الرئيس السادات يرحب بالشيخ النقشبندى
الرئيس السادات يرحب بالشيخ النقشبندى


الذكرى 42 لرحيل إمام المنشدين وحكايته مع الموسيقار بليغ حمدى

عاطف النمر

الأربعاء، 17 فبراير 2021 - 08:32 م

هذه الكلمات من روائع الابتهال والإنشاد الدينى الساكن فى وجدان كل من استمع لها بصوت الشيخ سيد النقشبندى إمام المنشدين والمبتهلين والمداحين، الذى مرت ذكرى رحيله ال 42 يوم 14 فبراير الجارى، فقد غادرنا فى نفس التاريخ من عام 1979 إثر أصابته بنوبة قلبية. وهب الله الشيخ سيد النقشبندى صوتاً وصفه الموسيقيون بأنه أقوى وأوسع الأصوات مساحة فى تاريخ الابتهال والإنشاد الدينى، وقال عنه الدكتور مصطفى محمود فى برنامج " العلم والإيمان " : " إنه مثل النور الكريم الفريد الذى لم يصل إليه أحد " وأجمع خبراء الأصوات على أن صوته مكون من ثمانى طبقات إذ كان يقول الجواب وجواب الجواب وجواب جواب الجواب، وصوته يتأرجح ما بين " الميتزو سوبرانو، والسبرانو ".

ولد الشيخ سيد النقشبندى فى حارة الشقيقة بقرية دميرة إحدى قرى محافظة الدقهلية عام 1920، وتعود أصول جده محمد بهاء الدين النقشبندى إلى بلدة بخارى بأذربيجان التى نزح منها إلى مصر والتحق بالأزهر الشريف، أما والده فهو أحد علماء الدين وشيخ مشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية، وقد استقر الشيخ النقشبندى بأسرته فى عام 1955 بطنطا ومنها ذاع صيته كأشهر المنشدين والمبتهلين فى كافة أنحاء الوطن العربى، وقد حصل اسمه على وسام الدولة من الدرجة الأولى عام 1979 بعد وفاته، وحصل اسمه أيضا على وسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1989، وكرمته محافظة الغربية التى عاش فيها ودفن بها عندما أطلقت اسمه على أكبر شوارع طنطا الممتد من ميدان المحطة حتى ميدان الساعة.

كان الرئيس أنور السادات من أشد المغرمين بابتهالات الشيخ سيد النقشبندى وكان يعتبره إماماً للمنشدين، ولهذا دعاه لحضور حفل خطوبة ابنته المقام فى استراحة الرئيس بالقناطر الخيرية، وكان من ضمن حضور الحفل الموسيقار بليغ حمدى الذى كان مقرباً وقتها من الرئيس السادات، ويروى تفاصيل قصة أول لقاء بين الحان بليغ وصوت الشيخ سيد النقشبندى الإذاعى وجدى الحكيم فيقول : " فى عام 1972 كان السادات يحتفل بخطبة إحدى بناته فى القناطر الخيرية، وكان النقشبندى موجودًا فى الاحتفال الذى حضره الملحن بليغ حمدى، وكنت حاضرًا هذا الاحتفال كمسئول فى الإذاعة المصرية، فإذا بالسادات ينادى لبليغ ويقول له : " عاوز أسمعك مع النقشبندى "، وكلفنى بفتح استديو الإذاعة لهما، وتحدث بعدها مع الشيخ النقشبندى فى الموضوع فقال لى ماينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة، حيث كان النقشبندى قد تعود على الابتهال دون موسيقى، وكان فى اعتقاد الشيخ أن اللحن يفسد حالة الخشوع التى تصاحب الابتهال، وختم كلامه معى قائلا : "على آخر الزمن يا وجدى هاغنى ؟ !"، وطلب منى الاعتذار لبليغ.

لكنى طلبت منه قبل أن يعتذر أن يستمع للحن الابتهال الذى لحنه بليغ حمدى، وطلبت منه أن ينتقل معى إلى الإستديو واتفقت معه على أن أتركه مع بليغ لمدة نصف ساعة ثم أعود، وأن تكون بيننا إشارة أعرف من خلالها إن كانت ألحان بليغ أعجبته أم لا؟"، فإذا وجدته خلع عمامته فإن هذا يعنى أنه أعجب بألحان بليغ، وإن وجدته مازال يرتديها فيعنى ذلك أنها لم تعجبه، وأتحجج بأن هناك عطلًا فى الاستوديو لإنهاء اللقاء، ونفكر بعدها فى كيفية الاعتذار لبليغ، ودخلت فإذا بالنقشبندى قد خلع العمامة والجبة والقفطان، وقال لى : " يا وجدى بليغ ده جن " وفى هذا اللقاء انتهى بليغ من تلحين ابتهال " مولاى إنى ببابك قد بسطت يدى " التى كانت بداية التعاون بين بليغ والشيخ النقشبندى، واستمر مشوار التعاون بينهما لينتج للمستمع روائع فريدة ومنها " أشرق المعصوم − أقول أمتى − أى سلوى وعزاء − أنغام الروح − رباه يا من أناجى − ربنا إنا جنودك − يا رب أنا أمة − يا ليلة فى الدهر− ليلة القدر − دار الأرقم − إخوة الحق، أيها الساهر − ذكرى بدر "، وأتذكر أن بليغ قال للشيخ النقشبندى فى أول لقاء تم بينهما : " ثق بى يا شيخ نقشبندى لأنى سوف أضع لك ابتهالات سوف تعيش 100 سنة قادمة، وصدق بليغ فيما قال وفيما توقع ".

من‭ ‬"حوار‭ ‬إذاعى‭ ‬لوجدى‭ ‬الحكيم‭ ‬" 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة