مصطفى يونس
مصطفى يونس


شهريار

الله يرحمنى

مصطفي يونس

الأربعاء، 17 فبراير 2021 - 09:12 م

أما بعد، فمهما كنت ذكيا، وقويا، فأنت فى حضرة أستاذة الأبالسة، وقائدة سرب الشياطين، حبها لك حياة، وغضبها عليك نكد وابتلاء، صمتها أمامك تدبير وتدمير، حنيتها معك خسارة وكمين.. فأنا كم قرأت روايات رجل المستحيل، وتابعت أفلام محمود المليجى وتوفيق الدقن وعادل أدهم، دخلت أقسام الشرطة عدد شعر رأسى، وكتبت آلاف الأخبار عن جرائم السرقة والقتل والاغتصاب والبلطجة، لكننى لم أتخيل لحظة أن أكون جبانا وخائفا مثل تلك اللحظة.. فبعد نشر مقالى السابق «مراتى فى القسم»، دخلت المنزل متسللا مثل اللصوص فى منتصف الليل.. اتجهت لغرفة النوم، ويادوب أشعلت الكهربا، لأجد زوجتى ماسكة بندقيتى الخرطوش وموجهة على رأسى، أنا «فى حالة ذهول»: هو فيه إيه.
هى: انت تشردني فى الجرنال بتاعكم، ولما تاخدنى تطلع لى فيش عايز تحبسنى وتعليقات أصحابك كلها تريقة.. مش انت روش وبتعرف تهزر، أنا حهزر معاك بطريقتى بقى.. وأنا أعصابى سابت، وركبى بتخبط فى بعضها، ونطقت الشهادة سرا، وقلت الله يرحمنى، فأنا الوحيد الذى أعلم أن البندقية بداخلها ٤ طلقات فى وضع الاستعداد بلا أمان، وأقل «تكة» بفتح التاء، سأتحول لقطع أكبرها مثل حبة الفول.. الموقف رهيب.. قلت لها : يا روحى ده شغل، ورئيس التحرير طلبه منى، مش قصدى أبدا أضايقك.
هى: خلى رئيس التحرير ينفعك
أنا: طيب استهدى بالله ونزلى البندقية
هى: مش هنزلها واتصل برئيس مباحث إمبابة قوله إنك هتموت دلوقتى
وكأن الوحى نزل فجأة، فقلت لها، نسيت أقولك : رئيس التحرير ادانى مكافأة ٣٠٠ جنيه علشان أجيبلك هدية الفلانتين.
هنا ابتسمت وقالت : نفدت بعمرك المرة دى، وألقت البندقية على الأرض، بس قول لرئيس التحرير بتاعك يزودها شوية دى متشتريش حاجة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة