الأوبرا
الأوبرا


عبد الدايم : ثروت عكاشة صنع استراتيجيات تكاملية أدت لنهضة إبداعية

نادية البنا

الأحد، 21 فبراير 2021 - 12:34 ص

السيمفوني يعزف مؤلفات فاجنر فى افتتاح احتفالات الثقافة بمئوية ثروت عكاشة

أطلقت الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة فعاليات الاحتفالات بمئوية الدكتور ثروت عكاشة أحد أهم رواد الثقافة المصرية ووزيرها الأسبق، والتي تتواصل طوال العام الجارى، واستهلت بحفل لأوركسترا القاهرة السيمفونى أقيم على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور مجدي صابر، رئيس وذلك بحضور السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والدكتورة درية شرف الدين، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، ونجلا الراحل محمود ونورا وشقيقه الدكتور أحمد عكاشة، المفكر السياسي الدكتور مصطفي الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، وعدد من أعضاء مجلس النواب وقيادات وزارة الثقافة.

قالت عبد الدايم إن الراحل الدكتور ثروت عكاشة فارس الثقافة يمثل وجهًا جميلاً لمصر وعبقرية خالدة أعادت صياغة وجدان المصريين باعتباره أحد أهم رواد الثقافة في العصر الحديث والذى ستظل إنجازاته علامات مضيئة فى تاريخ الإبداع، فهو من أدرك بعمق أهمية الإبداع في استكمال بناء الحضارة، فحرص على تأسيس كثير من الهيئات التنويرية مثل المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ( المجلس الأعلى للثقافة حاليًا)، الهيئة العامة للكتاب، دار الكتب والوثائق القومية، أكاديمية الفنون بمعاهدها الفنية المتخصصة، وأسس أوركسترا القاهرة السيمفوني وفرق الموسيقي العربية، السيرك القومي ومسرح العرائس، كما أنشأ قاعة سيد درويش، ووجه اهتمامه للآثار المصرية، حيث وضع الأساس لمجموعة متاحف هي من أعظم المتاحف للآن، كما بدأ تقديم عروض الصوت والضوء وكان له دور وطني بارز من خلال إقناع المؤسسات الدولية في العمل على إنقاذ معبدي فيلة وأبوسمبل والآثار المصرية في النوبة حفاظًا عليها من الضياع أثناء بناء السد العالي.

وتابعت أن الراحل الدكتور ثروت عكاشة قصة إبداع جديرة بالتأمل خاصة أنه كان أحد أبطال ثورة يوليو ولا يجيد فقط التعامل مع السلاح والخطط الحربية وإنما مفكر موسوعي، ومبدع موسيقي وفنان تشكيلي وأديب مفوه، وجميعها جعلته واحداً من أهم مشاعل التنوير عبر تاريخنا المصري العريق هذا إلى جانب الوقار والإنسانية والقدرة على القيادة وعمق الرؤية، فقد شاءت الأقدار أن يحمل على عاتقه إعادة تشكيل وعى المجتمع بعد يوليو 1952 وبناء شخصيات قادرة على إدراك أهمية الفكر والفن فى تأسيس وطن جديد، ولذلك عمل على إرساء دعائم السياسات الثقافية ذات المنهجية الواضحة ونجح في صنع استراتيجيات تكاملية أدت لنهضة إبداعية عظيمة.

واستعرضت برنامج احتفالات وزارة الثقافة بمئوية الدكتور ثروت عكاشة والتى تستمر طوال عام 2021 وتشمل مؤتمراً بعنوان "ثروت عكاشة.. فارس الثقافة المصرية" بالمجلس الأعلى للثقافة في أبريل، مؤتمراً بالمركز القومي للترجمة في أكتوبر لمناقشة ما ترجمه الراحل من أعمال، مجموعة من الندوات المتنوعة التي تتناول سيرة الدكتور ثروت عكاشة من أهمها ثروت عكاشة بين الثقافة والسياسة - دور ثروت عكاشة في إنقاذ معبد أبو سمبل - مؤسسات وزارة الثقافة التي انشاها ثروت عكاشة وغيرها وتعقد في المجلس الأعلى للثقافة ومختلف قصور الثقافة بالمحافظات، احتفالية خاصة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، إطلاق جائزة ثروت عكاشة لترجمة الفنون السمعية والبصرية من اللغة العربية وإليها، تنظيم معرض مشترك بين قطاع الفنون التشكيلية والهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في أوائل شهر أبريل يتناول مجال الفن التشكيلي في فترة ثروت عكاشة ويصاحبه عرض لمجموعة من المستنسخات لوثائق مهمة في تلك الفترة، وإصدار الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية والهيئة المصرية العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة الكثير من المطبوعات عن الراحل، احتفالية كبري في أكاديمية الفنون لجيل كبار العازفين والفنانين الذين عاصروا فترة الدكتور ثروت عكاشة، احتفالية كبري في معبد أبو سمبل خلال شهر سبتمبر بالتعاون مع عدد من الوزارات والهيئات، كما يقوم صندوق التنمية الثقافية بتقديم فيلم وثائقي للفنان حسين بيكار يدور حول توثيق خطوات نقل معبد أبو سمبل في شهر ابريل واحتفالية كبرى ينظمها قطاع الإنتاج الثقافى تقام فى مسرح البالون، كما سيتم عرض الحلقات التي رواها الراحل تحت عنوان "عين تسمع وأذن ترى" بالتعاون مع مؤسسة الشروق برئاسة إبراهيم المعلم، وقدمت الشكر لمؤسسة الشروق على هذه المشاركة.

وأكدت وزيرة الثقافة أن العبقرية التي امتلكها الدكتور ثروت عكاشة كمفكر عظيم، وكذلك سماته الشخصية المتفردة فضلاً عن مواهبه الإبداعية المتعددة، جميعها عوامل أسهمت في صنع ثقافة مصرية خالصة تستند إلى الهوية الوطنية وتعتمد على أسس من الوعي الفكري المستنير، وقالت إن الاحتفال بمئوية هذا العملاق يعد ملحمة نبحر خلالها في إسهاماته الثرية التى شكلت مضمار العمل الثقافي وننهل من فيض إبداعاته وأفكاره، وقدمت التحية إلى روح الدكتور ثروت عكاشة صانع نهضة الثقافة فى مصر وصاحب الإنجازات العريقة على صعيد البنية المؤسساتية الثقافية والتي ستظل شاهدة على إخلاصه وعطائه إلى الأبد.

كما كرمت وزيرة الثقافة اسم الدكتور ثروت عكاشة، حيث سلمت درعا تذكاريًا خاصاً بالاحتفال بمئوية الراحل لابنته الدكتورة نورا امتنانًا وعرفانًا بعطاءاته الخالدة في تاريخ الثقافة المصرية.

من جانبه وجه الدكتور أحمد عكاشة الشكر والتحية لوزارة الثقافة والوزيرة الدكتورة إيناس عبد الديم على الاحتفال بمئوية ميلاد الدكتور ثروت عكاشة من خلال برنامج متنوع، وأوضح أن الراحل كان مثقفاً موسوعياً ينظر للثقافة والفنون بنظريته الخاصة التى تعتمد على أن العين تسمع والأذن ترى، مشيرًا إلى أنه العسكري الذي امتزجت إبداعاته في الكتابة بين الرومانسية والواقعية، حيث اتسم بالعديد من السمات المتنوعة منها الانضباط وحرية تذوق الثقافة والفنون، الصرامة والمرونة، الانعزال والانبساطية في التعامل، وكان محبًا للفكاهة على العكس من تجهم كان يظنه البعض فيه، ومدمن للمعرفة، ويألف نشوة الإنجاز والبعد عن الإعلام والخجل، وأشار إلى أن الراحل ترجم أول كتاب له في سن ٢٢ عامًا، وتميز بأسلوب خاص في الكتابة، حيث أطلق عليه الفنان حسين بيكار لقب مايسترو ثقافة العين والأذن وصاحب دقة التعبير وأناقة العبارة َورشاقة الكلمة ونبل المذاق ووصفه كحقل معجمي عريق.

ووجه الدكتور مصطفي الفقي الشكر لوزيرة الثقافة على اهتمامها الكبير بإقامة فعاليات للاحتفال بمئوية الراحل الكبير، مؤكدًا أنه كان ولا يزال يمثل قيمة كبرى ورائدًا لاينسى في تاريخ الثقافة والحياة المصرية، وليس أروع من أن تعتبره منطمة اليونسكو أحد العلامات المضيئة في صون الآثار والتراث المصري باسهاماته في إنقاذ آثار النوبة باتصالاته الدولية من الضياع أثناء بناء السد العالي وبما لا يتعارض مع متطلبات التنمية آنذاك، وأضاف أن الراحل الكبير ارتبط كثيرًا بمصر الثورة والرئيس الراحل عبد الناصر ارتباطاً وثيقًا كمفكر كبير ومبدع بارع ومثقف يتسم بعمق الوعي الثقافي، فهو الرجل الذي قال "العين تسمع والأذن ترى"، وتذكر الفقي العديد من المواقف الدالة على تحلي الراحل الكبير بصفات الأمانة والانضباط فكان يعطي كل شيء حقه ويحترم الجميع، فكان موسيقي وفنانًا تشكيلياً وعالمًا موسوعياً ومثقفاً رفيع الشأن، وأكد أن اسم الراحل الكبير سيظل كما كان علامة فارقة في تاريخ الثقافة المصرية، كما سيبقى متألقاً بين الأجيال الجديدة بعمق ثفافته وابداعاته على الصعيدين المحلي والدولي كذلك.

وكان الحفل قد بدأ بفيلم تسجيلى استعرض إنجازات الدكتور ثروت عكاشة وجهوده فى تاسيس الكثير من الهيئات الثقافية ودوره فى انقاذ الآثار المصرية ثم قدم اوركسترا القاهرة السيمفونى بقيادة المايسترو أحمد الصعيدى ومشاركة كورال اكابيلا مقتطفات من أشهر الأوبرات التى كتبها الموسيقار العالمى، وكان يعشقها ثروت عكاشة منها تريستان وإيزوالدا، الهولندي الطائر، وأساطين الغناء من نورمبرج، ولوهينجرين، وتانهاوزر إلى جانب افتتاحية احتفالية لقائد الحفل المايسترو أحمد الصعيدى.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة