صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


ضجة بعد مطالب بتجنيد الفتيات وتأخير سن الزواج

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 17 فبراير 2021 - 08:32 م

كتبت: نسمة علاء    

كانت أهم أخبار معركة الانتخابات في القاهرة، آواخر خمسينيات القرن الماضي، وتحديدًا في مصر القديمة، تلك الدعاية الانتخابية للمرشحات والمرشحين في هذه الدائرة والتي كانت تدور كلها حول فكرة واحدة أطلقتها السيدة زينب صادق المفتشة بوزارة التربية والتعليم.

فكرة السيدة زينب كانت تجنيد البنات في الجيش تماما كالشبان، وتحديد سن تجنيد البنت بـ18 عاما، وحرمانها من حق الزواج حتى تنتهي من فترة التجنيد الإجباري، بحسب ما نشر في مجلة أخر ساعة سنة ١٩٥٩.

لكن معظم البنات كن أول المعارضات للفكرة بمجرد أن أعلنت المرشحة زينب صادق نيتها التقدم بمشروع قانون التجنيد الإجباري للبنات بحيث لا يجوز لأي فتاة أن تتزوج، ولا يجوز لأي مأذون أن يعقد القران إلا إذا قدمت الفتاة شهادة تثبت أنها قضت في الجيش فترة التجنيد الإجباري.

وتشترط هذه الفكرة أن يكون تجنيد البنات بين سن ١٨ إلى سن 22، ولقد ثارت على المرشحة كل بنات الحي وظن أن معنى ذلك أن يتأخر زواجهن إلى سن ٢٢.

ثم جمعت المرشحة بنات الحي وأخذت تشرح لهن فائدة تجنيد البنات في استقرار الحياة الزوجية، فقالت إن فترة تجنيد البنات تعلم الفتاة الخشونة والصبر، فإذا تزوجت بعد ذلك يمكن الاعتماد عليها كزوجة وست بيت ترعى شئون زوجها وأولادها، واقتنع نصف بنات الحي بينما أخذ النصف الآخر يفكر.

حاولت السيدة زينب صادق في أول الأمر أن تقنع المرشحين والمرشحات ومرشحة واحدة فقط أيدت الفكرة ومن المرشحين لم يؤيدها سوى مرشحين اثنين فقط، أما الباقون فقد قالوا: هذا كلام فارغ.

آنذاك رد ملاك منصور جاد الله المرشح بالدائرة بأنه من أكثر المتحمسين للفكرة فقال: بصفة مبدئية يجب على كل امرأة أن تعرف كيف تدافع عن نفسها ضد الاعتداء عليها، ولذلك أقل ما يجب علينا أن ندخل التدريب العسكري الإجباري في جميع مراحل التعليم للبنات.

ورأى سعيد عبد القادر راشد أن التجنيد الاجباري للبنت أمر ضروري جدا، لأننا نحتاج إليها في أعمال الجاسوسية والمخابرات وإسعاف المصابين والمقاومة الشعبية، أما في حالة التقدم إلى الصفوف الأمامية فتطبق عليها نفس القواعد التي تسري على الرجال، وهي اختبارات اللياقة الجمسمانية فتصبح مسألة فردية، إذا أثبتت البنت عدم لياقتها الجسمانية أول النفسية تعفى من التقدم إلى الصفوف الأولى.

أما عن المعارضين فيبلغ عددهم أكثر من ٩٠ مرشحا ضد الفكرة وتتزعمهم الدكتورة حنيفة صادق وهي أخت السيدة زينب صادق نفسها فقالت: عرفت المرأة بطيبة القلب والخوف من رؤية الدماء، أما الرجل فيميل إلى القتال بطبيعته، حتى في الأطفال نجد أن البنات يلعبن لعبة العرائس، ويلعب الصبيان لعبة الحرب والبنادق.

ومن ناحية أخرى وقفت السيدة زينب صادق بين الناخبين والناخبات تنادي بفكرتها وتقول: إن الفتاة أثبتت بالفعل جدارتها أثناء التمرين والتدريب على حمل السلاح، ولا تنسوا أن وجود المرأة بجوار الرجل في الميدان يبعث فيه الشجاعة والإقدام والعزم، وهذا ليس بجديد على المرأة، إنه يرجع إلى أيام الإسلام الأولى حيث وقفت المرأة المسلحة تشد أزر الرجل في معركته ضد المشركين.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة