"ابراهيم غانم" المدير الإقليمى لطيران الإمارات في مصر
"ابراهيم غانم" المدير الإقليمى لطيران الإمارات في مصر


حوار| المدير الإقليمي لطيران الإمارات: مصر سوق عالمي للسفر

محمد عبيد

الخميس، 18 فبراير 2021 - 06:57 م

«طيران الإمارات» هي واحدة من كبرى شركات الطيران في الشرق الأوسط والعالم تربطها علاقة غير عادية مع الشعب والمطارات والسلطات المصرية.

وأصبح لها بصمة كبيرة فى صناعة النقل الجوى لعدة أسباب.. منها أسطولها الكبير متعدد الطرازات.. الأعداد الكبيرة التى تنقلها يوميا بين مختلف دول العالم.. كذلك الأطقم الكبيرة متعددة الجنسيات التى تعمل بها.. واستخدامها لأكبر طائرة ركاب على مستوى العالم.. إنها الخطوط الجوية الإماراتية.. لذلك أجرينا هذا الحوار مع إبراهيم غانم المدير الإقليمى لطيران الإمارات فى مصر وليبيا.. والمسئول الأول عن الشركة بالقاهرة.. لمعرفة آخر تطورات صناعة النقل الجوى لديهم خاصة فى ظل أزمة «كورونا» التى أثرت بشكل كبير على صناعة النقل الجوى على مستوى العالم. 

 

- كيف ترى العلاقة بين دولتي مصر والإمارات في الفترة الماضية؟

فى البداية نحن لا نعلق على العلاقات الحكومية الدولية، إلا أن كلا البلدين يتمتعان بعلاقة أخوية تحقق المصالح المشتركة، وشكلت الجهود التى بذلتها كلا الدولتين فى قطاع الطيران للمساعدة فى تسهيل عمليات السفر، سواء رحلات الركاب أو الشحن أو الأعمال أو زيارة الأصدقاء والأقارب، أمراً حيوياً أسهم فى تحفيز الطلب على السفر، وفتح الممرات التجارية، وكذلك ربط المواطنيين، وينعكس هذا العمل بشكل مباشر فى السعة المقعدية من وإلى القاهرة وكذلك أحجام البضائع المنقولة بين البلدين.

نقلنا‭ ‬8‭ ‬ملايين‭ ‬راكب‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الرحلات إلى‭ ‬مصر‭ . ‬ولدينا‭ ‬صالة‭ ‬خاصة‭ ‬بمطار‭ ‬القاهرة

جذب السياحة الدولية

- نود أن نعرف ما هو حجم استثمار الناقلة في مصر؟

تحظى طيران الإمارات بعلاقة طويلة الأمد مع مصر، فهى ليست نقطة إقليمية مهمة فحسب، بل أيضاً سوقاً عالمياً رئيسياً لنا، وطيران الإمارات تشغل رحلات «من/ إلى» القاهرة منذ أكثر من 35 عاماً، ونقلت 8.25 مليون مسافر من بداية عملياتها حتى ديسمبر 2020، وفى عام 2018 افتتحنا صالة مخصصة للدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال فى مطار القاهرة الدولي، ما جعلها أول صالة لنا فى منطقة شمال أفريقيا باستثمارات قدرها 3.6 مليون دولار، مما يوفر للركاب المميزين رحلة سلسة وممتعة وعلاوة على ذلك قدمنا فى عام 2019 طائرة A380، وهى تجربة يتطلع إليها العملاء على مستوى العالم.

ونتطلع إلى مواصلة المساهمة فى صناعة السياحة فى البلاد بطريقة هادفة، وجذب السياحة الدولية وزيادة فرص التجارة، بالإضافة إلى ربط المصريين بدبى وبقية العالم، من خلال شبكتنا المتنامية.

كما أن لدينا أيضاً مكتبين فى القاهرة، أحدهما فى المهندسين والآخر فى مصر الجديدة.

- كم عدد الرحلات التى تشغلها طيران الإمارات «من وإلى» المطارات المصرية؟

فى الوقت الحالى تشغل طيران الإمارات حالياً 23 رحلة أسبوعياً إلى مطار القاهرة الدولي، باستخدام طائراتها من طراز B777 وA380.

- هل تخطط الشركة لتشغيل خطوط جديدة فى مصر قريباً؟ ولماذا لا تقوم طيران الإمارات برحلات إلى مدن سياحية مثل شرم الشيخ أو الغردقة؟

ليس لدينا فى الوقت الحالى أى خطط للعمل فى نقاط أخرى فى مصر، نعتقد أن القاهرة تقدم إمكانات هائلة وفى المستقبل المنظور، سنركز جهودنا على هذا المسار. بالإضافة إلى ذلك، توفر شراكتنا مع فلاى دبى اتصالاً سلساً بنقاط أخرى فى مصر مثل الإسكندرية.

التحسينات الجديدة 

- ما رأيك فى التحسينات الجديدة التى شهدتها فى المطارات المصرية؟

حقق مطار القاهرة الدولى تقدماً كبيراًعلى صعيد تلبية متطلبات المسافرين الدوليين وشركات الطيران، ومن أجل إبراز البنية التحتية للمطار، قامت طيران الإمارات فى أكتوبر 2019 بتشغيل طائرتها الرائدة A380 ذات الطابقين إلى مطار القاهرة الدولي، مما سلط الضوء على استعداد المطار لدعم عمليات A380 المنتظمة.

مصر أحد الأسواق الرئيسية لطيران الإمارات، ونعمل عن كثب مع السلطات المحلية لضمان تقديم أفضل تجربة ممكنة على الأرض لركابنا، وفى عام 2018، قدمنا صالة الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال، مما يعزز التطورات الحديثة للبنية التحتية للمطار لدعم معايير الخدمة والمنتجات والخدمات العالية فى طيران الإمارات.

- كيف تقيّم طيران الإمارات السوق المصرى وإعدادها للمسافرين؟

كما ذكرت سابقاً، تعد مصر سوقاً مهماً ورئيسياً لطيران الإمارات. استأنفنا عملياتنا إلى القاهرة فى شهر يوليو، تماشياً مع فتح الأجواء. كما تتوافق إجراءات السلامة المطبقة فى مطار القاهرة الدولى مع المعايير العالمية والتوجيهات التى تحددها السلطات الصحية.

كما طبقت طيران الإمارات أيضاً مجموعة شاملة من الإجراءات فى كل خطوة من رحلة المسافر، الأمر الذي من شأنه ضمان سلامة عملائنا وموظفينا على الأرض وفى الجو، ويتضمن ذلك توزيع علبة مستلزمات الوقاية والنظافة على جميع المسافرين بشكل مجاني، والتى تحتوى على كمامات وقفازات ومعقم لليدين ومناديل مضادة للبكتيريا.

- ما هو حجم استثمارات الناقلة وكم عدد الطائرات التى تمتلكها بشكل عام؟

وفقًا للنتائج السنوية 2019-2020، أعلنت طيران الإمارات عن أرباح بلغت 1.1 مليار درهم إماراتى (288 مليون دولار أمريكي)، بزيادة قدرها 21٪ عن العام السابق. وانخفض إجمالى إيرادات طيران الإمارات بنسبة 6٪ إلى 92 مليار درهم (25.1 مليار دولار أمريكي)، بسبب إغلاق مدرج مطار دبى الدولى وأزمة كوفيد19 فى الأرباع الأخرى من 2019-2020.

 

وتنقل طيران الإمارات حالياً ركابها باستخدام جميع طائراتها من طراز بوينج 777 التى يزيد عددها عن 150 طائرة إلى أكثر من 100 وجهة حول العالم.

 

- كيف ترى الخطوط الإماراتية تأثير «كورونا» على قطاع الطيران والنقل؟

إنها أسوأ أزمة شهدناها على الإطلاق فى هذا القطاع، ومع ذلك فقد تمكنّا دائماً من إيجاد حلول لتسهيل سفر الركاب.

لقد كان الموقف الذى اتخذته طيران الإمارات بمثابة الركيزة التى أرست أساس جهودنا للتعافى، وقد عمل الجميع فى الشركة بجهد إضافى خلال بعض الأوقات الصعبة، حيث ابتكرنا عمليات وتقنيات جديدة، وأخيراً بدأنا نرى الضوء فى نهاية النفق. ويُعد طرح اللقاحات نقطة البداية المثالية لاستعادة الأنشطة الاقتصادية والتعافى فى نهاية المطاف. وبدون شك، سيكون الطريق صعباًفى ظل حالة الضبابية، إلا أن مرحلة إعادة التشغيل بشكل كامل أصبحت وشيكة.

- ما هى خسائر الناقلة جرّاء الجائحة؟

نتيجة للتداعيات السلبية الشديدة لجائحة كوفيد19 على العمليات، شهدت الناقلة انخفاضاً كبيراً فى الطلب وتراجعاً كبيراً فى الإيرادات وخسائر تشغيلية كبيرة.

كنا نقدّم أداءً قوياً حتى تصاعدت حالة الجائحة بسرعة، الأمرالذى أدى إلى انتشار القيود المفروضة على السفر وتعليق رحلات الركاب، وفى النتائج نصف السنوية 2020-2021 التى تم الإعلان عنها فى نوفمبر، انخفضت عائداتنا بنسبة 75٪ لتصل إلى 11.7 مليار درهم إماراتى (3.2 مليار دولار أمريكي) وخسائر قدرها 12.6 مليار درهم إماراتى (3.4 مليار دولار أمريكي)، وتم دعم مصادرنا للدخل بشكل أساسى من خلال عمليات الشحن.

ومثل شركات الطيران الأخرى، انخفض دخلنا بشكل كبير بسبب توقف عمليات شركات الطيران قسرياً، وبالإضافة إلى ذلك يتعين علينا احترام إلغاء الحجز، ودفع المبالغ المستردة، ونتوقع فترة من إعادة بناء الطلب ببطء مع الرفع التدريجى للقيود المفروضة على السفر واستعادة الشركات والعملاءالثقة فى السفر.

نفذنا‭ ‬أول‭ ‬ابتكار‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬‮«‬المسار‭ ‬البيومترى‮»‬‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬لعدم‭ ‬تلامس‭ ‬المسافرين

المسار البيومترى 

- ما هى خطة الناقلة للتعافى من تداعيات الجائحة؟

طبقت طيران الإمارات مجموعة متنوعة من الإجراءات عبر كل نقطة اتصال فى رحلة المسافر، تتضمن توفير علبة مستلزمات الوقاية والنظافة المجانية لجميع الركاب فى كل مكتب تسجيل وصول، كما تم تجهيز مكاتب إنجاز إجراءات السفر بشاشات واقية مضادة للميكروبات لتوفير مزيد من طمأنة السلامة للمسافرين والموظفين أثناء التفاعل، كما تم تجهيزالطاقم على متن الطائرة بالكامل بمعدات الوقاية الشخصية، وللحفاظ على أعلى معايير السلامة والنظافة، أضافت طيران الإمارات مساعد خدمة المقصورة إلى الطاقم التكميلى على الرحلات التى تزيد على 1.5 ساعة لضمان تنظيف المراحيض على فترات متكررة كل 45 دقيقة.

وعلى الأرض، قمنا أيضاً بتنفيذ أول ابتكار فى العالم مثل «المسار البيومتري» من خلال التعرف على الوجه وقزحية العين فى مطار دبى الدولي، مما يوفر تجربة لا تلامسية للمسافرين، وقد قمنا بتسريع تنفيذ هذه التقنيات مع مراعاة صحة وسلامة الركاب.

تعد طيران الإمارات أيضًا أول شركة طيران تقدم تأمين السفر متعدد المخاطر مع تغطية كوفيد 19 للمسافرين، الذين سيتم تغطيتهم تلقائياً عند حجز تذكرة من 1 ديسمبر، حتى يناير 2021، دون أى تكلفة على العميل.

وقامت طيران الإمارات أيضاً بمراجعة سياسات الحجز لديها لمنح الركاب مزيداً من المرونة والثقة فى التخطيط لسفرهم، يمكن للعملاء الذين يشترون تذكرة طيران الإمارات للسفر فى أو قبل 31 مارس 2021 الاستمتاع بشروط وخيارات إعادة الحجز، إذا كان عليهم تغيير خطط سفرهم، كما يتوفر للركاب خيارات لتغيير تواريخ سفرهم أو تمديد صلاحية التذاكر الخاصة بهم لمدة عامين.

- هل تتوقع موجة ثانية يمكن أن تؤدى إلى إغلاق عالمى مثل الموجة الأولى؟

لقد حدثت الموجة الثانية بالفعل فى بعض البلدان، ونرى حدودها قريبة فى بعض الأماكن، ويتم وضع قيود سفر صارمة... فجائحة كوفيد19 لم تنته بعد، ولكننا جميعاً نتعلم كيف نتعامل معها، سواء على مستوى الدولة، أو داخل الشركات والقطاعات، أو فى حياتنا كأفراد، وبينما يتكيف العالم مع الجائحة، فإن طيران الإمارات متفائلة بإطلاق اللقاح، وعودة الطلب على السفر تدريجياً.

- متى تتوقع عودة شركات الطيران إلى وضعها الطبيعي؟

لا يمكننا التحدث عن شركات الطيران الأخرى، إلا أننا فى شركاتنا نواصل العمل عن كثب مع السلطات الدولية والمحلية لاستئناف عمليات نقل الركاب بشكل مسؤول وتدريجى لتلبية الطلب على السفر، مع وضع صحة وسلامة ركابنا وطاقمنا والمجتمعات التى نخدمها على رأس أولوياتنا دائماً.

اليوم، نخدم 100 وجهة عالمية، مع اتصالات آمنة ومريحة عبر مركزنا فى دبى للعملاء الذين يسافرون بين الأمريكيتين وأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ. ويمثل العدد الإجمالى للوجهات التى نديرها اليوم حوالى 70٪ من شبكتنا قبل الجائحة. ونهدف إلى استعادة شبكتنا بالكامل بحلول صيف 2021.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة