إيهاب الحضرى
إيهاب الحضرى


حكاوي الحضري

رمسيس الثاني وراء إسلام طبيب فرنسي شهير!

إيهاب الحضري

الأحد، 28 فبراير 2021 - 09:18 م

- خرافة متداولة على «فيس بوك»
- تربط بطل «قادش» بفرعون موسى

وقف الطبيب الفرنسي الشهير أمام مومياء رمسيس الثاني. وأخذ يفحصها ليكشف أسرارها. وفى النهاية استنتج أن صاحبها مات غرقا. استعد لكتابة تقرير عن اكتشافه المُذهل، فوجد من يهمس فى أذنه قائلا: القرآن ذكر ذلك قبل 1400 عام. شعر الرجل بالدهشة، لأن الوصول لهذه النتيجة يتطلب وسائل علمية مُتطورة، لم تكن متاحة فى عصر نزول القرآن. بعدها سافر لحضور مؤتمر علمى فى السعودية، وسأل أحد المشاركين عن القصة، ففتح له القرآن الكريم وترجم له الآيات التى ترويها، واستوقفته معلومة إبقاء بدن الطاغية سليما كى يكون لمن خلفه آية. وبعد فترة من الدراسة أعلن الطبيب الفرنسى الشهير موريس بوكاى إسلامه. ربما تكون القصة السابقة قد وردتْ لأحدكم، ضمن منشور جذّاب فى رسائل» واتس آب»، أو قفزتْ أمامكم على سطح» فيس بوك»، دون أن تنتبهوا إلى أنها مليئة بالأخطاء والثغرات.

فى القرن الثالث عشر قبل الميلاد اغتصب رمسيس الثانى الحُكم من أخ له، كان والدهما يُعدّه للحكم، حسبما يؤكد عالم الآثار الشهير جيمس هنرى بريستد. أصبح رمسيس حاكما قويا، وكان مُحبا للأضواء بمعايير عصرنا الحديث، فاستعان بآلة دعائية ضخمة كى تظل سيرته حاضرة، وهو ما يجعل تفاصيل حياته معروفة، ورغم ذلك ظهر من يحاول ربطه ببنى إسرائيل، دون أن تتضمن نقوشه الكثيرة ما يؤكد هذا الافتراض، لكن امتداد فترة حكمه لنحو 67 عاما، جعل البعض يرشّحونه ليكون الفرعون الذى اضطهد بنى إسرائيل، ثم طاردهم عند خروجهم من مصر.


بدأتْ فكرة الربط من الغرب، ووقع بعض المصريين والعرب فى الفخ، فتداولوا منشورات تربط الحاكم العظيم بفرعون، رغم اعتمادها على الكثير من المعلومات الخاطئة. من بينها ما يتعلق بالطبيب الفرنسى نفسه، فقد درس بوكاى اللغة العربية وأتقنها، وفى 1973 أصبح طبيب الملك فيصل عاهل السعودية، وبعدها بعام جاء إلى مصر بحثا عن معلومات عن بعض الفراعنة. كان يهدف لتوثيق رحلة خروج النبى موسى وقومه. ركّز بوكاى بالأساس على مومياء مرنبتاح ابن رمسيس الثاني، الذى يعتقد البعض أنه فرعون الخروج. وحصل على موافقة الرئيس السادات، وأجرى دراسات لم تقتصر على مومياء مرنبتاح، بل امتدتْ إلى مومياوات ملكية أخرى من بينها التى تخص رمسيس الثاني.


كان بوكاى إذن يعرف الكثير عن ثقافتنا وحضارتنا، ولم يكُن ينتظر من يُقدّم له معلومات تتسبّب فى تغيير مسار حياته، مما يضرب القصة المُتداولة على مُستوى الشكل. أما من حيث المضمون، فلا يُمكن إثبات الموت غرقا إلا بفحص الرئتين، وحسبما أكد عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، لم يتم العثور على رئتى رمسيس الثاني. هنا ينبغى أن نشير إلى أن التحنيط فى مصر القديمة، كان يعتمد على انتزاع كل الأعضاء الداخلية من المتوفى، ما عدا القلب، وتوضع هذه الأعضاء فى أوعية مجاورة للتابوت، تُسمّى» الأوانى الكانوبية».


قد يرى البعض أن عدم العثور على الرئتين يجعل كل الاحتمالات مطروحة، ومن بينها الغرق. هذا صحيح، لولا وجود عائق مهم يقف عقبة فى فرضية غرق رمسيس الثاني، هو أنه تُوفى بعد تجاوزه التسعين من عمره، أى أنه فقد مُعظم قواه، ولم يعد قادرا على قيادة الجيش بنفسه، حتى إن القوى الخارجية بدأت تتجرأ على مصر فى نهاية عصره، وبلغ بعضها أسوار مدينة عين شمس، ولم يفعل الملك القوى « سابقا» شيئا، نظرا لشيخوخته واضمحلال سمعه، حسبما ذكر بريستد، رغم انتصاراته الخالدة وأبرزها معركة قادش.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة