محمود الجوهري
محمود الجوهري


ذكرى ميلاد الجوهري| مذكرات «الجنرال» عن خطة الصعود لمونديال 90

عمر البانوبي

السبت، 20 فبراير 2021 - 06:56 م

تحل اليوم، 20 فبراير 2021، ذكرى ميلاد محمود الجوهري المولود في القاهرة يوم 20 فبراير من العام 1938، ليصبح أيقونة لكرة القدم المصرية بمشوار حافل بالإنجازات بدأ من النادي الأهلي وانتهى إلى قمة المجد كأنجح وأفضل مدير فني عربي في التاريخ.

ويظل إنجاز الصعود لكأس العالم 1990 أحد أهم الإنجازات التي ارتبطت باسم محمود الجوهري في وجدان جمهور الكرة المصرية.

ولكن ماذا كتب محمود الجوهري نفسه عن خطة عبور الجزائر إلى المجد والصعود لنهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا للمرة الأولى منذ عام 1934.. هذا ما تكشفه أوراق من مذكرات الجنرال لملحق آخر ساعة قبل 29 سنة.

يروي الجوهري :"انطلاقتي الحقيقية بدأت مع الخبير الألماني ديتمار كرامر أحد صناع نهضة بايرن ميونخ وألمانيا الغربية عموما بكرة القدم، كرامر أشرف على الكرة المصرية في منتصف السبعينات.. كنا نواجه مشاكل جمة في مواجهة فرق شمال إفريقيا بسبب لاعب الارتكاز، مركز عانينا من ندرته في مصر وطرق اللعب وقتها لم تسعف وجوده بالملعب، تعلمت منه الكثير والكثير و دونت منه كُراس كامل أثناء مساعدته بتدريب الاتحاد السعودي".

 وأضاف "كنا لا نزال نتبع النظرية الإنجليزية القديمة kick and run، أكبر كم من المدافعين والمهاجمين مع تهميش نصف الملعب، الخبراء الفرنسيين والإيطاليين غزوا شمال القارة، أنتجوا وحوشا تلعب في منتصف الملعب ليس لها أدنى أهمية سوى قطع الكرات ومراقبة صناع اللعب والمهاجمين، التدخل أحيانا بقسوة على القدمين، قبل أن نكتسح القارة في الثمانينات مؤخرا باختراع (ناندور كالوتشاي - مجدي عبد الغني).. (مايكل إيفرت- إسماعيل يوسف) في مواجهة وحوشا مثل ماكانكي بالكاميرون".

ويتابع جنرال الكرة المصرية  عن أزمة منتصف الملعب "كانت تلك نقطة قوة التوانسة تحديدا، اثنان في منتصف الملعب قادرين على شل حركة (محمود الخطيب - حسن شحاتة - فاروق جعفر - مختار مختار)، توالت الهزائم التونسية حتى ترسخت عقدة، لم أنس هذه النظرية حتى مع تولي مهمة تدريب منتخب مصر و وقوعي في طريق انتهى بمواجهة الجزائر بعيدا عن نسور قرطاج".

يوضح رؤيته:  "ينقصنا في مصر فقط الدراسة و المذاكرة، الأمور كانت تُجرى بصورة فهلوية، كادت الكرة المصرية تأخذ مسارا نحو الانحطاط لولا تدخل عبده صالح الوحش ومايكل سميث خلفه، هنا بدأت خطة الإعداد لفريق قومي سليم يمكنه التأهل لكأس العالم".

ويتابع:  "كل هذا مثل ضغطا فوق الضغوط الملقاة على عاتقي، لم أعد أملك الخطيب وعماد سليمان، مطالبات عدة لعودتهما من الاعتزال الدولي ومعهما المجري مصطفى عبده.. طاهر أبو زيد إصابة ركبته أثرت على مستواه.. بدأت في الاعتماد على عناصر خارج الأهلي والزمالك.. واجهت العديد من الانتقادات وطلب الرحيل حتى بعد أن وصلت للمرحلة النهائية و لم يتبق سوى عبور محاربي الصحراء".

"مباراة الذهاب بقسنطينة انتهت بالتعادل السلبي، الجميع ظن أننا سنخرج بنتيجة كارثية منها، لم يبق على إتمام مهمة العبور - يوم السابع عشر من نوفمبر لعام تسعة وثمانين - سوى خطوات قليلة، تتطلب قبلها شحن المعنويات وإلقاء أحدهم لدرس لا ينساه".

"خروجنا من تصفيات سول 1988 في قلب القاهرة بهدف جمال الإمام لن ينسى، قررت تظيم معسكر بتونس من 2 حتى 8 نوفمبر، خبرتي كضابط سابق بالقوات المسلحة فرضت سرية تامة على مهمتنا خوفا من جواسيس المنتخب الجزائري".

"وفي المقابل نجح حمادة إمام وحازم كرم في مهمتهم السرية بمراقبة كل تفصيلة لخطط كرمالي الشرسة في معسكر الجزائر بإيطاليا و نقل لي تفاصيل اللقاء الودي كاملا مع إيطاليا والذي انتهى بفوز المضيفة بهدف".

يشير إلى أن : "كل غريب في الفندق مشتبه به ينبغي طرده مباشرة دون الاستماع لأعذاره و أحجيته، تونس قبل أن تلعب المباراة أعلم جيدا أنها ستواجهني بخطة هجومية لتجربتها من أجل تعويض هزيمتها أمام الكاميرون في التصفيات النهائية بهدفين دون رد، أما أنا فخطتي تقتضي الهجوم أيضا للفوز على الجزائر بهدفين على الأقل دون رد".

"وسط هذا التضارب الخططي أقيمت المباراة، كنت أعلم أنها ستنتهي بهزيمة قاسية لأحد الفريقين، فعمدت أن أوازن الدفاع بالهجوم، بالإضافة لعدم إذاعة المباراة خوفا من ردود الأفعال".

"واجهت الهجمات التونسية المكثفة في بداية الشوط الأول بالدفاع المحكم، سيناريو مضاد لفكري ولكنه قد يكون مفيدا من أجل تضليل عيون جواسيس الجزائر، لعبت على المرتدات، أنهيت الشوط الأول بهدف لأحمد الكاس".

"فاجأت كل من في الملعب بالهجوم في الشوط الثاني، في علم كرة القدم لكي تفاجئ خصما ارتدي قمصانه (بمعنى أوضح ألعب بنفس خطة لعبه)، سجلت ثلاثا أخرى لجمال عبد الحميد وأحمد رمزي وطاهر أبو زيد".

"وقفت على خط المباراة مرعوبًا، أدخن السجائر بشراهة، اللاعبون انتابتهم غمرة الفرح وكذلك الدكة، لم يفهمني سوى سمير عدلي، فنقلت إليه إحساس المسؤولية، لم ننتصر على تونس من قبل برباعية، فما بالك على أرضها التي أذلتنا عليها من قبل وحرمتنا من وصول إلى كأس العالم، و أنا على مشارف كأس العالم أيضا".

"الخبر نقل للإذاعة والشارع المصري فاستقبلوه بفرحة ولكن مشوبة بالحذر..!".

"حاصرت اللاعبين، اجتمعت بهم جميعا في غرفة وكلي غضب وصياح، لا شئ سوى الصلاة ودعوة الله أن يحمينا ويصرف عنا شر الغرور، اللاعبون رأوا قائدهم جمال عبد الحميد يبكي و يتضرع، فالكل انساق خلفه، اطمأننت لخطتي بأنها على الطريق الصحيح، الشحن مثالي، وبعض الأغاني الوطنية بالأوتوبيس والطيارة ستفي بالغرض، الطريق لإيطاليا ممهد بعون الله".

 

"بالمناسبة، المسؤولون عن الكرة بتونس جمعوا كل المدربين بالدوري و المنتخبات الوطنية لديهم، لألقي لهم محاضرة عن أحدث طرقي في التكتيك الكروي، أشبع ذلك غروري وأحسست بردي لنكساتنا أمامهم، أخفيت هذا اللقاء عن اللاعبين كي لا يتسرب لنفوسهم غروري".
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة