إنتصار دردير
إنتصار دردير


صباح الفن

تراث مصر السينمائي

إنتصار دردير

الجمعة، 26 فبراير 2021 - 05:57 م

لم تعد تكفي كل النوايا الطيبة لإقامة السينماتيك المصرى، فقد تعثر طويلا وظل حلما لحفظ تراث السينما المصرية بتاريخها العريق، بينما تحقق في بلدان عربية شقيقة لاتملك نصف تاريخنا السينمائي، ورغم دخوله حيز التنفيذ في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى الذي خصص قصرعمر طوسون مقرا له،وتمت الاستعانة بخبرات فرنسية لإقامته، إلا أن ثورة ينايرأطاحت بالمشروع، بعدما تقرر فصل وزارتي الثقافة عن الآثار،لتقوم الأخيرة باستعادة القصر وإهدار الفرصة الحقيقية الوحيدة التى لاحت لإقامته، ولايزال القصر مهجورا، وبرغم تعاقب عدد من وزراء الثقافة بعد فاروق حسنى إلا أنه ظل حلما لم يتحقق على أرض الواقع،وتحمست وزيرة الثقافة د.ايناس عبد الدايم خاصة مع استعادة الوزارة لأصول السينما التى كانت بحوزة وزارة الاستثمار، وصدور قرارمن مجلس الوزراء قبل أربع سنوات بإقامة السينماتيك داخل مدينة السينما، متضمنا متحف السينما،لكن لم يتحقق حتى الآن، ليظل السينماتيك مشروعا مرتبطا أيضا بالأرشيف الذي يتم فيه حفظ نيجاتيف الأفلام على مدى تاريخ السينما المصرية، غير أن 90 بالمائة من أصول السينما المصرية ليست مملوكة لها،بعدما قامت بشرائها فضائيات عربية .

في نفس الوقت تبرز مبادرات فردية ناجحة قام بها مؤخرا الباحث السينمائي سامح فتحي العاشق للسينما والذى يمتلك أكثر من ألفي أفيش أصلي، ونحو 1500 "برس بوك" الذى كان يصدر مع الفيلم ويضم معلومات كاملة عنه وعن فريق العمل به، وقد قام هذا الباحث الدؤوب بشراء الأفيشات على نفقته الخاصة،وقام بتحويلها الى نسخة ديجيتال لإقامة متحف يضمها، ويختص بمقتنيات السينما مثل العقود والوثائق الورقية،كما نجح في شراء حقوق بعض الأفلام من قناة art من بينها أفلام الفتوة، لاتطفئ الشمس،لايزال التحقيق مستمرا حيث قام بترميم هذه النسخ وتحويلها إلى نسخة ديجيتال وطبعها في إسطوانات "دى في دي" لتكون متاحة للجمهور الذي يرغب في اقتنائها، وهو جهد لايقوم به فرد بل مؤسسات ووزارات،لكن الذى أصدر كتبا عديدة في حب السينما، يؤكد أنه لن يتخلي عن مشروعه سامح الذى أسس لأجله شركة ليحقق طموحه، بهذه المبادرة، وغيرها يجب الاستفادة بها وبلورتها لدعم مشروع السينماتيك الذي يجب أن تقيمه الدولة لحفظ تراث مصر السينمائى،وإنقاذ مايمكن إنقاذه، بعدما تعرض للتسريب والتخريب .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة