٢ كفاية
٢ كفاية


مشروع يستهدف مستفيدى «تكافل وكرامة»

مواجهة الشبح بـ«2 كفاية»

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 04 مارس 2021 - 02:36 م

كتبت: آية فؤاد

على مدى سنوات طويلة مثَّلت مشكلة الزيادة السكانية شبحاً يهدد المجتمع، وزادت المشكلة تفاقماَ عندما سجلت الإحصائيات فى أكتوبر الماضى وصول عدد السكان إلى 101 مليون نسمة، وهو رقم لا يتناسب مع موارد الدولة حسب الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، لذا طوعت الحكومة عدة وسائل⊇ للسيطرة" على معدل النمو السكانى ضمن خطة التنمية حتى يحصل كل فرد على حقه فيما تقدمه الدولة للمواطنين، منها حملة "2 كفاية" التى تقدمها وزارة التضامن الاجتماعى للحد من الظاهرة،" وتستهدف من خلاله الأسر المستفيدة من برنامج :تكافل وكرامة:.

يهدف مشروع "2 كفاية" إلى الحد من الزيادة السكانية للأسر المستفيدة من برنامج "تكافل وكرامة" من خلال التوعية، وتقديم خدمات تنظيم الأسرة، وهو ضمن خطط وزارة التضامن الاجتماعى التى تتخذها لتنفيذ رؤيتها فى تحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة، وتنفيذ برامج متكاملة للتنمية البشرية فى المناطق الفقيرة، وتضمين هذه البرامج مكوناً سكانياً لتغيير العادات الإنجابية الخاطئة، حيث أكدت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى أن هذا المشروع يأتى ضمن التدخلات الرئيسية ورؤيتها فى تحقيق التنمية، وتعزيز مفاهيم تضمن حق الفرد بالمجتمع، كمفهوم "الأسرة الصغيرة".

أما الفئة المستهدفة من المشروع فهى الأسر المستفيدة من برنامج المساعدات النقدية "تكافل" فى 10 محافظات، وهى المحافظات الأكثر فقراً والأعلى فى معدلات الخصوبة وهى البحيرة، والجيزة، والفيوم، وبنى سويف، والمنيا، وقنا، وسوهاج، وأسيوط، والأقصر، وأسوان، بالإضافة إلى "حى الأسمرات" بالقاهرة.

بدورها، تواصلت "آخرساعة" مع عددٍ من السيدات المستفيدات من المشروع وحملات طرق الأبواب بالمحافظات، حيث أكدن أن الحملة شكلت فارقاً فى تفكيرهن، وتغيير الثقافة الإنجابية لديهن.

وكانت البداية مع ليلى محمد )24 عاماً(، التى لم يغيِّر من تفكيرها فى إنجاب طفل ثالث سوى حملات طرق الأبواب التى يتبناها المشروع. وتقول: "أنا أم لبنتين، الكبيرة عمرها 3 سنوات ونصف، ومنذ أن علم زوجى أننا سننجب بنتاً للمرة الثانية واتخذ قرار الإنجاب للمرة الثالثة، وما إن أتمت ابنتى عامها الأول، حتى بدأ يُلح علىّ بالحمل مرة ثالثة لإنجاب الولد".

تتابع: "بدأت الفكرة تدور فى رأسى بعد إلحاحه الشديد هو ووالده، ولم يمنعنا وقتها سوى حالتى الصحية، حتى وجدت مجموعات نسائية تنتشر بقريتنا فى محافظة الفيوم وتقدم نصائح حول الإنجاب وتحديد النسل وأهميته فى إنجاب أطفال أصحاء، بالإضافة إلى الحملات الإعلانية التى بسببها أصبحت لدينا قناعة بأن المسألة تتجاوز فكرة )العزوة( إلى تربية صحيحة ومستوى تعليمى جيد".

أما عفاف مصطفى )26 عاماً(، فلديها ثلاثة أطفال، وعلى الرغم من أنها رُزقت بالولد وابنتين، فإن زوجها يريد أن تكون له "عزوة"، يستند إليها فى الكبر على حد قولها. تقول ليلى: "أنجبت البنت أولاً، وبعد الولادة بشهور قليلة بدأ زوجى حديثه عن الحمل مرة أخرى، وبالفعل حملت مجدداً وبين طفلى الأول والثانى سنة ونصف فقط، ولأننى أنجبت بنتاً للمرة الثانية استمر زوجى فى الإلحاح علىّ للحمل مجدداً، والحمد لله رُزقت بالولد هذه المرة، لكن الغريب أن حديث زوجى عن الإنجاب لم ينقطع، دائماَ يقول لي: )عايز ولاد كتير علشان يورثوا مهنتى وورش النجارة اللى ورثتها عن والدي(".

وتؤكد عفاف أن الحملات الإعلانية التى تحمل شعار "2 كفاية"، أثرت بشكل كبير فى تغيير تفكير زوجها بشأن الإنجاب، وقالت: "أنا بدورى حاولت إقناعه بأفكار الحملة، وأن ما لدينا من أطفال يكفي، والمهم هو أن نتمكن من تربيتهم وتعليمهم".

توافقها الرأي، سناء عبداللاه )26 عاماً( من محافظة الجيزة، فهى أم لولدين، وترى أن الحملات الإعلانية أثرت بشكل كبير فى طريقة تفكيرها وطموحاتها بالنسبة إلى أبنائها. وتقول: ∀كنت أسعى للحمل مرة ثالثة لإنجاب بنت، خاصة أن كل من حولى كان يشجعنى على ذلك، وأثرت فىّ عباراتهم التى دائماً يرددونها على مسامعي، مثل )البنت هتنفعك(، و)البنت هتبقى سندك فى الكبر(، لكن بعد التفكير فى مستقبلهم وتربيتهم وجدت أن طفلين كفاية".

سناء أشارت أيضاً إلى أن العيادات الصحيّة وفّرت لها المشورة اللازمة فى اتباع الطريقة المناسبة لها لتنظيم أسرتها، حيث إنها عندما توجهت إلى العيادة الصحية وجدت تعاوناً وتفهماً كبيراً من الطبيبة والممرضات، ولم يبخل عليها أحد بأى معلومة، وأكدت اقتناعها بأن هناك عادات إنجابية خاطئة لا بد أن تتغير، وتنظيم الأسرة يمنح الأبناء مستوى معيشياً أفضل.

من جانبها، أكدت الدكتورة ديزيريه لبيب، مديرة مشروع "2 كفاية"، لـ"آخرساعة"، أن المشروع يركِّز بصورة كبيرة على القرى والمحافظات الأكثر فقراً، وهى المحافظات" العشر الأعلى فى معدلات الإنجاب، وأبرزها الجيزة والبحيرة إلى جانب محافظات الصعيد.

وأوضحت أنه جرى التعاقد مع 108 جمعيات أهلية فى المحافظات العشر المستهدفة، وتدريب عددٍ من كوادر الجمعيات الأهلية الشريكة، لإدارة المشروع وتدريب المتطوعات" للعمل كمثقفات مجتمعيات، إلى جانب تدريب الأطباء والممرضين العاملين فى عيادات تنظيم الأسرة بالجمعيات الأهلية الشريكة تدريباً نظرياً وعملياً.

وأكدت أن دور وزارة التضامن الاجتماعى هو دعم الجمعيات الأهلية لمكافحة الزيادة السكانية، وإذكاء الجهود التطوعية لمجابهة مشكلة الكثافة السكنية، موضحة أن أهم محورين لحل المشكلة هما التوعية عن طريق الحملات الإعلانية وطرق الأبواب، وتوفير خدمات تنظيم الأسرة عن طريق دعم العيادات والجمعيات الأهلية الشريكة مع المشروع، وفى هذا الإطار تم الانتهاء من تطوير وتجهيز 64 عيادة تنظيم أسرة وتزويدها بالقوى البشرية من أطباء وتمريض وتوفير الحافز المادى لهم.

وتابعت ديزيريه، أن المشروع" ركّز على"القرى والمحافظات الأكثر فقراً، والأعلى فى معدلات الإنجاب، مشيرة إلى أنه خلال شهر يناير الماضي، بلغ عدد زيارات طرق الأبواب 249٫200 ألف زيارة من إجمالى 5٫306٫713 زيارة، مشددة على أن نسبة تحقيق المستهدف من الزيارات قد بلغت 115%، كما أن عدد السيدات المحولات إلى عيادات تنظيم الأسرة بوزارة الصحة والعيادات الأهلية الشريكة وصل إلى 41٫642 سيدة من إجمالى 745٫782 سيدة.

ولفتت مديرة المشروع إلى أنه خلال يناير الماضي، وصل عدد المترددات على عيادات تنظيم الأسرة بالجمعيات الأهلية الشريكة إلى 5974 سيدة من إجمالى 107٫456 سيدة، خلال الفترة من أول يناير 2019 وحتى 31 يناير الفائت.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة