جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

السـاحرة الصـغيرة.. بين «كورونا» والفساد!!

جلال عارف

السبت، 20 فبراير 2021 - 07:32 م

كرة القدم فى العالم كله تعيش أزمة طاحنة. كل الأندية "وخاصة حيث بطولات الدورى الأكثر شهرة".

أصابتها لعنة كورونا التى ضربت الموارد المالية للأندية فى مقتل بغياب الجماهير وتراجع العائدات من نقل المباريات وغيرها من الأنشطة.

الأندية الكبرى كان تأثرها أكبر، حيث النفقات هائلة وأجور اللاعبين والمدربين وصلت إلى أرقام خيالية، ومحاولات تخفيضها بعد أزمة كورونا لم تنجح كثيرا. والنتيجة أوضاع غير مستقرة خاصة فى الأندية الكبري، ومعاناة فى عقد صفقات جديدة تسد الثغرات فى صفوف الفرق التى تصارع على البطولات، والخشية من أن تسوء الأحوال أكثر إذا طالت الأزمة واستمرت "كورونا" فى فرض سيطرتها على أوجه الحياة لزمن يتجاوز كل التقديرات.

الأزمة التى تعيشها اللعبة الشعبية الأولى فى العالم فى زمن كورونا دفع الكثيرين إلى مراجعة الموقف إنطلاقاً من زاوية أوسع للرؤية تقول إن أزمة الكرة ليست فقط بسبب الوباء، وإنما سر الأزمة الحقيقى يكمن فى النظام الذى يحكم كرة القدم فى العالم، والذى نقلها خلال السنوات الماضية لتصبح − قبل كل شئ − نشاطاً ضخماً فى عالم "البيزنس" حيث يتحكم المال وتنفق المليارات ويصبح حديث الصفقات أعلى من قيم الرياضة!!

ومع تجاوز حقيقة أن الفساد اقتحم أسوار الاتحاد الدولى "الفيفا" والأموال المشبوهة تحكمت فى أندية كبرى، فإن الأزمة الراهنة جعلت خبراء الكرة يسألون: هل يمكن أن تستمر هذه الأوضاع تحكم اللعبة الشعبية الأولى لتقودها إلى طريق قد تكون نهايته أن تتحول كرة القدم إلى ما يشبه عالم المصارعين المحترفين التى تبتعد عن الرياضة لتصبح جزءاً من عالم المال والمراهنات، ولتتحول رياضة الفقراء ومتعة الملايين إلى سلعة فى سوق "البيزنس" نرى معها الأسعار الخرافية لانتقال وبيع اللاعبين، والأموال الخرافية التى تنفق لتنظيف الثروات المشبوهة أو الأنظمة الفاسدة بشراء الأندية أو شراء تنظيم كأس العالم أو احتكار بث المباريات فى رياضة الفقراء.

كرة القدم العالمية تعيش أزمة طاحنة فى ظل أزمة كورونا. أندية العالم الكبرى تعانى. لم تعد تستطيع أن تدفع مائة مليون دولار سنويا للاعب حتى ولو كان "ميسى" أو تشترى لاعباً بأكثر من مائتى مليون دولار حتى ولو كان "نيمار".  قد تعود الجماهير والإيرادات بعد انحسار الوباء، لكن سيبقى تعافى كرة القدم باستعادتها من سطوة "البيزنس" وتسلل الفساد، لتبقى متعة الملايين التى توفر لها التمويل المعقول.. وليس المشبوه أو الفاسد!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة