الملف الفلسطينى هو الأساس وليس الملف الفصائلى.. خاصة وأن من حضر للقاهرة 14 فصيلا وخرجوا جميعا بكلمة وطنية واحدة برعاية مصر بلد السلام.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة