ضريح الإمبراطور «همايون»
ضريح الإمبراطور «همايون»


كل ما تريد معرفته عن ضريح الإمبراطور «همايون» التاريخي

شيرين الكردي

الأربعاء، 24 فبراير 2021 - 09:53 م

تزخر الهند بالعديد من المعالم الأثرية التي اكتسبتها من الحضارات والسلالات التي حكمت البلاد على مر التاريخ حيث المغول والصينيون والاحتلال البريطاني ليخلف كلا من هذا بعضا من آثاره على أراضي الهند، بالإضافة للديانات المتعددة مثل الهندوسية والبوذية وغيرها التى خلفت ورائها أيضا معالمها السياحية والأثرية القديمة.

يقع ضريح همايون في حي نظام الدين في دلهي الشرقية، وهي أحد النماذج المعمارية الرائعة للمغولية، إذا ما شاهدت ضريح همايون، ستلاحظ أنه يشبه إلى حد كبير ضريح "تاج محل" في أجرا، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن ضريح همايون، كان مصدر إلهام التصميم المعماري التاج محل، كما أكدته مريم عبد المعبود باحثة في الآثار الاسلامية.

وتقول «عبد المعبود» ، أن تاريخ يعود بناء ضريح همايون إلى عام 1570، وبنى ليكون مدفن الإمبراطور المغولي الثاني همايون.

ويوصف الضريح بأنه الأول من نوعه في الهند، قبل أن تبنى أضرحة مماثلة على الطراز المغولي لأباطرة المغول في مختلف أنحاء الهند، ويحيط بضريح همايون حديقة جميلة مترامية الأطراف، تزيد من جاذبية الضريح وروعة تصميمه المعماري.

مهندس البناء

حسب روايات المورخين المعاصرين، هو من أصل إيراني عمل في خدمة بلاط أحفاد "تيمورلنك" في هراه ويدعي غياث الدين ميروك ميرزا، وقد سبق له تصميم بعض الأعمال المعمارية في هراه وبخاري، وبعض المدن في غرب الهند، لذا وقع الاختيار عليه ليقوم بتنفيذ العمل، لكن هذا المعماري توفي قبل إتمام البناء فتولي من بعده المسؤولية ابنه سيد محمد ميرك لينجز بناء الضريح وفقًا لتصميم والده.

ويرفض علماء الآثار الهنود الاعتراف بأن ميرك ميرزا الإيراني كان مهندس ضريح همايون أحد أهم المنشآت الإسلامية بالهند، ويرونه فقط مسؤولا عن تنفيذ البناء باعتباره المسؤول عن قطع الأحجار في عهد جلال الدين أكبر.

نبذة عن الضريح

ضريح السلطان المغولي همايون هو أول عمائر دولة مغول الهند وبداية مجموعة هائلة من الروضات والمساجد والقصور والقلاع رصع بها أباطرة المغول جبين الحضارة الإسلامية على امتداد شبه القارة الهندية.

تعرض الضريح للعديد من الأضرار على مر التاريخ كان أهمها خلال فترة تقسيم الهند بعد الاستقلال "1947" إلى دولة للمسلمين "باكستان" وأخرى للهندوس، إذ تم تحويل الضريح والحدائق المحيطه به إلى ملجأ للنازحين المسلمين الراغبين في الانتقال إلى باكستان خلال عامين تم خلالهما بناء جدران حول حجرة الدفن خوفا من تدميرها.

ثم فقدت حديقة تشار باج التى تحتل مساحة 13 هكتارا حول الضريح رونقها بعد تحويل العاصمة من دلهي إلى أجرا، وتدريجيا قام الفلاحون بزراعة الحديقة بالتبغ والملفوف، وهجر المكان وأصبح موحشا.

ثم تحول الضريح في بداية القرن الـ18 على يد قوات الاحتلال البريطاني إلى سجن حبس فيه بهارد شاه ظفر آخر أباطرة المغول في الهند.

الوصف المعماري

يحيط بالضريح حديقة كبيرة تصل مساحتها إلى 30 فدانًا، وقد تم تصميمها على الطراز الحدائقي الفارسي، التي تعرف باسم تشار باج أي الحديقة المربعة، وهي الحديقة الوحيدة من نوعها في روضات "أضرحة" الهند التى تتبع النظام الفارسي في تنسيق الحدائق، بينما الروضات التي شيدت بعدها اتخذت نظامًا هنديًا خالصًا في تنسيق الحدائق المحيطة بالأضرحة.

القاعدة أو الطابق الأرضي

شيد الضريح فوق منصة مرتفعة طول ضلعها 100، بكل ضلع من أضلاعها 16 حجرة تطل على الحديقة بسلسلة من العقود يتوسط كل عقد مدخل يؤدي إلى حجرة بها بعض التوابيت لأفراد من عائلة همايون أو أناس آخرون دفنوا فيما بعد وقد كسيت واجهات هذه المنصة بزخارف من الرخام الأبيض الملبس على الحجر الأحمر، قوامها أشرطة من زخرفة الجفت اللاعب المضفور، وأشكال هندسية.

ويتوسط كل ضلع من أضلاع هذه المنصة مدخل معقود يفضي إلى درج صاعد ينتهي بفتحة محاطة بدرابزين من الحجر الأحمر تؤدى الي سطح المنصة.

الضريح من الداخل

عبارة عن بناء مربع المسقط طول ضلعة 50 مترًا، يتكون من حجرة وسطي مثمنه يوجد المدخل في ضلعها الغربي أما الأضلاع الثلاث الأخرى فيتوسط كل منها نافذة وتعلوها قبة ضخمة و4 حجرات مثمنة الزوايا تعلوها قباب صغيرة محمولة على أعمدة.

للضريح 4  مداخل ضخمة يتوسط كل منها أحد أضلاع الضريح الأربعة، كما أن أرضية الضريح مكسوة ببلاطات على أشكال نجمية من الرخام الأسود على أرضية من الرخام الأبيض.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة