ختان الإناث وصمة عار فى جبين المجتمع
ختان الإناث وصمة عار فى جبين المجتمع


الدولة تضمد جراح الفتيات| تجريم الختان.. وعقوبة بالسجن 5 سنوات

لمياء متولي- أميرة شعبان

الإثنين، 22 فبراير 2021 - 05:40 م

صرخات كثيرة واستغاثات متعددة لطالما أطلقتها الفتيات لانقاذهن من براثن جريمة الختان التى طالت الكثيرات منهن، لا يبالى الأهالى عادة بهذه الصرخات متوهمين أنها عادة تحمى بناتهن وتصونهن ولا يبالون بالآثار النفسية والصحية التى تتركها على الفتيات حتى لو فقدن حياتهن ضحايا لهذه الكارثة. 

ويأتي القانون وعقوباته ليصبح طوق النجاة من هذه الجريمة، ويكون رادعًا لكل من تسول له نفسه ارتكابها. 

«الأخبار» رصدت ظاهرة الختان وجهود الدولة فى محاربتها وآراء الخبراء تجاه الأثار التى تتركها على الفتيات. 

علماء‭ ‬دين‭: ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ ‬ما‭ ‬يجيز‭ ‬الختان‭ ‬

كان مجلس الوزراء المصرى قد وافق على تغليظ عقوبة جريمة الختان ونص التعديل فى المادة ) 242 مكررا( على أن يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات كل من أجرى ختانا لأنثى بإزالة جزء من أعضائها التناسلية أو سوى، أو عدل، أو شوه، أو ألحق إصابات بتلك الأعضاء، فإذا نشأ عن ذلك الفعل عاهة مستديمة، تكون العقوبة السجن المشدد، لمدة لا تقل عن 7 سنوات، أما إذا أفضى الفعل إلى الموت، تكون العقوبة السجن المشدد، لمدة لا تقل عن 10 سنوات. 

كما نص التعديل، فى هذه المادة على أن تكون العقوبة السجن المشدد إذا كان من أجرى الختان طبيبا أو مزاولا لمهنة التمريض، فإذا نشأ عن جريمته عاهة مستديمة تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن 10 سنوات، أما إذا أفضى الفعل إلى الموت تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن 15 سنة، ولا تزيد على 20 سنة. 

ووفقا لآخر الاحصائيات حول ختان الإناث فى مصر، فإن 91% من السيدات اللاتى سبق لهن الزواج من سن 14 إلى 42 سنة تعرّضن للختان، فى المسح الذى اجرى عام 2014 

وأكد المسح أن نسبة الفتيات اللاتى تعرضن للختان فى 2014 بين العمر 1−17 سنة 21%، وبين البنات من 16−17 نسبته 65%، ونسبة الأمهات اللاتى ينوين تختين بناتهن 37%، والمختتنات من الأمهات 18% لذا يجب العمل على أمهات البنات الصغيرة فى السن وتوعيتهن. 

وأشار أيضا إلى أن ارتفاع نسبة الختان واضح فى الوجه القبلى بين السيدات بنسبة حوالى 92%، وفى بورسعيد ودمياط النسبة أقل كثيرا من 15%. 

وبالنسبة للنسب فى المحافظات، فإن نسبة الختان فى دمياط 10% وبورسعيد 12% وهى نسبة بسيطة جدًا تستحق الدراسة، ونسبة الختان فى القاهرة 35%، والأعلى فى الوجه البحرى محافظة القليوبية 68%، وقنا أعلى نسبة فى الوجه القبلى. 

فى حين كان هناك انخفاض فى انتشار ختان الإناث فى الفئة العمرية )15−17 عاما( بأكثر من 13 فى المائة من 2008 إلى 2014. 

مناهضة الختان

وحملت مصر على عاتقها منذ عقود طويلة التصدى لظاهرة ختان الإناث، وفى هذه السطور نرصد إجمالا أبرز ما مرت به مصر عبر السنوات فى مناهضة ختان الإناث. 

وكانت البداية منذ أكثر من نصف قرن مع صدور قرار رقم 74 بحظر إجراء ختان الإناث فى مستشفيات ووحدات وزارة الصحة 

وتمر السنوات والجهود حتى جاء عام 2003 ووضع البرنامج الوطنى لمناهضة ختان الإناث، ثم تم توسيعه ليصبح "البرنامج القومى لتمكين الأسرة ومناهضة ختان الإناث" خلال الفترة من 2003 إلى 2011. 

وفى هذا العام صدر القرار الوزارى رقم 271 لسنة 2007 بمنع إجراء عمليات ختان الإناث. 

كان 2008 حدا فاصلا ففيه تم تجريم الختان بإضافة المادة 242 مكرر من قانون العقوبات المضافة بقانون الطفل رقم 126 لسنة 2008. 

وكان تم تغليط العقوبة بموجب القانون رقم 78 بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تجاوز سبع سنوات كل من قام بختان لأنثى، وتكون العقوبة بالسجن المشدد إذا نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة او اذا افضى الفعل الى الموت، كما صدرت الاستراتيجية القومية لمناهضة ختان الاناث 2016−2020. 

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أقر فى عام 2017 الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية وكان أحد أهدافها القضاء على ظاهرة ختان الإناث. 

كما صدر حكم المحكمة الدستورية العليا برفض الدعوى المقامة حول طلب وقف تنفيذ والغاء قرار وزير الصحة رقم 271 لسنة 2007 بمنع ختان الاناث. 

وفى 2019 تم اطلاق المبادرة الوطنية لتمكين البنات وضمن أهدافها إنهاء الممارسات الضارة التى تلحق بالفتيات والتى على رأسها ختان الإناث، وتأسست اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث. 

ووصولا للعام الحالى وافق مجلس الوزراء منذ أيام على مشروع قانون يتضمن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937، لتقرير عقوبة رادعة حيال جرائم ختان الإناث. 

ممارسات خطيرة

وفى هذا السياق، أكد الخبراء مدى خطورة عملية الختان عل الفتيات أنعكاسات ذلك عليهن فى المستقبل من الناحية النفسية، بالاضافة الى تحريم الدين الاسلامى لهذه الجريمة وأنها مجرد عادات وموروثات قديمة لدى المجتمع سيكون القانون الجديد وعقوبته رادعا لها.

فبداية يقول الدكتور ابراهيم رضا أحد علماء الازهر الشريف انه لايوجد فى الاسام ما يسمى بختان الاناث تماما،ولم يثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بختان واحدة من بناته، ولا يوجد اى نص من قريب أو بعيد يؤيد عملية الختان وما يردده البعض عن وجود أحاديث تؤيد ذلك فهى احاديث ضعيفة للغاية ولا يمكن أن نقيم بها اى دليل نهائيا، فهى مجرد عادة قديمة متوارثة وأكثر شيوعا فى الدول الافريقية.

ويضيف أن هذا الفعل يعد بمثابة الجريمة، فهو عمل اجرامى عنيف ضد الانثى، فالمتعارف عليه وما ورد ذكره فى التراث الاسلامى هو ختان الرجل وليس المرأة، وأكبر دليل على ذلك هو أن حتى الناحية الطبية لم تؤكد جدوى هذه العملية على اى فتاة، بل على العكس تماما فهناك العديد من الآثار السلبية التى تقع على الفتاة بعد القيام بهذه الجريمة.

ويشير الى أن اكثر المناطق التى تنتشر فيها عملية الختان هى القرى والريف المصرى أعتقادا منهم أنهم بهذه الطريقة يحافظون على عفة الفتاة، وهنا يجب أن نقول لأصحاب هذه المعتقدات انه أعتقاد خاطئ تماما، فالأسرة والتقويم الجيد والتربية السليمة هى التى تحافظ على الفتاة وتصونها وليس الختان.

تشوهات نفسية 

ويضيف الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسى أن جريمة الختان لا يمكن ان نحصى الاثار السلبية لها على الفتاة، فكثيرا من الحالات بسبب هذه العملية والمشهد الدموى الذى تتعرض له الفتيات فى سن صغيرة يترك أثره عليهن حتى بعد مرور عشرات الاعوام على هذه العملية.

ويشير الى أن هناك حالات تصاب بالهلع والاكتئاب والاضطراب الوجدانى وحالات أخرى تصاب بنوع من البرود العاطفى والخوف من الارتباط وحالات اخرى تتفاقم معها الآثار السلبية لتصل الى المطالبة بالتحول الجنسى من فرط الألم النفسى الذى مرت به جراء هذه العملية وقمت بالفعل بعلاج حالتين مماثلتين تعرضن لعملية ختان ومن شدة الام النفسى والأذى والضرر الذى تعرضن له وكأن هذا الأمر قد تسبب فى كرههن لأنفسهن ولكونهن أناث. 

ويقول أن التشوهات النفسية الناتجة عن عملية الختان يحتاج علاجها الى سنوات من أجل ان تتعافى الحالات مما يصيبها من اثار نفسية وعضوية لذا يجب ان يكون الوعى لدى الناس بمخاطر هذه العملية كبير خصوصا من الناحية النفسية ليتعرفوا على الضرر النفسى الذى يتسببن فيه لفتياتهم وهم يعتقدون انهم يقومون بحمايتهن فى الوقت الذى يدمرون فيه حياتهن والتى تحتاج فى بعض الحالات الى سنوات لاستعادة ثقتهن بأنفسهن مرة أخرى.

ويؤكد ان القانون الذى تم التصديق عليه لمعاقبة كل من يقوم بعملية الختان سيكون رادعا لهذه الجريمة فهو ينصف المرأة ويحافظ عليها وعلى حقوقها، فحان الوقت لعدم التكتم على هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها حتى يتم تغيير هذا المعتقد داخل العقول فى مختلف الأماكن.

حملات توعية

وتؤكد الدكتورة ليلى عبدالمجيد أستاذ الاعلام أنه منذ سنوات ماضية كانت هناك حملات توعية بمخاطر عملية الختان وكانت تخاطب كافة شرائح المجتمع خاصة المناطق الريفية، ولابد من اعادة هذه الحملات فى الوقت الحالى مرة أخرى برسائل جديدة عن طريق تنويهات وحملات تستضيف المتخصصين فى هذا المجال ليتحدثوا عن مخاطر عملية الختان من أطباء وعلماء الدين وهو مدخل اقناعى هام للغاية، خاصة وان دار الافتاء كانت قد أصدرت بيانا بتحريم هذه الجريمة، كما يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعى فى حملات التوعية خاصة انه اصبح لها تأثير كبير فى الوقت الحالى وهناك قطاعات كبيرة تستخدمه،خاصة وان الهدف من هذه الحملات تغيير فكر ومعتقد منذ سنوات طويلة لذا يجب ان تكون الحملات مكثفة ومستمرة من أجل تحقيق هدف التغيير.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة